مع دخول الشتاء، تنتشر العديد من الممارسات الخاطئة التي يُعتقد بأنها تسهم في حماية وعلاج الأطفال من نزلات البرد. كما تشعر بعض الأمهات بالحيرة لمعرفة ما يجب فعله خاصة إذا كانت أم جديدة ومازالت في طريقها لاسكتشاف الطريقة الأمثل للعناية برضيعها. لذا، يقدم لنا د. هيثم حسين أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، بعض الإرشادات لمعرفة الروتين الأفضل للأطفال من حيث عدد قطع الملابس التي يجب أن يرتدونها، وطريقة الاستحمام الآمنة، والأدوات التي يجب توافرها في كل بيت لحمايتهم من نزلات البرد، كما يوضح مدى فعالية المضادات الحيوية، وحقن البرد المتواجدة في الصيدليات، وكيف نفرق بين أعراض دور البرد العادي والأعراض التي تستدعي التوجه للطبيب.
عدد القطع التي يجب يرتديها الطفل شتاء
تحتار العديد من الأمهات في تحديد ما هو عدد قطع الملابس التي يجب أن يرتديها طفلها في الشتاء لتقيه من البرد دون مبالغة، ويوضح د. هيثم أن أنسب عدد للقطع يختلف من طفل لآخر ومن مكان لمكان، فلا يمكن نصح جميع الأمهات بنفس عدد القطع لاختلاف درجة الحرارة بين المحافظات كما يختلف الإحساس بالبرد باختلاف طبيعة المنازل وإذا ما كان هناك مدفأة أم لا. لكن، بشكل عام يمكن القول بأن أنسب عدد هو أن يرتدي الطفل قطعة أو قطعتين أكثر مما يرتديه البالغ في نفس الجو.
وأضاف، أن المبالغة في عدد القطع قد يأتي بنتيجة عكسية. فإذا ارتدى الطفل قطعا زائدة خاصة في جو معتدل كجو الخريف ثم تعرق أثناء اللعب والحركة وتعرض لتيارات هوائية يمكن أن يصاب بنزلة برد.
نصائح لتحميم الرضع بشكل آمن في الأيام الباردة
وينصح د. هيثم الأمهات الجدد بتحميم الرضع في وقت الظهيرة، وتجهيز أدوات الاستحمام مسبقا كطبق المياه الدافئة وآخر خال ثم غلق الغرفة جيدا، ويفضل تواجد شخص آخر مع الأم لمساعدتها. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا من الممكن أن يستحموا في الحمام لكن أيضا يجب تدفئته جيدا وغلق جميع منافذ الهواء والاستحمام في وقت الظهيرة، وعند خروجه يجب غلق المراوح والتكييفات ويجب الحرص على التنشيف الجيد وارتداء الملابس قبل الخروج من الحمام.
هل يجب تناول المضاد الحيوي عند إصابة الطفل بنزلة برد؟
وأشار إلى أن أغلب نزلات البرد البسيطة لا تحتاج إلى المضاد الحيوي لعلاجها، خاصة إذا لم ترتفع درجة حرارة الطفل واقتصرت الأعراض على الزكام والرشح فقط لأن المضاد الحيوي في حالات الزكام أو البرد الفيروسي لا يساعد على الشفاء بل بالعكس قد يتسبب في ضعف المناعة.
حقن البرد المنتشرة في الصيدليات
وأوضح د. هيثم، أن الحقن المنتشرة في الصيدليات لعلاج نزلات البرد هي في الحقيقة عبارة عن "كوكتيل" من المواد التي قد تسبب مشاكل للطفل، فبعض تلك الحقن تحتوي على الكورتيزون وهو ما قد يتسبب في رفع ضغط وسكر الطفل عند أخذها بدون الحاجة لها، كما يمكن أن تحتوي على الفولتارين وهو مسكن قوي وله آثاره السلبية على المعدة والكلى خاصة إذا كانت الجرعات غير مناسبة للأطفال، بالإضافة إلى المضاد الحيوي القوي والذي لا يكون الطفل بحاجة له أصلا إذا كان الدور فيروسيا، والأهم من كل ذلك أن الطفل قد يكون لديه حساسية شديدة من تلك النوعية من الحقن أومكون من مكوناتها مما يتطلب القيام باختبار حساسية في المساشفيات وليس في الصيدلية.
متى يجب التوجه للطبيب فورا؟
ويشدد على أن عند ملاحظة بعض الأعراض على الطفل لا يجب التعامل مع نزلة البرد على أنها نزلة عادية ستشفى من تلقاء نفسها والتوجه للطبيب فورا. ومن تلك الأعراض:
1- حرارة شديدة خصوصا إذا وصلت لـ40 درجة ولم يساعد خافض الحرارة في شفائها.
2- شعور الطفل بعدم القدرة على الحركة أو الهمدان المستمر.
3- رفض الطفل للأكل.
4- ملاحظة نهجان الطفل طوال الوقت.
5- استمرار الحرارة المرتفعة أكثر من 3 أو 4 أيام.
6- ظهور أعراض غريبة ليست من أعراض البرد، كالطفح الجلدي أو إفرازات ملونة.
أدوات مهمة لكل أم عند دخول الشتاء
وينصح د. هيثم بضرورة توفر الفاكهة كالبرتقال والجوافة والموز واليوسفي خلال الشتاء لرفع مناعة الطفل، وأن يحصل الطفل على جرعته الوقائية من فيتامين د لمساهمته في تدعيم المناعةن وتواجد نقط الأنف أو بخاخات الأنف لاستخدامها في تنظيف الأنف من تراكم الإفرازات في حالة الإصابة بنزلات البرد لكي لا تتفاقم الحالة، بالإضافة إلى توفير الخافضات العادية مثل مستحضرات الباراسيتامول والإيبوبروفين ولكن بعد استشارة الطبيب لمعرفة كيفية الاستخدام والجرعات.