ماذا يحدث في الفاشر؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 1:37 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

ماذا يحدث في الفاشر؟

سمر إبراهيم
نشر في: الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 12:49 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 12:53 ص

بعد اندلاع حرب السودان في أبريل عام 2023، بدأ حصار ميليشيا الدعم السريع لمدينة الفاشر أكبر مدن إقليم دارفور وعاصمة ولايته الشمالية في 10 مايو عام 2024، بعد خروج بعض الحركات المسلحة عن مبدأ الحياد ودعمها للجيش، ومنذ ذلك اليوم وتعاني المدينة من الجوع والمرض حيث منعت الميليشيا نفاذ آي مساعدات انسانية من غذاء ودواء إلى المدينة.
وعلى مدار تلك الشهور والأسابيع، ظل الدعم السريع يستهدف المدينة بهجمات عسكرية شرسة، لكن قوات الجيش والقوات المشتركة داخل المدينة المحاصرة تصد الهجمات عنها، وقد أصدر الجيش السوداني في هذا السياق العديد من البيانات التي أوضح فيها أن الميليشيا استعانت بمرتزقة أجانب في الهجوم المستمر على الولاية، وذلك رغم التحذيرات الدولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات الأقليم الخمس.


** الأهمية الاستراتيجية للفاشر

وسعت ميليشيا الدعم السريع بخطى حثيثة للسيطرة على تلك الولاية، لاسيما أنها آخر القلاع الحصينة في دارفور وبسقوطها يكون الإقليم الغربي بصورة كاملة تحت سيطرتها، بعد "الجنينة، نيالا، زالنجي، والضعين".
وتعد الفاشر أخر محطة في إقليم دارفور كانت خارج سيطرة الميليشيا، والسيطرة عليها تعني أن الإقليم الغربي سيكون خاضعا لنفوذ الدعم السريع ويعزز من مخاوف تكريس الانقسام ومناطق السيطرة تكرارا للسيناريو الليبي.
ويقطن إقليم دارفور نحو 9.5 مليون نسمة، وتبلغ مساحته حوالى 493 ألف كيلو متر أى ما يقرب من نصف مساحة مصر، ويتمتع الأقليم بثروات طبيعية ضخمة كـ"البترول" وأيضا اليورانيوم تلك المادة الاستراتيجية، و حوالي ٢٠ ٪ من ثروات السودان الحيوانيّة.

** إعدامات ميدانية

وقد أظهر تقييم نشرته الأمم المتحدة مطلع يوليو الماضي، أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح في الفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وفي تحول درامي ليس بالمفاجىء بعد انهاك العسكريين والمدنيين عبر الحصار المطبق على المدينة، أعلنت ميليشيا الدعم السريع، يوم الأحد، استيلاءها على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني.
ومنذ هذه اللحظة، وتنفذ الميليشيا حملات إعدامات ميدانية بحق المدنيين، مما يعيد للأذهان مخاوف من حملات تطهير عرقي مثلما التي تم ارتكابها بحق قبيلة المساليت في مدينة الجنينة (غرب إقليم دارفور) وقد وثقت الميليشيا تلك الجرائم بالصوت والصورة وتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مما أثار حالة استياء وغضب عارمين بين السودانيين، كما تم اعتقال الصحفي معمر إبراهيم خلال محاولة خروجه من المدينة مساء أول أمس، هذا بالإضافة إلى نزوح المئات إلى منطقة طويلة شمال دارفور هربا من المعارك العسكرية.

** تنديد أممي

وقد أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، أن تقارير متعددة ومقلقة تفيد بأن الدعم السريع تنفذ فظائع، بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من مدينة الفاشر المحاصرة في شمال دارفور ومدينة بارا بولاية شمال كردفان خلال الأيام الأخيرة.
وقال فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان: "في الفاشر، تشير التقارير الأولية إلى وضع شديد الخطورة منذ أن أعلنت الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، يوم أمس".
وفي بيان له، حذر تورك من تصاعد خطر وقوع مزيد من الانتهاكات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع القبلية في الفاشر يوما بعد يوم.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لضمان حماية المدنيين في الفاشر وتأمين ممر آمن لمن يحاولون الوصول إلى أماكن آمنة نسبيا.

** تمسك أمريكي بخطة الرباعية

فيما قال قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والإفريقية، مسعد بولس، إن واشنطن تسعى إلى التوصل إلى هدنة إنسانية في السودان.
وأشار في تصريحات صحفية إلى أن التطورات في الفاشر مقلقة لجهة حجم التجاوزات على الأرض، مضيفا أن هذا التطور استراتيجي، حيث يمكن أن يكون بداية لنوع من تقسيم السودان كما حدث في ليبيا على سبيل المثال، مبرزا أن "هذا أمر غير مقبول"، وأن الولايات المتحدة ستبذل، مع شركائها، جهودا لمنع ذلك، وأوضح أن بلاده وشركاءها ملتزمون بالخطة التي وضعتها "الرباعية"، والتي تتضمن ثلاثة أشهر من الهدنة الإنسانية تليها مرحلة انتقالية.
وشدد بولس على أن الشق الإنساني يمثل أولوية لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لافتا إلى أن السودان "يشكل اليوم أكبر كارثة إنسانية على الإطلاق".

** البرهان يتعهد بالقصاص لأهالي الفاشر

من جهته، ألقى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، كلمة مساء أمس، بثها التلفزيون الرسمي، قال فيها إن "القيادة الموجودة هناك بمافيها لجنة الأمن قدروا تقديرات بأنه يجب أن يغادروا المدينة نسبة لما تعرضت له من تدمير ممنهج وقتل ممنهج للمدنيين، ورأوا أن يغادروا ووافقناهم علي أن يغادروا المدينة ويذهبوا إلي مكان آمن حتي يجنبوا بقية المواطنين وبقية المدينة الدمار".
وأضاف البرهان: "على العموم هذه محطة من محطات العمليات العسكرية التي فرضت علينا كشعب سوداني ونحن نقولها دوما ونكررها الشعب السوداني سينتصر والقوات المسلحة السودانية ستنتصر لأنها مسنودة بالشعب ويقاتل معها كل أبناء الشعب السوداني بدءاً بالقوات المشتركة وقوات خشن و المستنفرين وجميع من يقاتل في صف القوات المسلحة ونحن نقول أن هذا الشعب سينتصر وأن هذه المعركة ستحسم لصالح الشعب السوداني".
وأوضح البرهان: "نحن نطمن أهلنا في كل مكان بأننا عازمون علي أن نقتص لكل شهدائنا، وعازمون على أن نقتص لما حدث لأهلنا في الفاشر، الجرائم التي أرتكبت الأن في الفاشر وأرتكبت قبل ذلك في كل بقاع السودان على مرأى ومسمع من العالم، مخالفات لقرارات مجلس الأمن، وكل الأعراف الدولية الآن يتم إنتهاكها ولا أحد يتحدث عن ذلك ولا أحد يحاسب"، و"نحن كشعب سوداني سنحاسب هؤلاء المجرمين، نحن كسودانيين سنقتص لأهلنا الذين لحق بهم الظلم ولحقتهم هذه اليد الغادرة، العدائية ، والتي لا تنتمي لهذا الشعب السوداني".
وأكد: "نحن نجدد عهدنا مع الشعب السوداني أن القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والقوات الأخرى التي تساند هذه القوات قادرة علي أن تحقق النصر تلو النصر، وهذه تجارب خضناها في هذه الحرب مؤخرا أننا نستطيع أن نقلب الطاولة في كل مرة ونستطيع أن نعيد كل أرض دنسها هؤلاء الخونة إلي حضن الوطن، ونحن نؤكد أننا قادرون ونؤكد أننا عازمون علي أن نمضي حتي نطهر هذه الأرض من كل دنس ومن كل رجس ونقضي علي هؤلاء المرتزقة القتلة المأجورين".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك