ـ مشاهد مصورة وثقت اعتداء جندي إسرائيلي ومستوطن على المسنة رسمية شكارنة بأراضي قرية نحالين غرب بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة
- رسمية شكارنة (70 عاما): هاجمنا الجنود وصرخوا علينا أثناء قطف الزيتون
- زوج ابنتها أحمد شكارنة: اعتدى علي أحد المستوطنين بالضرب المبرح أمام أنظار الجنود
بينما كانت المسنة رسمية بدر شكارنة (70 عاما) تعود برفقة حفيدتها من قطف الزيتون بأراضي قرية نحالين غرب بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، اعترضهما مستوطنون وجنود إسرائيليون واعتدوا عليهما، في حادث وثقته مشاهد مصورة.
ويشهد موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية تصاعدا غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي، إذ يمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم بحجج أمنية، فيما تتعرض الحقول للتخريب والسرقة والإتلاف، وسط دعوات فلسطينية لتوفير حماية دولية للمزارعين خلال الموسم الذي يمثل رمزا للتشبث بالأرض.
وقالت المسنة للأناضول إنها كانت برفقة حفيدتها (12 عاما)، تجنيان الزيتون من أرض قريبة لا تبعد أكثر من 60 مترا عن منازل القرية غرب بيت لحم، عندما هاجمهما عدد من الجنود وبدأوا بالصراخ عليهما، مشيرة إلى أنها فضلت الذهاب بنفسها إلى الأرض بدلا من الشباب خشية تعرضهم للضرب أو الاعتقال.
وتشير إلى أنهما قطفتا شجرة الزيتون بسرعة، ثم غادرتا باتجاه منطقة "عين البلد"، قبل أن يهاجمهما الجنود ويوجهوا أسلحتهم نحوهما، ويسألوهما عن سبب وجودهما في المكان، وقالوا إن ذلك "ممنوع".
وردت المسنة بأنها في أرضها وبلدها وبين أهلها، ثم سألتهم لماذا أنتم هنا؟ وقالت إنها لم تفعل شيئا ولم ترتكب مخالفة، موضحة أن الجنود طلبوا اسمها الرباعي واسم حفيدتها التي تجمدت خوفا، ثم أطلقوا سراح الطفلة وقرروا اقتيادها مشيا على الأقدام.
وأشارت إلى إجبارها على صعود جبل كامل رغم معاناتها من مشاكل في القلب، دون السماح لها بالراحة إلا للحظات قصيرة فرضتها عليهم بسبب تعبها الشديد.
** إطلاق نار واتهام باطل
تتابع المسنة أنها عندما قطعت ثلثي المسافة، لمحت زوج ابنتها يهرول باتجاهها، فصرخت عليه أن يعود خشية إصابته، لكن الجنود أطلقوا عليه الرصاص بكثافة وألقوا قنابل الغاز نحوه، ما جعلها تخشى على حياته.
وعند اقترابه من سياج مستوطنة "بيتار عيليت" شمال القرية، هاجمه الجنود والمستوطنون، وكان بينهم رئيس بلدية المستوطنة الذي وصفته بأنه "حاقد"، إذ اعتدى ضربا على صهرها الذي لم يدافع عن نفسه، فاعتقله الجنود بعد أن "اتهموه زورا بمحاولة سرقة سلاح جندي".
وتقول إن الجنود قيدوا يديه وعصبوا عينيه، واقتادوها معه إلى معسكر للجيش، حيث خضعا للتحقيق عدة ساعات قبل أن يفرج عنهما مساء الجمعة.
** "تعبنا في الأرض.. لماذا نمنع عنها؟"
وتوضح المسنة أن المزارع الفلسطيني يتعب في أرضه طوال العام ليصل إلى موسم الزيتون، قائلة: "ننتظر الموسم بفارغ الصبر، تعبنا في الأرض، لماذا نمنع عنها؟ هذا ظلم".
وتضيف أن في كل بيت عائلتين أو ثلاثا يتشاركون جني الثمار، متسائلة: "كيف نشتري الزيت وثمار زيتوننا على الشجر؟ نريد فقط أن نعيش بأمان".
وناشدت "زعماء العالم والعالم كله أن يتدخلوا ويوفروا لنا الحماية حتى لا نمنع من أرضنا، يكفينا ما عشناه من رعب، نريد تربية أولادنا والعيش بسلام".
** رواية زوج الابنة
من جانبه، قال أحمد شكارنة إنه علم باعتقال والدة زوجته واقتيادها مشيا نحو المستوطنة، فسارع إلى اللحاق بها حاملا دواء القلب.
وأضاف: "عندما وصلت منتصف الجبل أبلغت الجنود أني أحمل الدواء، فسمحوا لي بالمرور، لكن عند بوابة المستوطنة اعتدى علي أحد المستوطنين بالضرب المبرح، وكان الوضع صعبا عليها".
وتابع أن "الجنود تركوا المستوطن يهاجمنا بالضرب بلا أخلاق، واتهموني بمحاولة أخذ سلاح جندي، وهي تهمة باطلة لا أساس لها"، مشيرا إلى أنه بقي قيد التحقيق حتى العاشرة ليلا قبل الإفراج عنه.
ويؤكد شكارنة أن موسم الزيتون بالنسبة للفلسطينيين هو موسم فرح وتعاون عائلي، قائلا: "كل الثمار كالعنب والخوخ يجنيها الفرد، إلا الزيتون فهو جماعي، يجمع العائلة كلها، ونعد فيه الأكلات التقليدية".
ويضيف: "نعلم أبناءنا كيف نعتني بالزيتون ليبقوا متجذرين في الأرض، لكن الموسم تحول إلى موسم اعتداءات وضرب من المستوطنين والجيش، ومع ذلك نحن صابرون ومحتسبون".
وخلال الأيام الماضية، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان في بيان إن الجيش والمستوطنين نفذوا منذ مطلع أكتوبر 158 اعتداء ضد قاطفي الزيتون في الضفة الغربية، بينها 17 للجيش و141 للمستوطنين، تسببت في تخريب نحو 795 شجرة.
ووصف الموسم الحالي بأنه "الأصعب منذ عقود" بفعل تحويل إسرائيل مساحات زراعية إلى "مناطق عسكرية مغلقة".
وتندرج اعتداءات المستوطنين ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية، أسفرت خلال العامين الماضيين عن استشهاد 1058 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.
وبدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة استمرت عامين، أسفرت عن استشهاد 68 ألفا و519 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و382 آخرين، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري.