مع حلول فصل الشتاء، يزداد شعور الكثيرين بالزكام والاحتقان، ويظن البعض أن السبب هو نزلات البرد المعتادة، لكن في بعض الأحيان، قد يكون ما تعانيه حساسية خفية داخل المنزل، تظهر بأعراض شبيهة بالبرد، مثل سيلان الأنف ودموع العينين والحكة الجلدية المستمرة.
وبين الخبراء، أن السبب قد لا يكون نزلة برد عادية، بل ما يعرف بـحمى القش الشتوية، الناتجة عن مسببات الحساسية الخفية في المنزل.
وفي هذا التقرير، نكشف عن حمى القش الشتوية، أسبابها الخفية، وكيفية التمييز بينها وبين نزلات البرد، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
- ما هي حمى القش الشتوية؟
تعرف حمى القش الشتوية أيضا باسم التهاب الأنف التحسسي، وتحدث نتيجة التعرض لعث الغبار، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو العفن.
ومع انخفاض درجات الحرارة وقضاء وقت أطول داخل المنزل، تتفاقم الأعراض مثل: سيلان الأنف، وحكة العينين، الاحتقان، العطس، وضغط الجيوب الأنفية.
وفي الحالات الشديدة قد تسبب مشكلات في التنفس أو دوارًا، وعلى عكس نزلات البرد، لا تزول الأعراض بعد بضعة أيام من الراحة.
- متى تنتشر حمى القش؟
تكون حمى القش عادة في أسوأ حالاتها خلال فصلي الربيع والصيف، عندما ترتفع مستويات حبوب اللقاح في الجو.
لماذا تعد تسمية "حمى القش الشتوية" خاطئة؟
تشير كلمة "حمى القش" إلى الحساسية الناتجة عن ارتفاع حبوب اللقاح في الهواء، وهي لا تنتشر عادة في فصل الشتاء، لكن ما يحدث هو أعراض حساسية تشبه حمى القش تظهر خلال الطقس البارد.
- كيفية التفرقة بين حمى القش الشتوية والإنفلونزا
أوضحت نيام ماكميلان، مشرفة الصيدلة في سوبر دراج، أن هناك عدة فروق رئيسية:
- مدة المرض:
نزلات البرد تنتهي عادة خلال 7 إلى 10 أيام، بينما تستمر الحساسية لأسابيع أو حتى أشهر.
- شكل المخاط:
في حالات الحساسية يكون المخاط شفافا ومائيا، بينما يكون في نزلات البرد أكثر سمكا وذا لون أصفر.
- ما أسباب حمى القش الشتوية؟
1. عث الغبار المنزلي
يعد عث الغبار من أكثر الأسباب شيوعا لحساسية الشتاء، وهو كائن مجهري يعيش في كل منزل ويتغذى على خلايا الجلد الميتة والريش الموجود في الفراش والوسائد.
ولا يتحسس الإنسان من العث نفسه، بل من فضلاته، التي تبقى حتى بعد موت الحشرة نفسها.
يزيد الشعور بهذه الحساسية عند ارتفاع درجات الحرارة، مع توافر الأجواء الدافئة والرطبة التي تنمو فيها العث، وعندما يصبح الجو باردا في الخارج يغلق الناس النوافذ والأبواب، إلى جانب قضاء المزيد من الوقت في داخل المنزل، كل هذا يؤدي إلى تفاقم الحساسية.
- طرق مقاومة حساسية عث الغبار:
استبدال الألحفة والوسائد المصنوعة من الريش بأخرى صناعية؛ لأن العث يتغذى على الريش
تجديد الفراش بانتظام، فكلما كان أقدم زادت احتمالية وجود العث فيه.
غسل الفراش أسبوعيًا بالماء الساخن لقتل العث وفضلاته.
تنظيف السجاد والأثاث بالمكنسة الكهربائية المزودة بفلتر HEPA بانتظام؛ لإزالة العث وعدم توزيعه في جميع أنحاء المنزل.
فتح النوافذ في فصل الشتاء يساعد على التخلص من عث الغبار.
2. جراثيم العفن
بحسب ماكميلان مشرفة الصيدلة في سوبر دراج، قد لا يخطر ببال أحد أن جراثيم العفن المتراكمة في الأماكن الرطبة مثل الحمامات والمطابخ يمكن أن تسبب أعراض الحساسية خلال الشتاء.
وتشير ماكميلان، إلى أن هناك مصادر أخرى للعفن تأتي من الخارج في فصلي الخريف والشتاء، مثل عفن الأوراق.
- طرق مقاومة جراثيم العفن:
تهوية المنزل جيدًا بفتح النوافذ عند الإمكان.
تجنّب تجفيف الملابس داخل المنزل لتفادي الرطوبة.
عدم ترك الملابس الرطبة مبللة؛ بل تجفيفها فورًا بالمجفف.
3. الحيوانات الأليفة
قد يكون وبر الحيوانات الأليفة، رغم كونه مصدرًا للبهجة، سببًا في الحساسية.
طرق التغلب على الحساسية من الحيوانات الأليفة:
إبعادها عن غرفة النوم والسرير.
غسلها أسبوعيًا واستخدام منتجات تقلل تساقط الشعر.
عند فشل الحلول السابقة، حاول استخدام مضادات الهيستامين، والتي تساعد في تقليل رد الفعل التحسسية أو بعض بخاخات الأنف الستيرويدية منخفضة الجرعة والتي تكون أكثر فعالية في حمى القش الشتوية، ويمكن شراؤها دون وصفة طبية من معظم الصيدليات.