وجه رئيس أساقفة بوينس آيرس انتقادات لاذعة للرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال مراسم دينية حضرها الأخير، يوم الأحد، قائلا إن قيم "الأخوة والتسامح والاحترام تتلاشى" في ظل السياسات القاسية التي تنتهجها الحكومة.
وقد طبق الرئيس ميلي، وهو مؤيد للسياسات الليبرالية وحليف مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سياسات تقشف، في شكل علاج بالصدمة المالية، في محاولة للسيطرة على التضخم المرتفع على نحو مؤلم في البلد الواقع في أمريكا الجنوبية. لكن هذه السياسات أدت أيضا إلى ارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير، وأشعلت موجات من الاحتجاجات، قوبل بعضها برد عنيف من جانب الشرطة.
وأدان رئيس الأساقفة خورخي جارسيا كويرفا، يوم الأحد، تلك السياسات والمناخ السياسي العام في الأرجنتين، وذلك أمام ميلي الذي كان جاثيا على ركبته بمفرده في الصف الأمامي، وكذلك أعضاء حكومته.
وقال كويرفا إن "الأرجنتين تنزف من جراء عدم المساواة، والحكومة بعيدة عن الناس في الشوارع، لا تشعر بآلامهم ولا بإحباطاتهم."
وشاهد مايلي الخطاب بوجه عابس. وحذر جارسيا كويرفا من انتشار الكراهية والمعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ووصفها بأنها "إرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، مستشهدا ببابا الفاتيكان السابق فرنسيس، الذي ينحدر من الأرجنتين. وغالبا ما تستخدم حكومة ميلي وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمة النقاد، بمن فيهم السياسيون والصحفيون، واصفة إياهم بأسماء مثل "المنحطين" و"القرود".
ودعا جارسيا كويرفا أيضا إلى المزيد من الدعم للفقراء والشباب الذين قال إنهم يلقون بشكل متزايد في أوضاع غير مستقرة. وسلط الضوء بشكل خاص على المتقاعدين، الذين تضررت معاشاتهم التقاعدية بشدة بسبب سياسات التقشف، والذين ينظمون احتجاجات كل أسبوع، غالبًا ما تقابل بقمع الشرطة.
وقال جارسيا كويرفا: "المتقاعدون يستحقون حياة كريمة مع إمكانية الحصول على الدواء والغذاء، وهو جرح ظل مفتوحا وينزف لسنوات، ولكن كمجتمع يجب أن نعالجه سريعا".