تعتبر خطبة يوم عرفة في مسجد نمرة، من الشعائر الهامة خلال الحج، إذ تتجه الأنظار وتصغى الأذان لكلمات الخطيب الذي سيأم ويخطب في ملايين الحجاج، ووقع اختيار الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية على الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام الحرم وعميد كلية الشريعة السابق بأم القرى؛ ليصبح خطيب وقفة عرفة لعام 1446 هـ - 2025 م.

ويتمتع الشيخ الدكتور صالح بن حميد، بمسيرة عطرة حافلة بالأدوار العلمية والفقهية، سنعرج عليها الأسطر التالية:

- النشأة

ولد الشيخ صالح بن حميد في مدينة بريدة التابعة لمحافظة القصيم عام ١٣٦٩ هجريا الموافق ١٩٥٠ ميلاديا؛ لينتقل لاحقا إلى الإقامة في مكة المكرمة، ويحصل على شهادة الثانوية العامة منها، ثم الالتحاق بجامعة أم القرى المختصة بتخريج الفقهاء وأئمة الحرمين الشريفين؛ ليتخصص الشيخ بكلية الشريعة، ثم يحصل على البكالوريوس في نفس التخصص.

- المسيرة الأكاديمية

عمل الشيخ، بعد تخرجه معيدا في كلية الشريعة وحصل الماجستير، ثم الدكتوراه عام 1402هـ؛ ليترقي في المناصب العلمية بين أستاذ مساعد وأستاذ جامعي، ثم رئيسا لقسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة أم القرى، وليعمل لاحقا كمدير لمركز الدراسات العليا بكلية الشريعة، ثم وكيلا للكلية ليترقي بعد ذلك كعميد لكلية الشريعة.

- في رحاب الحرم

بدأ الشيخ، عمله بالحرم المكي في الـ34 من عمره؛ ليصبح أول إمام للحرم حاصل على الدكتوراه ويؤم المصلين بالحرم بعد عام من حصوله على الدرجة العلمية، وعمل أيضا في إلقاء الدروس وإصدار الفتاوى الفقهية في الحرم المكي، ثم التحق كعضو بهيئة كبار العلماء، ثم وكيلا لرئيس هيئة شئون الحرمين، ثم عمل كرئيسا للهيئة.

- الشيخ والعمل السياسي

التحق الشيخ بن حميد، كعضو بمجلس الشورى السعودي لـ7 سنوات، ثم عين رسميا رئيسا لمجلس الشورى لفترة قبل أن يتولى رئاسة مجلس القضاء العالي السعودي خلفا للشيخ صالح اللحيدان، واستمر الشيخ لسنوات بالمنصب قبل أن يتم إعفاؤه برغبة شخصية منه؛ ليعمل كمستشار بالديوان الملكي بمرتبة وزير بالمملكة.

- المؤلفات العلمية

أصدر الشيخ، 14 كتابا ودراسة متنوعة شملت مجالات الفقه والتاريخ والأسرة والتربية، ونال على مألفاته جائزة النادي الأدبي بالرياض للكتاب عام 2013؛ لتميز أعماله المكتوبة.

- إسهامات عالمية في خدمة الإسلام

تخطت جهود الشيخ العلمية، إلى المستوى العالمي وعمل كرئيس للمجمع الفقهي العالمي لمنظمة التعاون الإسلامي، كما انضم كعضو بهيئة المساجد العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وعمل كعضو للجنة الشرعية بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وتلقى تقديرا لجهوده في المجال الديني جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام في عام ٢٠١٦.