رحب الأمين العام للمنظمة الإفريقية لمنتجي النفط (APPO) عمر فاروق إبراهيم، بالمستثمرين الأتراك الراغبين في دخول قطاع الطاقة الإفريقي، وقال إن أبواب التعاون مع تركيا في جميع مجالات الطاقة مفتوحة.
وفي حديث للأناضول، تطرق إبراهيم إلى موقع تركيا في إفريقيا ودورها في مستقبل الطاقة في القارة.
وأوضح أن القارة الإفريقية تتابع صعود تركيا على الساحة العالمية، مشيرا إلى أنها تمتلك حضارة قوية وعريقة، وخلفية ثقافية عميقة، وهي تتقدم بقوة على الصعيد التكنولوجي.
وذكر أن على القادة الأفارقة توسيع علاقاتهم مع شركاء جدد.
وقال: "تركيا أمامها دور مهم، ويجب أن تطوّر استراتيجيات تقنع بها الدول الإفريقية بأن علاقتها معها ستعود على القارة بفوائد كبيرة".
وأضاف: "ما زال كثير من الناس لا يدركون مدى تقدم تركيا في مجال التكنولوجيا. علينا أن نُظهر ذلك للعالم. في أي مكان تذهب إليه في إفريقيا، ترى القنوات الغربية والإذاعات والإعلام يهيمنون، وهذا يستمر في استعمار عقولنا".
ولفت إلى أهمية المنح الدراسية التي تقدمها أنقرة للطلاب الأفارقة في تعريف القارة بتركيا، مؤكدا أن هذا النوع من التفاعل الإنساني سيُثمر نتائج إيجابية على المدى الطويل.
سياسات التحول بالطاقة
وأشار إبراهيم إلى أن الدول الغربية التي بنت قوتها الاقتصادية على موارد إفريقيا تسعى اليوم، من خلال سياسات التحول في الطاقة، إلى منع إفريقيا من استغلال نفطها وغازها اللازمَين لتنميتها.
وشدد على أن التحول في الطاقة يمثّل فرصة كبيرة للدول الإفريقية، متسائلا: "لأول مرة بدأنا نطرح السؤال: لماذا نصدر النفط والغاز بينما لا يستطيع شعبنا الوصول حتى إلى احتياجاته الأساسية؟"
وأردف: "الطاقة بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت، أما بالنسبة لهم فهي رفاهية، لأن نقص الطاقة في إفريقيا يتسبب يوميا في وفيات".
وتابع: "التحول في الطاقة أصبح شائعا عالميا، الجميع يتحدث عن الطاقة المتجددة، المشكلة أنه عندما ينتقلون إلى الطاقة المتجددة، سنفقد نحن في إفريقيا نفطنا وغازنا، بل وحتى مصادر الطاقة المتجددة سنفقدها، لأننا لا نملك التكنولوجيا المطلوبة، وسنعود مرة أخرى للاعتماد على الدول الغربية".
تأسيس البنية التحتية
وأوضح إبراهيم أن سياسات الدول الغربية المتعلقة بالطاقة جعلت من الصعب على إفريقيا تأمين التمويل لمشاريع النفط والغاز.
ولفت إلى أن المنظمة الإفريقية لمنتجي النفط تسعى لتأسيس بنية تحتية لنقل الطاقة من المناطق الغنية بها إلى المناطق التي تحتاجها في القارة.
وأضاف أن المنظمة التي تضم 18 دولة إفريقية تمتلك 10 في المئة من احتياطيات النفط العالمية وتنتج 8 بالمئة من الإنتاج العالمي.
دعوة لتركيا
ووجّه إبراهيم دعوة مباشرة لتركيا، قائلا: "إذا رغبت تركيا أو المستثمرون الأتراك في الانضمام إلى بنك الطاقة الإفريقي، سنرحب بهم بكل سرور، وأبوابنا مفتوحة لهم".
وأردف: "إذا أرادت تركيا دعمنا في بناء خطوط أنابيب نقل الطاقة عبر الحدود، سواء كانت نفطا أو غازا أو منتجات مكررة، سيكون ذلك محل ترحيب أيضا".
وتأسست المنظمة الإفريقية لمنتجي النفط (APPO) ومقرها في برازافيل بالكونغو عام 1987 في لاغوس بنيجيريا، لتكون منصة للتعاون وتنسيق الجهود والتعاون وتبادل المعرفة والمهارات بين الدول الإفريقية المنتجة للنفط.
جدير بالذكر أن تركيا تلعب دورا متزايد الأهمية في قطاع الطاقة والتعدين في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، في إطار علاقاتها التي تعتمد على مبدأ ربح الطرفين.
وفي هذا السياق، أبرمت تركيا اتفاقيات شراكة استراتيجية مع كثير من الدول الإفريقية مثل الصومال، والنيجر، وليبيا، ومصر، والجزائر، وأنغولا، والسنغال، والمغرب، والسودان، ونيجيريا، وجيبوتي، وتنفذ مشاريع في عدد كبير من هذه الدول، مع تسارع خطوات التعاون الجديدة في هذا الإطار.