- التعاون بين الصين ومصر لا يقوم على المصالح الاقتصادية فحسب
أكد يانج يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، أن التعاون بين الصين ومصر لا يقوم على المصالح الاقتصادية فحسب، بل يرتكز أيضًا على التاريخ والثقافة والحضارة المشتركة بين الشعبين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين بلغت خلال السنوات العشر الماضية أوج ازدهارها، ودخلت أفضل مراحلها عبر التاريخ.
جاء ذلك خلال محاضرته في صالون جمعية الآثار المصرية الذي أدارته الدكتورة سحر عبد العزيز، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، حيث أشار القنصل العام إلى أن مصر كانت أول دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، لافتًا إلى أن مؤتمري باندونغ وحركة عدم الانحياز كان لهما دور بارز في ترسيخ الثقة المتبادلة وتعزيز الصداقة بين البلدين.
وأوضح يانج يي أن مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقتها الصين وشاركت فيها أكثر من 140 دولة حول العالم، تعد جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب، ونموذجًا للتعاون الدولي القائم على المنفعة المتبادلة. وأضاف أن سر نجاح المبادرة يكمن في روح الشراكة والتكامل بين الدول المشاركة، والتي جعلت منها مشروعًا حضاريًا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار العالمي.
وأشار القنصل إلى أن العلاقات الصينية المصرية تقوم أيضًا على عمق حضاري وثقافي، مستشهدًا بمشروعات التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، مثل الموسوعات والأبحاث المشتركة التي توثق التاريخ الإنساني المشترك، ومنها الإسهامات القبطية التي تعكس ثراء التراث المصري بمكوناته المتعددة.
وأضاف قائلاً: "إن التعاون بين الصين ومصر لا يقوم فقط على الاقتصاد والسياسة، بل يمتد إلى الفكر الإنساني المشترك حول قضايا الحرب والسلام. فالحقيقة، يمكننا أن نجد إجابات عن تساؤلاتنا حول الحرب والسلام من خلال تأملنا في التبادلات الحضارية التي قام بها أسلافنا في العصور القديمة، ومن خلال صفحات كتاب تاريخ الصين والعالم العربي الذي يوثق ملامح التواصل بين الصين ومصر في الماضي. وهذا بالذات أحد الأسباب التي تدفع المؤرخين إلى تكريس جهودهم لدراسة التاريخ المشترك بين الصين والعالم العربي."
واختتم القنصل العام حديثه بالتأكيد على أن "السلام العالمي لا يزال هدفًا بعيد المنال"، قائلاً: "لقد مر أكثر من ثمانين عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك ما زال العالم يواجه تحديات كبرى، من الأزمة الأوكرانية إلى الاضطرابات الأمنية في دول الجوار المصري، مما يحتم علينا تعزيز التعاون الدولي لنشر ثقافة السلام والتنمية المشتركة."