تم تشخيص حالة والدتى (فى الخامسة والخمسين من عمرها) على أنها حالة روماتويد. بدأ الطبيب فى علاجها بالكورتيزون وحينما رأى منا رد فعل حذر تجاه الكورتيزون وعد بأنه بعد فترة سينتقص من الجرعة بطريقة تدريجية حتى يتوقف. ما هى الخطورة الحقيقية وراء استعمال الكورتيزون والتى يحذر منها كل الناس؟
سهام البدوى ـــ القاهرة
لجأ الطبيب لحيلة ذكية لتحقيق ما رأه فى صالح المريض دون أن يتسبب فى إزعاجكم فالواقع أن تلك هى الطريقة الصحيحة لاستعمال الكورتيزون. جرعات كبيرة لمكافحة الالتهاب والأعراض الحادة يتم إنقاصها بالتدريج لكن ليس هناك ما يدعو للقلق فالكورتيزون سلاح ذو حدين، استخدام الكورتيزون فى جرعات محسوبة تحت إشراف طبيب متخصص له مفعول السحر، استخدام الكورتيزون بجهالة قد يؤدى بالفعل لعواقب وخيمة.
بدأ استخدام الكورتيزون ومشتقاته كعلاج طبى فى أوائل الخمسينيات لبعض الأمراض المستعصية مثل الذئبة الحمراء والروماتويد. توسعت استخداماته ليتم العلاج به فى صور مختلفة فى أمراض أخرى أهمها أمراض المناعة الذاتية وأمراض الجلد وأمراض الحساسية.
يعد الكورتيزون من أكثر العقاقير فاعلية فى القدرة على السيطرة على الالتهابات الحادة وما لها من أثر مدمر على الأنسجة. أيضا فى مقاومة تفاعلات الجسم المناعية لذا يستخدم بعد عمليات زرع الأعضاء خاصة الكلى فيقاوم محاولات الجسم لطردها.
للكورتيزون أشكال كثيرة منها الأقراص والحقن والكريمات والمراهم كل يستخدم وفقا للاحتياج إليه. أيضا يصنع من مركبات كورتيزون متعددة وإن كان فى الأصل مركب طبيعى تفرزه قشرة الغدة فوق الكلوية كهرمون مقاوم للإجهاد وداعم لطاقة الجسم.
أما أهم مضاعفاته إذا لم يحسن استعماله: ارتفاع ضغط الدم إذ إنه يسبب احتجار الصوديوم فى الجسم فلا تفرزه الكلى فى البول، زيادة الوزن، التأثير على توزيع الدهون فى الجسم فيزيد حجم الجذع مقارنة بالأطراف.
استعمال الكورتيزون لفترة طويلة قد يتسبب فى ارتفاع نسبة الجلوكوز فى الدم خاصة لمن لديهم استعداد. أيضا قد يتسبب فى قرحة المعدة وتنشيط الدرن الرئوى للمصابين به.