• إبراهيم المعلم: هشام مطر نجم ساطع فى عالم الأدب والإنسانية بشكل عام.. والجائزة الكبرى هى رضا القراء
وسط أجواء من المرح والتفاعل الحى نظمت دار الشروق حفل إطلاق كتاب «شهر فى سيينا» للكاتب العالمى هشام مطر، بحوار أدارته الكاتبة أهداف سويف، وذلك فى مبنى القنصلية بوسط البلد فى نوفمبر الماضى، تميزت الندوة بحضور أدبى ونقدى واسع، حيث امتلأت القاعة بالشباب والكتاب والنقاد، إلى جانب شخصيات ثقافية بارزة: المهندس إبراهيم المعلم، والكاتب محمد أبو الغار، والروائى خالد الخميسى، والإعلامى أحمد المسلمانى، والعديد من الأدباء والصحفيين.
خلال هذا اللقاء الممتع قال المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة الشروق إن كلا من هشام مطر وأهداف سويف، نجمان ساطعان فى عالم الأدب والإنسانية بشكل عام، وهشام مطر أديب كبير ومهم، والتعامل كناشر معه ومع وأهداف سويف أمر ممتع، موضحا أن مطر وسويف حاصلان على جوائز أدبية رفيعة لكن جائزة القراء هى الجائزة الكبرى للكاتب.
«أصدقائى».. رحلة إبداعية بين سيينا والقاهرة
كشف هشام مطر خلال اللقاء عن تفاصيل روايته «أصدقائى»، التى كتب جزءًا كبيرًا منها أثناء إقامته فى مدينة سيينا الإيطالية، حيث خطّ منها 72 صفحة خلال رحلته هناك. وأوضح أنه بمجرد أن شعر بالرضا عن المستوى الأدبى للنص، تركه مؤقتًا ليتفرغ لإنهاء كتاب «شهر فى سيينا»، لكنه واصل العمل على «أصدقائى» لاحقا، متنقلا بين المشروعين فى تجربة إبداعية متوازنة.
الكتابة.. بحث عن المعنى وليس مجرد نقل للأحداث
أوضح مطر أن الكتابة لا تأتى حين يكون لديه كل الإجابات، بل حين يشعر بالحاجة إلى البحث، مشيرًا إلى أن الكتابة هى فعل استكشاف وتأمل قبل أن تكون سردًا للحكايات. وشدد على أنه ينظر إلى القارئ كشريك فى عملية الكتابة، فالنص لا يُقرأ فقط، بل يعاد تشكيله وفق تجربة كل قارئ، مما يمنح كل عمل أدبى حياة متجددة.
الإبداع بين الفن والإنسانية
وفى سياق حديثه عن ارتباطه بالفنون، أوضح مطر أن لوحات مدرسة سيينا لعبت دورًا ملهمًا فى كتاباته، حيث وجد فى تفاصيلها امتدادًا للتجربة الإنسانية. وأشار إلى أن الفنان عندما يرسم لوحة، فإنه يوثق مشاعره وتاريخه داخلها، وهو ما يجعله يرى الفن كجزء من الرواية البشرية الكبرى.
بين الأدب والخلود
حول سؤال عن الاستمرارية فى الكتابة، أكد مطر أنه لا يرى أن الكاتب يجب أن ينشغل بفكرة «الخلود الأدبى»، مشددًا على أن الإبداع يجب أن يكون دافعًا ذاتيًا، وليس بحثًا عن الاستمرارية أو الاعتراف المستقبلى.
ختام بتأملات فى الإنسان والكتابة
اختتم هشام مطر حديثه بتأكيده أن الإنسانية بحد ذاتها هى الدافع الأساسى لكتاباته، موضحًا أن شغفه بالإنسان وتاريخه وإرثه هو ما يجعله يعود دومًا إلى الكتابة. كما عبر عن امتنانه لدار الشروق على الجودة والإتقان فى إصدار كتبه، مشيدًا بإبداعهم فى دمج الصور داخل النصوص الأدبية.
بهذا اللقاء المميز نجح هشام مطر فى نقل جمهوره إلى عالمه الأدبى الخاص، حيث تتداخل الفنون مع الأدب، والتأملات الشخصية مع القضايا الإنسانية الكبرى، مؤكدًا أن الكتابة ليست مجرد مهنة، بل شهادة حب وإعجاب بالإنسان.
== الفن يحتوى على أرقى تعبير إنسانى فهو السجل الأكثر اكتمالا وشمولا للتجربة الإنسانية.
وفى حوار أدبى شيق، كان قد تحدث الروائى العالمى هشام مطر مع جريدة الشروق عن أبرز أفكاره وتجاربه التى انعكست فى روايته الأخيرة أصدقائى، مسلطا الضوء على رؤيته للفن، الصداقة، والعدالة، وتأثير الأحلام والثقافة المزدوجة على كتاباته.
الفن كأداة تأمل وليس ترفيهًا
يرى مطر أن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أرقى تعبير إنسانى يساعدنا على تأمل العالم وفهمه. هذا التصور ينعكس بوضوح فى أصدقائى، حيث يبرز الفن كجسر بين الماضى والحاضر، ووسيلة للبحث عن الذات.
التوازن بين الماضى والحاضر
يشير مطر إلى أهمية التمسك بالماضى دون الوقوع فى أسره، موضحًا أن روايته الجديدة تجسد هذا الصراع. فهو يرى أن تذكر الماضى ضرورى، لكن التحرر منه لا يقل أهمية عنه.
الصداقة والرفقة البشرية
يؤكد أن الصداقة والعيش فى الحاضر يحتلان مكانة أكبر فى أصدقائى مقارنة بأعماله السابقة، حيث يغوص فى العلاقات الإنسانية وتأثيرها العميق على الفرد.
العدالة دون شيطنة الآخر
بفعل تجربته الشخصية وتأثره باختطاف والده، يؤمن مطر بأن النضال من أجل العدالة لا ينبغى أن يحوّل الظالم إلى مجرد كاريكاتير. هذه الفكرة تنعكس فى أسلوبه السردى، الذى يسعى إلى تقديم شخصيات متعددة الأبعاد، بعيدًا عن التنميط السطحى.
علاقته بالفن التشكيلى
بدأ اهتمامه بالفن التشكيلى من خلال زيارته للمتحف الوطنى فى لندن، حيث كان يختار لوحة معينة ويعود إليها يوميًا، وهو ما عزز ارتباطه العميق بالفن وتأثيره على مخيلته الأدبية. كما يعبر عن إعجابه بلوحات سيينا الإيطالية، التى يرى أنها تحمل غموضًا وسحرًا خاصًا لا يزال سرّ انجذابه إليها غير واضح حتى له.
الأحلام كمصدر إلهام أدبى
يولى مطر اهتماما خاصا بالأحلام، وذكر أنه قام بترجمة بعض أحلام نجيب محفوظ إلى الإنجليزية، وستُنشر قريبًا برفقة صور التقطتها زوجته ديانا.
الجوائز الأدبية والتواضع الإبداعى
بالرغم من تقديره للجوائز الأدبية، فإنه لا يسمح لها بأن تؤثر على نهجه فى الكتابة. فهو يواجه الصفحة الفارغة كل صباح وكأنه يبدأ من الصفر، دون السماح للنجاح السابق بأن يشكل عبئًا عليه.
ازدواجية الثقافة والهوية الأدبية
رغم أنه عربى الهوية والانتماء، فإنه كاتب بالإنجليزية، وهو ما يؤثر على تفاعله مع الثقافة العربية دون أن يضعف ارتباطه بها.
لقاء مع نجيب محفوظ
يروى مطر لقاءً طريفًا جمعه بالكاتب الكبير نجيب محفوظ، حيث مازحه محفوظ قائلًا: «مع أم ضد؟»، فرد عليه مطر: «ضد»، ليجيبه محفوظ: «جميل جدًا، إذن تعال واجلس جانبى».