ما هي أشهر الحروب المصرية التي دافعت عن قناة السويس؟ - بوابة الشروق
الإثنين 28 أبريل 2025 2:25 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ما هي أشهر الحروب المصرية التي دافعت عن قناة السويس؟

أدهم السيد
نشر في: الإثنين 28 أبريل 2025 - 11:06 ص | آخر تحديث: الإثنين 28 أبريل 2025 - 11:06 ص

أثارت المطالب الأمريكية بتوفير عبور مجاني لسفنها نظير حماية مزعومة لقناة السويس الكثير من الجدل، ولكن الوقائع التاريخية تثبت تضحيات المصريين لحماية قناة السويس وما حولها من المدن خلال 4 حروب شهيرة لم يستعن خلالها المصريون بقوة أجنبية لرد العدوان عن الممر الملاحي ذو الأهمية الكبيرة للدولة المصرية، حيث ارتوت ضفاف القناة بدماء مصريين فقدوا أرواحهم منذ معركة القصاصين وحتى نصر أكتوبر، محافظين على القناة التي لم تستمر تحت سيادة غير السيادة المصرية.


وتسرد جريدة الشروق وقائع 4 معارك شهيرة دارت قريبا من ضفاف قناة السويس ضحى خلالها المصريون لرد العدوان، ووردت تفاصيل تلك الحروب في كتب أسرار الحملة علي مصر، العلاقات المصرية البريطانية بين 1952 و1956، ومذكرات سعد الدين الشاذلي، وكتاب تاريخ جثث المهندسين الملكيين.

-صمود عرابي وخيانة ديليسبس

قررت الإمبراطورية البريطانية عام 1882 اجتياح الإسكندرية، واستمرت بالتقدم حتى هزمها الجيش المصري بقيادة أحمد عرابي في معركة كفر الدوار، لتنسحب القوات البريطانية والتي قررت الهجوم عبر قناة السويس، وقرر عرابي ردم القناة منعا للغزو، ولكن فيردينان ديليسبس خدع عرابي بادعاء حيادية القناة وعدم السماح بمرور السفن الحربية البريطانية.


استغل الجيش البريطاني خدعة ديليسبس ليشنوا إنزالا بحريا على مدينة الإسماعيلية يوم 20 أغسطس، حيث واجهوا مقاومة طفيفة من الأهالي انتهت بمجزرة ارتكبها البريطانيون، بينما جهز عرابي خطة بديلة استدرج خلالها البريطانيين نحو منطقة القصاصين، حيث يوجد الهويس الذي يمد الإسماعيلية بالماء، وبمجرد وصول البريطانيين تعرضوا لهجوم مفاجئ بأعداد كبيرة لم يتوقف إلا بدعم من فرسان الجيش البريطاني الذين واجهوا هجومين لجيش عرابي الذي تراجع لاحقا لمدينة التل الكبير التي اجتاحها البريطانيون في معركة شهيرة يوم 13 سبتمبر، مستغلين خيانات بعض رجال عرابي الذين أبلغوا عن الثغرات في تحصينات الجيش.

-موقعة الإسماعيلية وبطولات الشرطة والفدائيين

استمر الاحتلال البريطاني لقناة السويس حتى بعد الانسحاب من أغلب المدن المصرية نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن القوات البريطانية في القنال واجهت تدفق للمقاتلين الفدائيين الذين أعدوا حرب عصابات لاستهداف المعسكرات البريطانية وخطوط إمدادها منذ عام 1951 موقعين أكثر من 100 بريطاني بين قتلى وجرحى، وكانت المخابرات المصرية توفر الدعم للفدائيين، حماية للسيادة المصرية بالمنطقة لينتج عن ذلك مهاجمة الجيش البريطاني لمركز شرطة الإسماعيلية، مطالبين بإخلائه، لتندلع موقعة الإسماعيلية في 25 يناير، وتكبد خلالها البريطانيين 35 بين قتيلا وجريحا؛ إثر مقاومة رجال الشرطة المصرية.

-العدوان الثلاثي وصمود مصري في وجه القوى العظمى

قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس في يوليو 1956 لتوفير الحاجات الاقتصادية لإتمام مشروع بناء السد العالي، في خطوة أغضبت دولتي بريطانيا وفرنسا اللتان تزعمان امتلاك حق في القناة؛ ونتيجة لذلك خططت بريطانيا وفرنسا لشن عدوان عسكري هدفه احتلال القناة واستعانتا بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ليبدأ الجيش الإسرائيلي عملية إنزال في سيناء يوم 29 أكتوبر 1956، واجتياح ألوية إسرائيلية مدرعة من القسم الشمالي لسيناء، وتكبدت قوات المظلات والمدرعات الإسرائيلية خسائر متنوعة بسبب قصف الطيران المصري، والذي نجح أيضا في إسقاط 10 مقاتلات وقاذفات إسرائيلية خلال 3 أيام من القتال.

كبدت القوات المصرية المتحصنة في أم قطيف الألوية الإسرائيلية المتوغلة من الشمال خسائر فادحة قبل أن تنسحب بأوامر من القيادة العليا، بينما قاتل الإسرائيليون بعضهم بالخطأ متوقعين استمرار تواجد المصريين، وتكبد الإسرائيليون خلال هجوم سيناء 170 قتيلا على أقل تقدير.

وقامت القوات الأنجلوفرنسية يوم 1 نوفمبر بضربات جوية مكثفة على مختلف الأراضي المصرية، وبداية من يوم 5 نوفمبر تم الإنزال على مدينة بورسعيد ليتصدى الجيش المصري للقوات على مدار يومين؛ ما منع البريطانيين والفرنسيين من تجاوز بورسعيد واحتلال الإسماعيلية، ليخرج قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار وإرسال قوات حفظ السلام.

توقف التوغل البريطاني بعد حملة جوية راح ضحيتها 1000 من أهالي بورسعيد على أقل تقدير، بينما استمرت القوات البريطانية لقرابة الشهرين قبل الانسحاب عانت خلالها هجمات المقاومة الشعبية التي قتلت عددا من البريطانيين بينهم ابن عم الملكة إليزابيث.

-نصر أكتوبر وطرد الإسرائيليين من ضفة القناة

وسيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عقب حرب 1967 على كامل شبه جزيرة سيناء، بما فيها الضفة الشرقية لقناة السويس، ثم تم بناء خط بارليف لمنع أي محاولة مصرية من استرداد ضفة القناة، إذ تم تزويد بارليف بسلسلة من القلاع الحصينة ومنصات الدبابات وبطريات المدفعية.

شن الجيش المصري ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 هجوما كاسحا افتتحته المدفعية بأكبر تمهيد نيراني في التاريخ العسكري الحديث، تبعته ضربة جوية لإخماد أي مقاومة من الطيران المعادي لتبدأ موجة من عبور الجنود المصريين بالقوارب المطاطية وتسلق الساتر الترابي، ليتم احتلال معظم الضفة الشرقية خلال 6 ساعات من القتال، وحرمان دولة الاحتلال الإسرائيلي من العودة لضفة القناة منذ ذلك اليوم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك