كمية شحيحة وتوزيع مهين.. وقائع بغزة تفضح عبث إسرائيل بملف المساعدات - بوابة الشروق
الإثنين 28 يوليه 2025 9:16 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

كمية شحيحة وتوزيع مهين.. وقائع بغزة تفضح عبث إسرائيل بملف المساعدات

وكالة الأناضول
نشر في: الإثنين 28 يوليه 2025 - 2:58 م | آخر تحديث: الإثنين 28 يوليه 2025 - 2:58 م

- إسرائيل أعلنت الأحد إسقاط مساعدات إنسانية على قطاع غزة بينما قال مصدر فلسطيني رسمي إن المساعدات تعادل شاحنتين فقط
- حكومة غزة اعتبرت الخطوة الإسرائيلية "مسرحية هزلية تتم عبر وعود زائفة"
- متحدث الدفاع المدني بغزة طالب بإدخال المساعدات عبر المعابر "للحفاظ على كرامة الفلسطيني"
- فلسطينيون شمال غزة اعتبروا عمليات الإسقاط الجوي "إذلالا مقصودا"


كشفت وقائع وبيانات رسمية خلال الـ24 ساعة الماضية، مراوغة إسرائيل من خلال إسقاط مساعدات شحيحة جدا على قطاع غزة، مع الادعاء أيضا بسماح دخول شاحنات المساعدات، فيما قال مصدر فلسطيني إن الأمر لا يتعدى أن يكون "مسرحية" أمام استفحال المجاعة في القطاع.

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات، في ظل الإبادة الجماعية والتجويع اللذين تمارسهما تل أبيب بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني بالقطاع المحاصر.

هذه الخطوة الإسرائيلية، عدتها هيئات ومنظمات دولية "تروّج لوهم الإغاثة"، بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين.

**73 شاحنة فقط

وفي أحدث دليل على استمرار المجاعة رغم المزاعم الإسرائيلية، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان، الاثنين، "سجلت مستشفيات القطاع 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفلان أنهكهما الجوع".

وأضافت أنه بذلك يرتفع إجمالي عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 147 بينهم 88 طفلاً، منذ بدء الإبادة الإسرائيلية بغزة في 7 أكتوبر 2023.

وعلى صعيد المساعدات المزعومة، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان الأحد، إن "الواقع فاضح.. دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة (الحاجة 600 شاحنة يوميا)، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع".

وأضاف المكتب أن "ما يجري مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها (دونالد ترامب) حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية".

وبشأن الإسقاط الجوي، أكد المكتب أن القطاع شهد "3 عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وسقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء خطرة، وفق خرائط الاحتلال (الإسرائيلي)، يُمنع على المدنيين الوصول إليها".

ولفت إلى أن "الحل الجذري يتمثل فقط بفتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط وكسر الحصار (الإسرائيلي) الظالم وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية".

كما انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها صفحة الأونروا على "إكس".

فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إنّ استئناف عمليات إنزال المساعدات جوا، "بعد أشهر من التجويع الشامل، يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين".

ومطلع مارس الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، بدأ في 19 يناير الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار.

أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقالت في بيان الاثنين، أن كل الفلسطينيين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم "الأكثر معاناة، فحتى 25 يوليو (الجاري)، أفادت التقارير بوفاة 83 طفلا بسبب سوء التغذية".

وأضافت أنه "بدلا من الذهاب إلى المدرسة، يُخاطر الأولاد والبنات بحياتهم أملا في الحصول على بعض الطعام.. يجب الآن السماح بدخول كميات كافية من المساعدات".

** إذلال مقصود

على المستوى الشعبي، استعرضت الأناضول آراء بعض الفلسطينيين في شمال القطاع، والذين أعربوا عن استيائهم مما أسموه "إذلالا مقصودا" لهم تحت مسمى المساعدات الإنسانية.

كما أعربوا عن انزعاجهم من "طريقة توزيع المساعدات وعدم كفايتها إطلاقا"، كما رفضوا طريقة الإنزال الجوي بالكلية، وطالبوا بإفساح المجال للمؤسسات الدولية المختصة بتوزيع المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها، وبالقدر الحقيقي والمناسب لما يمر به قطاع غزة من نقص في كل شيء.

بدوره، قال متحدث الدفاع المدني في غزة محمود بصل، للأناضول، إن الإسقاط الجوي للمساعدات يحمل عدة مخاطر على الفلسطينيين، من خلاله إنزاله على خيام النازحين، أو في مناطق تواجد الجيش الإسرائيلي الذي يعمد إلى إطلاق النار عليهم.

وأشار بصل إلى أن هذه الطريقة تحمل "أسلوب إذلال" للفلسطيني، مشيرا إلى أن المصابين وكبار السن لا يستطيعون التوجه إلى تلك المناطق.

وطالب بإدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر ومن طرف مؤسسات رسمية وأممية، "بما يحافظ على كرامة المواطن الفلسطيني".

ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك