يرى الجنرال الألماني في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مايك كيلر، أن قدرات أوكرانيا العسكرية على شن هجمات مضادة آخذة في التوسع، لتشمل أيضا أهدافا عسكرية داخل عمق الأراضي الروسية.
وقال كيلر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "الأوكرانيون يتحسنون في الوصول إلى أهداف عسكرية مهمة، حتى في العمق الروسي. إنها مسألة قدرات، وتشمل القدرات الأفراد والعتاد والتدريب".
ويشغل كيلر منصب نائب قائد مبادرة الناتو لدعم أوكرانيا (NSATU)، ما يجعله مسؤولا عن تنسيق الدعم العسكري المقدم لكييف. ويعمل فريق المبادرة من ثكنات "لوسيوس دي. كلاي" في مدينة فيسبادن الألمانية.
وتضم المبادرة خبراء من 30 دولة - من بينها أستراليا ونيوزيلندا الشريكتان غير العضوتين في حلف الناتو - بالإضافة إلى أوكرانيا نفسها. وتهدف المبادرة إلى ضمان تلبية احتياجات كييف من الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار والمعدات. كما يقدم فريق المبادرة المشورة لأوكرانيا ويعمل على موائمة القوات الأوكرانية مع معايير الناتو. وأكد كيلر في هذا الصدد على أن عملية التعلم تسير في كلا الاتجاهين.
وذكر كيلر أن المسيرات تعد خير مثال على مدى تطور أوكرانيا في مجال الحرب، وقال: "لا يستطيع سوى قليلون في العالم التفوق على الأوكرانيين في مجال المسيرات. لا نتحدث هنا عن التأثير الحركي للطائرات المسيرة فحسب، بل عن طبيعة الحرب التي تغيرت. ونحن نتعلم من ذلك أيضا".
وإلى جانب الطائرات القتالية المسيرة، أشار كيلر إلى أن أوكرانيا تستخدم أيضا أنظمة غير مأهولة للمهام اللوجستية ونقل المصابين، كما تستخدم طائرات بحرية مسيّرة، موضحا أنه يمكن للصناعة الألمانية الاستفادة من هذه التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الجيش الألماني ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى تتعلم من هذه الابتكارات فيما يتعلق بالإجراءات والمبادئ.
وقال كيلر: "مهمتنا الأساسية هي تنسيق الدعم لأوكرانيا. لكن من الحماقة ألا نستخدم هذه المعرفة لتطوير أنفسنا. إذا لم نتمكن من تجنيب جنودنا بعض التجارب التي مر بها الأوكرانيون، فإن هذا سيعني أننا فشلنا في مهمتنا كقادة عسكريين".
وكانت الحكومة الألمانية أعلنت مؤخرا تخصيص 300 مليون يورو لدعم أوكرانيا في إنتاج طائرات مسيرة بعيدة المدى، بهدف تصنيع عدة آلاف من هذه الأنظمة. وتأتي هذه الخطوة في وقت كثفت فيه كييف هجماتها على مصافي نفط في روسيا، إضافة إلى استهداف البنية التحتية لإنتاج الديزل والبنزين.