الهجوم على قطاع العسل المصرى.. حقائق علمية أم جرى وراء الترند؟ - بوابة الشروق
الجمعة 30 مايو 2025 4:28 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الهجوم على قطاع العسل المصرى.. حقائق علمية أم جرى وراء الترند؟

السيد علاء ومحمد عبدالناصر
نشر في: الخميس 29 مايو 2025 - 9:34 م | آخر تحديث: الخميس 29 مايو 2025 - 9:34 م

- طلبات إحاطة لـ«الصحة» و«التموين» ودعوة للإبلاغ عن مروجى الشائعات
- رئيس اتحاد النحالين العرب: نسب الغش محدودة وتتركز فى العشوائيات.. بحيري: الشائعة أضرت بسمعة المنتج المصرى وعرقلت جهود الدولة لزيادة الصادرات
- رئيس قسم بحوث النحل: مصر فى مقدمة مصدرى العسل ومنحنا الضبطية القضائية يمنع الغش

 

وصف رئيس اتحاد النحالين العرب، فتحى بحيرى، الهجوم الذى تعرض له قطاع إنتاج العسل بمصر بأنه «غير مبرر»، مؤكدًا أن اتهام جميع العلامات التجارية لعسل النحل المصرى بالغش بأنه عارٍ تمامًا من الصحة.
وقال بحيرى فى تصريحات خاصة لــ«الشروق»، إن هذه الشائعة التى رددها بعض صناع المحتوى تسببت فى ضررٍ بالغ لسمعة المنتج المصرى؛ حيث تعطلت على إثرها بعض عقود التصدير، وطُلبت توضيحات رسمية من عدة دول بشأن الواقعة، فضلًا عن تراجع ثقة المستهلك المحلى فى غالبية المنتجات الموجودة بالأسواق.
وطالب بتضافر الجهود الإعلامية والمهنية لاستعادة الثقة، وتقديم بلاغات قانونية ضد من ينشر معلومات كاذبة تضر بالاقتصاد الوطنى، وإطلاق حملات توعية للمستهلكين بكيفية التمييز بين العسل السليم والمغشوش.
وأوضح رئيس اتحاد النحالين العرب أن مصر تُعد من الدول الرائدة فى تربية النحل، حيث تمتلك أكثر من 2 مليون خلية نحل، تمتد من شمال الدلتا إلى صعيد مصر، وتغطى مساحات زراعية متنوعة تتيح تنوعًا بيولوجيًا نادرًا لمصادر الرحيق؛ مما ينعكس مباشرة على جودة العسل المصرى وتميزه.
وبيّن أن العسل المصرى يُصدر إلى أكثر من 25 دولة، وتتزايد الطلبات الدولية عليه نظرًا لجودته وسعره التنافسى، لافتا إلى أن الدولة تسعى إلى زيادة حجم التصدير من خلال تطوير خطوط إنتاج مطابقة للمواصفات الأوروبية، وتحسين سلاسل التعبئة والتغليف، وتعزيز الاعتماد الدولى للمعامل المحلية.
وأشار إلى أن الصادرات بلغت 2300 طن من العسل فى عام 2024، بجانب تصدير 1.2 مليون طرد نحل حى، بواقع 300 مليون دولار صادرات قطاع تربية النحل المصرى، قطاع النحالة يشكل مصدر دخل مباشرا وغير مباشر لأكثر من 30 ألف أسرة فى الريف المصرى، أغلبهم من صغار المربين والنساء الريفيات، لافتًا إلى أن التقديرات العلمية تشير إلى أن نسب الغش محدودة جدًا، ويتركز غالبيتها، بحسبه، فى الأسواق العشوائية والمنتجات مجهولة المصدر، بينما تلتزم المناحل المرخصة والشركات المعتمدة بأعلى معايير الجودة، وتخضع لفحوصات دورية.
وأوضح: «الخبراء أكدوا أن الطريقة العلمية الوحيدة لتمييز العسل الطبيعى تكون عبر إجراء تحليل كيميائى فى مختبر معتمد، أما الطرق المنزلية الشائعة فهى غير دقيقة». موجها النصح للمستهلكن بالشراء من مصادر موثوقة، والبحث عن شهادة تحليل موثقة أو تصريح إنتاج من وزارة الصحة أو الزراعة.
كم أشار رئيس اتحاد النحالين العرب، إلى وجود خطة طموحة لتطوير قطاع العسل المصرى، تشمل إنشاء معامل تحليل معتمدة دوليًا داخل مصر، واعتماد علامة تجارية موحدة للعسل المصرى، ودمج تربية النحل فى مشروعات التنمية الريفية والمجتمعية، ودعم صادرات العسل ضمن استراتيجية الدولة لتعزيز المنتجات الطبيعية.
من جهتها، قالت رئيسة قسم بحوث النحل بوزارة الزراعة، الدكتورة أسماء أنور، إن العسل المصرى يحتل مرتبةً متقدمة فى قائمة الصادرات المصرية إلى دول العالم، مما يسهم فى توفير العملات الصعبة لخزائن الدولة.
وأضافت أن العسل يخضع لاختبارات فيزيائية وكيميائية عديدة لتحديد مدى مطابقة المنتج للمواصفات القياسية المصرية، وكذا المواصفات القياسية للدولة المستوردة، موضحة أن هذه المواصفات تختلف طبقا للمصدر النباتى للعسل.
وأوضحت أنور لـ«الشروق»، أن حجم تصدير عسل النحل العام الماضى وصل لـ3200 طن، كما يتم تصدير «نحل حى» بمعدل من مليون إلى 1.2 مليون طرد سنويًا، من إجمالى 1.5 مليون طرد تمثل إنتاج مصر سنويا، لافتة إلى أن الإساءة لسمعة منتج العسل المصرى تعد عائقًا أمام زيادة معدلات التصدير، وخاصة إلى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن مصر تحتل المرتبة الـ 46 عالميا فى إنتاج العسل، حيث تاتى فى المقدمة الصين وتركيا والهند والبرازيل. تُمثل صادرات العسل المصرى حوالى ثلاثة أعشار إجمالى الصادرات العالمية، بقيمة 78 مليون دولار، وأن حجم التجارة العالمى للمنتج تصل إلى 6 مليار دولار.
وأكدت أن العسل الجيد له مواصفات لمعرفته كنسبة الرطوبة التى لا تتخطى 20%، وأنه لديهم معامل حاصلة على الأيزو 17025، موضحة أن كل الأعسال تحلل وتلاقى استحسان فى الدول، وبناء عليه تُطالب هذه الدول بتصدير العسل المصرى.
ولفتت إلى أن الرقابة على هذا المنتج يمثلها جهاز حماية المستهلك وجهاز سلامة الغذاء، مضيفةً طالبنا كثيرا بمنح معهد بحوث النحل بوزارة الزراعة الضبطية القضائية للتفتيش على مركبات العسل، وتحديد إذا ما كان العسل مطابقًا للمواصفات من عدمه، مؤكدةً أن منح الضبطية القضائية لقسم بحوث النحل بالوزارة سوف "تمكننا من ضبط أى عمليات غش بالأسواق.
وكان مقطع فيديو لصفحة «الأكيلانس» واسعة الانتشار، قد انتشر على نطاق واسع، يزعم أن جميع العسل الموجود فى مصر مغشوش، ووصف صانعا المحتوى عسل السدر الذى يصل سعره إلى 2000 جنيه بأنه «طلع ميه بسكر»، مستعرضين أبرز ست علامات تجارية لعسل النحل فى مصر، قالوا إنهم قاموا بتحليلها وتبين أن جميعها مغشوشة؛ وأن جميعها مخلوط بسكر، ما أحدث ضجة كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تضم الصفحة على يوتيوب نحو 25 ألف شخص، فضلًا عن آلاف المتابعين الآخرين على باقى صفحات السوشال ميديا الخاصة بهم.
وتقدم النائب البرلمانى أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل للتحقيق فيما أثاره صناع محتوى صفحة «أكيلانس»، والتأكد من جودة عسل النحل الموجود فى الأسواق المصرية.
ووجّه النائب الطلب إلى رئيس الوزراء ووزيرى التموين والصحة ورئيس جهاز حماية المستهلك، للتأكد من صحة نتائج هذه التحاليل التى تكشف فى حال ثبوتها، تورط علامات تجارية شهيرة فى بيع منتجات مغشوشة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك