يحل يوم الخميس القادم الموافق 4 سبتمبر 2025، والذي يوافق الـ12 من ربيع الأول، المولد النبوي الشريف، وهو المناسبة التي يحتفل بها نحو 2 مليار مسلم في شتى بقاع العالم، باختلاف لغاتهم وثقافاتهم، إلا أنهم يجتمعون في حب الرسول عليه الصلاة والسلام، وتشكل هذه المناسبة بمثابة حمد لله على إرسال النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.

تتنوع مظاهر الاحتفال من بلد لآخر، إلا أن ما يجمعها هو الفرحة والابتهاج بهذا اليوم، وقد تحتفل بعض الدول بالمولد النبوي في نفس اليوم، وبعض الدول تحتفي قبل حلول المناسبة بأيام متعددة، ويستعرض التقرير التالي مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، وفقًا لمدونة "أصوات المسلمين في جامعة إنديانا" الأمريكية.

-السودان.. زفة المولد

تنطلق مسيرات الاحتفال بالمولد النبوي من قرى ومدن السودان المختلفة، حيث يسير الأشخاص في جماعات مرتدين ملابس بيضاء جديدة، وبعضهم يمسك الأعلام والبعض الآخر يمسك سعف النخيل، وجميعهم يرددون عبارات "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، معربين عن ابتهاجهم بهذه المناسبة.

كما تنشأ سرادق للاحتفال بهذه المناسبة في الساحات والميادين المختلفة والتي تُؤدى فيها المقطوعات الشعرية، المعروفة باسم "الأناشيد" أو "القصائد" أو "المدائح النبوية"، تُعد هذه العروض وسيلةً للمسلمين للتعبير عن حبهم وإعجابهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وغالبًا ما تتضمن قصصًا عن عطفه وشجاعته وحكمته.

-العراق.. كل طائفة تحتفل داخل جامعها

يقام الاحتفال الرئيسي في ليلة الحادي عشر من ربيع الأول، في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان في مدينة الأعظمية في العاصمة بغداد، ويتوافد الآلاف من جميع المذاهب إلى المسجد لإحياء المولد بتلاوة الآيات وإقامة مجالس الذكر والمديح، وترديد الأناشيد الدينية مثل "الفرحة عمت بالأعظمية بميلاد أبو القاسم سيد البرية"."

وتمتد الاحتفالات لأسبوع كامل، توزع فيه الصدقات والمساعدات على الفقراء، وتقام ولائم الطعام لعموم الناس.

وفي محافظة السليمانية في إقليم كردستان شمال العراق، يحتفل الأكراد السنة بالمولد النبوي بطرق صوفية تعرف باسم الكسنزانية تتميز بطابع روحاني خاص، ويوزع الأهالي هناك في ليلة المولد الحلوى العراقية التي ذكرت في القرآن الكريم "المن والسلوى".

ويحتفل الشيعة يوم 17 ربيع الأول بالمولد النبوي، حيث يزورون مرقد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة النجف، ومرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء.

-تونس.. الصلوات والمواكب والتجمعات العائلية

تُحيي مدينة القيروان التونسية، المعروفة بتاريخها الإسلامي الغني، ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصلوات وخطب خاصة في الجامع الأعظم، والتي تُؤكّد تعاليم النبي في الرحمة والعدل، كما تنبض الشوارع  بالمواكب التقليدية التي تحمل الرايات والأعلام والفوانيس، بينما تجتمع العائلات لمشاركة وجبات العيد والحلويات مثل "المقروض"، وهو نوع من الحلوى التقليدية المغربية والجزائرية والتونسية، التي تُقدم في المناسبات والأعياد، وتعتمد بشكل أساسي على السميد المحشو بالتمر ويُقلى في الزيت ثم يُغطس في العسل أو السكر المذاب.

يتضمن الاحتفال أيضًا فعاليات ثقافية، يلقى فيها الشعر وتعزف بها الموسيقى التقليدية، كما تتضمن تكريم القيم الدينية والثقافية على حد سواء.

تُعدّ أعمال الخير، مثل توزيع الطعام على الفقراء، والتي تعكس تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم في الكرم ورعاية المحتاجين جزءًا لا يتجزأ من هذا اليوم.

-المغرب.. الأشعار والقصائد والحلوى

يطلق المغاربة على مناسبة المولد النبويّ "الميلودية"، ويحتفلون بهذه المناسبة من خلال إلقاء القصائد والأشعار، فمع حلول شهر ربيع الأول، تنطلق الاحتفالات والطقوس التي اعتاد الشعب المغربي على إحيائها، ويحرص المغاربة على شراء الملابس الجديدة للأطفال بهذه المناسبة، إضافةً إلى إعداد بعض الأطعمة لهذا اليوم، بالإضافة إلى صنع بعض أنواع الحلوى.

-دول الخليج.. احتفال ذو طابع ديني

تقتصر مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في دول الخليج العربي على تجمع المسلمين في المساجد أو المراكز المجتمعية لأداء صلوات وخطب خاصة، بالإضافة إلى  تلاواتٍ من القرآن الكريم، لا سيما الآيات التي تصف فضائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ودوره كرسول من عند الله. ويُلقي العلماء خطبًا تروي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مُؤكّدين صفاته من الرحمة والشفقة والعدل. وتُذكّر هذه الخطب المسلمين بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، وتُشجّعهم على تجسيد قيمه في حياتهم اليومية.

-أندونيسا.. الاحتفال بالنبي بتجسيد تعاليمه

في أندونيسيا يُعدّ المولد النبوي الشريف فرصةً للمسلمين للمشاركة في أعمال البر وخدمة المجتمع، ويستغلّ كثيرٌ منهم هذا اليوم للتبرّع للفقراء، والجمعيات الخيرية، والمشاركة في أنشطةٍ تعود بالنفع على المجتمع ككل، بالإضافة إلى إقامة ولائمٌ كبيرةٌ تُوزّع فيها الأطعمة على المحتاجين، تجسيدًا لتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أهمية رعاية الآخرين.

-باكستان.. تذكير بتعاليم الرسول

تُنظَّم مواكب ضخمة، تُحمل فيها عربات ولافتات وتُعزف فيها أنغام موسيقية، احتفاءً بحياة النبي، تتضمن هذه المواكب غالبًا خطبًا عامة وتلاوة أحاديث نبوية، للتذكير بتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام والحث على التمسك بها.

الهند.. صلوات ومواكب ضخمة وتبرعات

تُقام صلوات خاصة في المساجد، إلى جانب تجمعات ومواكب شعبية، تجمل الشوارع والمنازل بالزينة، ويتفكر الناس في تعاليم النبي، كما تُعدّ حملات التبرعات وتوزيع الطعام جزءًا أساسيًا من الاحتفالات.

تُحيي مواكب ضخمة بهذه المناسبة، في مدن مثل حيدر آباد، ولوكناو، ومناطق مختلفة من ولاية كيرالا، مصحوبة بالأناشيد والعروض الدينية.