أكد مسؤولو الطوارئ الكوريون الجنوبيون نجاة اثنين فقط من أصل 181 شخصا كانوا على متن الطائرة التي تحطمت في مطار بكوريا الجنوبية.

وأعلن مسؤولون اندلاع حريق في طائرة ركاب، اليوم الأحد، بعدما انحرفت عن المدرج في مطار بكوريا الجنوبية واصطدمت بجدار خرساني بسبب خلل أعاق تشغيل عجلات الهبوط الأمامية على ما يبدو، مما أسفر عن مقتل 179 شخصا، ونجاة شخصين فقط، في واحدة من أسوأ كوارث الطيران في البلاد.

وقالت وكالة الإطفاء الوطنية إن رجال الإنقاذ هرعوا لانتشال الأشخاص من طائرة ركاب تابعة لشركة طيران "جيجو إير" كانت تقل على متنها 181 شخصا في مطار بلدة موان، على بعد نحو 290 كيلومترا (180 ميلا) جنوب سول.

وقالت وزارة النقل إن الطائرة من طراز بوينج 737-800 عمرها 15 عاما، مشيرة إلى أن الحادث وقع في الساعة 9:03 صباحا بالتوقيت المحلي (0030 بتوقيت جرينتش).

وذكرت وكالة الإطفاء أن ما مجموعه 179 شخصا، من بينهم 85 امرأة و 84 رجلا و10 آخرين لم يتم التحقق من جنسهم على الفور، لقوا حتفهم في الحريق.

وقال مسؤولون صحيون محليون إن عمال الطوارئ انتشلوا شخصين، وهما من أفراد الطاقم، إلى بر الأمان، وإنهما لا يزالان في حالة وعي وليسا في حالة تهدد حياتهما.

وذكرت وكالة الإطفاء إنها أرسلت 32 شاحنة إطفاء وعدة مروحيات للسيطرة على الحريق.

وقال مسؤول في وكالة الإطفاء لوكالة "يونهاب": "بعد اصطدام الطائرة بالجدار، قُذف الركاب خارجها. فرص النجاة ضئيلة للغاية."

وعرضت قنوات التلفزيون الكورية الجنوبية مقطع فيديو يُظهر الطائرة وهي تنزلق على المدرج دون أن يكون هيكل الهبوط مفتوحا، قبل أن تتحطم في نهاية المدرج وتشتعل فيها النيران.

وأفاد العديد من شهود العيان على الأرض برؤية ألسنة اللهب تتصاعد من أحد المحركات، وسماع عدة انفجارات قوية، وفقا لما ذكرته "يونهاب".

وقال مسؤول في الإطفاء، بحسب "يونهاب": "لقد دُمّرت الطائرة بالكامل تقريبا، ومن الصعب التعرّف على جثث الضحايا. نحن في طور انتشال الرفات، وهي عملية ستستغرق وقتا."

وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة "جيجو إير"، كيم إي-باي، عن أعمق تعازيه واعتذاره الشديد للمتضررين.

وأضاف كيم في بيان: "حاليا، لم يتم تحديد السبب الدقيق للحادث بعد، وعلينا انتظار التحقيق الرسمي من قبل الجهات الحكومية. بغض النظر عن السبب، أتحمل المسؤولية الكاملة بصفتي الرئيس التنفيذي."

وقال رئيس محطة الإطفاء في موان، لي جونج هيون، في مؤتمر متلفز، إنه تم تدمير الطائرة بالكامل، ولم يتبق سوى مجموعة الذيل التي يمكن التعرف عليها بين الحطام.

وذكر مسؤولو الطوارئ في موان إن خللا أعاق تشغيل عجلات الهبوط الأمامية على ما يبدو. وقالت وزارة النقل إن الطائرة كانت عائدة من بانكوك وإن من بين ركابها مواطنين اثنين تايلانديين.

وتشتبه السلطات، بناء على التحقيقات الأولية، في أن اصطدام الطائرة بطائر قد يكون السبب وراء الحادث . ووفقا للتقارير، أصدر برج المراقبة في مطار موان تحذيرا للطيارين من خطر اصطدام الطيور قبل وقوع الحادث. ويُقال إن الطيارين أجروا نداء استغاثة بعد ذلك بوقت قصير.

وقد يستغرق التوضيح النهائي لسبب الحادث أشهر، على الرغم من العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، واللذين يسجلان بيانات الرحلة والمحادثات داخل قمرة القيادة على التوالي.

وأعربت رئيسة وزراء تايلاند، بايتونجتارن شيناواترا، عبر منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، عن تعازيها العميقة لعائلات ضحايا الحادث.

وقالت بايتونجتارن إنها أمرت وزارة الخارجية بتقديم المساعدة على الفور.

وقالت شركة بوينج، في بيان عبر منصة "إكس"، إنها على اتصال مع شركة "جيجو إير" وهي مستعدة لدعم الشركة في التعامل مع الحادث.

وأضافت بوينج "نقدم خالص تعازينا للعائلات التي فقدت أحباءها، وتبقى أفكارنا مع الركاب وأفراد طاقم الطائرة".

وقال البابا فرنسيس، خلال صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس بروما، إنه ينضم إلى "الصلاة من أجل الناجين والقتلى".

وأعرب رئيس الوزراء الياباني، شيجيرو إيشيبا، في رسالة نشرتها وزارة الخارجية اليابانية، عن "حزنه العميق لفقدان العديد من الأرواح الغالية".

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر منصة إكس، إن "كل حياة تُفقد هي مأساة كبيرة" معربا عن "تعازيه القلبية" نيابة عن الشعب الأوكراني وبالأصالة عن نفسه.