أدانت الأمم المتحدة، الاثنين، بأشد العبارات الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين المجوعين الذين يصطفون يوميا للحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة، داعية إلى إجراء تحقيق فوري ومستقبل في هذه الحوادث.
جاء الموقف الأممي في وقت تتواصل فيه عمليات استهداف الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات، مخلفة مئات الشهداء والجرحى في مشهد يفاقم من إبادة جماعية متواصلة للشهر 22 على التوالي، وسط اعتراف جنود ومسئولين بالجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عمدا على مدنيين عزل كانوا يسعون فقط وراء لقمة العيش.
وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الشرق الأوسط خالد خياري: "ندين بشدة الخسائر المروعة في الأرواح والإصابات بين الفلسطينيين الذين يحاولون الحصول على مساعدات إنسانية في غزة".
ودعا المسئول الأممي إلى إجراء "تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث، ومحاسبة الجناة".
وأكد أن "الأمم المتحدة لن تشارك في أي آلية لتوصيل المساعدات لا تحترم مبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد".
وفي سياق انتقاده لإسرائيل بسبب عرقلتها دخول المساعدات إلى القطاع، أكد خياري أن الإمدادات التي تصل إلى غزة في الوقت الراهن :غير كافية إطلاقًا" لتلبية الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن، منذ 27 مايو الماضي، خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
وباتت إسرائيل تستهدف يوميا منتظري المساعدات في غزة، وتوقع مئات الشهداء والجرحى بينهم، في استهداف مباشر للقمة عيش الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية للشهر الـ22 على التوالي.
وحتى الاحد، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن حصيلة الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على "المساعدات الأمريكية الإسرائيلية" قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو الماضي، بلغ نحو 580 قتيلا وأكثر من 4 آلاف و216 مصابا، إضافة إلى 39 مفقودا.
وفي السياق، فصّل المسؤول الأممي عدة حوادث مميتة، بما في ذلك مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، في 17 يونيو الجاري، بحق المنتظرين للمساعدات على "دوار التحلية" بمحافظة خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 51 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة بغزة.
والجمعة، كشف جنود إسرائيليون أنهم يطلقون النار عمدا ووفقا لتعليمات قادتهم على الفلسطينيين العزل منتظري المساعدات الإنسانية قرب مواقع التوزيع بقطاع غزة، ما يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة بوجه المساعدات الإنسانية، ما أدخل نحو 2.4 مليون فلسطيني في حالة مجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.