أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها الشديد إزاء العدد الكبير من "القتلى والجرحى" في محيط توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفان كورنيليوس، في برلين اليوم الاثنين: "نشعر بقلق بالغ من هذه التقارير التي تردنا بشكل شبه يومي، عن حوادث وأعمال عنف مرتبطة بتوزيع المواد الغذائية".
وفيما يتعلق بعمليات التوزيع التي تقوم بها مؤسسة غزة الإنسانية الجديدة، أضاف كورنيليوس: "هناك دائمًا قتلى وجرحى، وهذا يخضع لمراقبة دقيقة جدًا من قبل الحكومة الألمانية". كما أشار إلى أن استئناف المساعدات الإنسانية التي كانت قد توقفت بصورة كاملة لفترة مؤقتة، لا يزال محدودًا للغاية. وأكد المتحدث: "لا يجوز أن يضطر الأشخاص المحتاجون إلى تعريض حياتهم للخطر من أجل الحصول على الغذاء".
وأوضح كورنيليوس ومتحدث باسم وزارة الخارجية أن زيارة وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء آخرين في الحكومة الإسرائيلية، تم التنسيق بشأنها كالمعتاد مع ديوان المستشارية ووزارة الخارجية.
وردًا على سؤال صحفية حول ما إذا كانت هناك خلافات في الرأي بشأن الشرق الأوسط داخل التحالف الحكومي بين الاتحاد المسيحي برئاسة المستشار فريدريش ميرتس والحزب الاشتراكي الديمقراطي، قال المتحدث باسم الحكومة: "لا توجد اختلافات في وجهات النظر".
وكان رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلي السابق، شتيفان فايل "من الحزب الاشتراكي"، قد صرّح خلال افتتاح مؤتمر الحزب الاشتراكي بأن تضامن حزبه لا يزال قائمًا مع الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وأضاف: "لكن تضامننا يشمل أيضًا سكان قطاع غزة الذين يُهجّرون منذ فترة طويلة من ركن إلى آخر في منطقتهم"، مشيرًا إلى أن هؤلاء الناس باتوا يخشون "ألا يعودوا إلى منازلهم أحياء إذا خرجوا صباحًا في محاولة للحصول على الطعام".
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية، المثيرة للجدل، عملها الشهر الماضي بعد حصار إسرائيلي استمر نحو 3 أشهر تم خلالها منع دخول شحنات المساعدات إلى القطاع الذي يقع على ساحل البحر المتوسط. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أكد جنود وضباط شاركوا في العمليات قتل فلسطينيين دون مبرر بالقرب من مراكز التوزيع. وبحسب التقرير، كان الجنود يطلقون النار على المدنيين لإبعادهم عن المراكز قبل فتحها. ونقلت الصحيفة عن أحد أفراد الجيش، الذي أفادت التقارير بأنه كان حاضرًا في المكان، قوله: "إنها منطقة موت".