رغم أن مفاوضات الصين وأمريكا التجارية انتهت دون الإعلان عن التوصل إلى أي تقدم يُذكر، ما قد يعني أن واشنطن ستطبق رسوم على الواردات من بكين بنسبة 125%، إلا أن صندوق النقد الدولي أبدى تفاؤلا انعكس في مؤشرات النمو وتوقعات سعر النفط، حيث رفعهما للعام الجاري، فهل تسرع الصندوق؟
اختتمت الولايات المتحدة والصين محادثاتهما التجارية في ستوكهولم دون أي مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن وزير الخزانة سكوت بيسينت أبدى تفاؤله حيال المحادثات.
وأكد بيسينت أن ترامب سيتعين عليه إعطاء الموافقة النهائية على أي اتفاق. من المقرر أن تنتهي مهلة الـ 90 يوما لوقف التعريفات الجمركية في 12 أغسطس، وبعد ذلك يمكن أن تخضع الصادرات الصينية للولايات المتحدة لرسوم تصل إلى 125%، حسبما ذكر ترامب في وقت سابق من العام.
وخلال زيارته إلى إسكتلندا، أعلن ترامب اتفاقا تجاريا ضخما مع الاتحاد الأوروبي، بعد جلسة مفاوضات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
كما أبرمت أمريكا اتفاقات تجارية عديدة مع دول قد تكون غير مؤثرة بشكل كبير في الاقتصاد العالمي، لكن لدى بعضها موارد ضرورية لصناعات المستقبل مثل إندونيسيا التي تمتلك أكبر احتياطي عالمي من النيكل، وأيضا فيتنام.
ورغم أنه كان من المرتقب أن يجري مفاوضات مع رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر، إلا أنه لم تكشف أي من وسائل الإعلام الغربية عن ما إذا كانا قد توصلا إلى اتفاق من عدمه، غير أن تقارير أشارت إلى أن انتقادات ترامب التي وجهها لمزارع الرياح المحيطة بملعب للجولف يمتلكه في إسكتلندا، ستعقد المفاوضات، خاصة أن الحكومة البريطانية تبذل مجهودات هائلة في مجال التحول إلى الطاقة المتجددة بقيادة مزارع الرياح البحرية.
وعلى مستوى الهند، فقد أبلغت الدولة الآسيوية، صاحبة أكبر عدد سكان في العالم، إدارة ترمب بخطوطها الحمراء التي لن تتجاوزها، أبرزها رفض استيراد محاصيل معدّلة وراثياً، وعدم استعدادها لفتح أسواق الألبان والسيارات بشكل واسع.
ووقّعت الهند والولايات المتحدة على بنود مرجعية لاتفاقية تجارية ثنائية، ويتم التفاوض حاليا على اتفاق مؤقت تأمل نيودلهي أن يمنحها إعفاءً من الرسوم الأمريكية المرتفعة.
ورغم نتائج المفاوضات مع الصين، والهند التي لم تكتمل، وبريطانيا غير المعروف نتائجها، إلا أن الحرب التجارية تبدو أنها تتجه إلى الهدوء، وهو ما قد يكون الدافع وراء المؤشرات التي أعلنها صندوق النقد الدولي مساء أمس الأول.
وقرّر تحالف "أوبك+" في بداية الشهر الجاري زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يومياً لشهر أغسطس، متجاوزاً مستويات الأشهر الثلاثة السابقة، في مسعى لاستعادة حصص سوقية فقدها خلال فترة خفض الإمدادات.
وكانت الدول الثماني الرئيسية في التحالف قد اتفقت على زيادات تدريجية بواقع 411 ألف برميل يومياً خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو.
تتيح الزيادة الأكبر المزمعة لشهر أغسطس إعادة 2.2 مليون برميل يومياً من الإنتاج المعلّق بحلول سبتمبر.
ورفع الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العامين الحالي والمقبل، بدعم من تراجع المعدلات الفعلية للرسوم الجمركية، إضافة إلى تحسّن الأوضاع المالية لبعض الدول مستفيدةً من ضعف الدولار.
صندوق رفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي إلى 3% مقارنة بـ2.8% في توقعات أبريل الماضي.
وحسن الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي في العام الحالي من 1.8% إلى 1.9%، وفي 2026 من 1.7% إلى 2%، كما رفع توقعاته لنمو اقتصاد الصين في 2025 بـ0.8 نقطة مئوية إلى 4.8% مقارنة بتوقعات أبريل الماضي.
ورفع الصندوق توقعاته لمتوسط سعر النفط العام الجاري إلى 68.18 دولار للبرميل مقارنة بتوقعاته في أبريل الماضي عند 66.9 دولار للبرميل، كما رفع توقعاته لسعر الخام في 2026 إلى 64.33 دولار للبرميل مقارنة بـ62.4 دولار.