نجيب محفوظ من البداية.. كتاب يفتح أبواب أديب نوبل للأجيال الصغيرة - بوابة الشروق
السبت 6 سبتمبر 2025 10:31 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

نجيب محفوظ من البداية.. كتاب يفتح أبواب أديب نوبل للأجيال الصغيرة

محمود عماد
نشر في: السبت 30 أغسطس 2025 - 6:49 م | آخر تحديث: السبت 30 أغسطس 2025 - 6:49 م

تحل اليوم الموافق 30 أغسطس الذكرى ال19 لرحيل الكاتب العالمي نجيب محفوظ، حيث رحل محفوظ في 30 أغسطس من عام 2006 عن عمر ناهز 95 عاما.

هنالك الكثير من الكتب التي اهتمت بأدب نجيب محفوظ نقديا وتحليلا، وهنالك ما اهتم بسيرته، ولكن يوجد هناك كتاب اهتم كيف يمكن إيصال نجيب محفوظ للأطفال واليافعين، وهو كتاب «نجيب محفوظ من البداية» تأليف هديل غنيم، ورسومات وليد طاهر، والصادر عن دار الشروق.

الكتاب يحكى قصة حياة نجيب محفوظ من البداية، منذ ولادته وطفولته، مرورًا بفترة صباه وشبابه فى حى العباسية، وعبر المحطات الأدبية المختلفة فى حياته روائيًا وسيناريست، وحتى وصوله للشهرة العالمية، وجوانب غير مطروقة من حياة أديب نوبل، مثل حبه للكرة وإجادته لعزف الآلة الموسيقية، ويضم الكتاب مقتطفات من خطبته عند استلام جائزة نوبل وأشهر أقواله.

نستطيع أن نعاين معالجة أدبية مختلفة عن نجيب محفوظ بدأت بمشهد ولادته على يد الدكتور نجيب محفوظ طبيب التوليد المشهور فى ذلك الوقت بعدما نجح فى إخراج المولود سالمًا من عملية ولادة صعبة فاستبشر الأبوان وأسميا وليدهما نجيب محفوظ.

وكذلك الحديث عن البيت المطل على ميدان بيت القاضى الذى نشأ فيه نجيب محفوظ وسط أقدم وأعرق أحياء القاهرة، حيث نجد أن الرسمة الأولى لوليد طاهر هى مشهد بانورامى لما كان يراه الطفل نجيب محفوظ من أعلى سطح منزله المكون من ثلاثة طوابق ترى مأذنة جامع الحسين، والمشربيات التى كانت تغطى شبابيك البيوت القديمة التى كان يراها أهالى الجمالية.

«ربما تلهمك نصوص الكتاب لتكون أنت أيضًا مبدعًا فى يوم من الأيام».. هى نص رسالة واضحة وصريحة من المؤلفة هديل غنيم لقراء الكتاب حيث أجادت فى رصد العديد من اللحظات الإنسانية والأبعاد البسيطة للغاية فى شخصية نجيب محفوظ الذى كان هناك دور بارز لوالدته التى قالت عنها المؤلفة إنه رغم كونها لا تعرف القراءة ولا الكتابة فإنه تأثر كثيرًا بالأصالة التلقائية فى ثقافة والدته.

«التلميذ النجيب لاعب كرة» تسرد لنا تحت المؤلفة تحت هذا العنوان مزيدًا من التفاصيل الشيقة عن محفوظ فى سن مبكرة، حيث تقول: «نجيب محفوظ أحب التعليم فعلًا ووجد فى القراءة الحرة متعة جديدة وهواية إلى جانب هواياته الأخرى كلعب الكرة فى الشارع مع أصحابه وسماع أسطوانات الأغانى».

وتتابع: «نعم كان نجيب محفوظ لاعب كرة قدم «حريفا» وظل يلعبها لمدة 10 سنوات فى أثناء دراسته الابتدائية والثانوية فقد كان يحب أن يتقن أى شىء يعمله ويحب أن يسمع كلمات التشجيع».

«الأدب قرار نهائى» في هذا الجزء من الكتاب وبروسومات وليد الطاهر المميزة والمعبرة يتم تناول تخرج نجيب محفوظ فى العام 1934 وتحضيره رسالة ماجستير عن فلسفة الجمال فى الإسلام تحت إشراف الشيخ مصطفى عبدالرازق، وهو من رواد أساتذة الفلسفة الإسلامية، واشتد بداخله صراع بين طريق الفلسفة وطريق الادب، وشعر أن عليه اتخاذ قرار خطير.

وتواصل الكاتبة: «كان العام 1936 هو عام الحسم حين ترك نجيب محفوظ رسالة الماجستير وقرر أن يكون أديبا فتوقف تماما عن المقالات الفلسفية والنقدية وركز نشاطه وجهده ووقته فى العمل الذى أحبه وهو كتابة الروايات الأدبية».

مع القراءة أكثر في صفحات الكتاب يتبين لنا أنه كتاب ثرى مناسب لجميع الأعمار، وأن أحد أهم ما يميزه هو أنه يفتح الباب على اتساعه أمام القراء للتعرف على المزيد من أعمال نجيب محفوظ انطلاقا من معاينة أبعاد جديدة للتعرف على منجزاته الروائية أو الجوانب الإنسانية الشيقة فى شخصيته.

نجد عبر فصول الكتاب ومحطاته، قد انتقت من بين تفاصيل حياة نجيب محفوظ، ما يحدث حالة من الإلمام الحقيقى بإنجازات محفوظ على أصعدة عديدة وتعريف جمهور القراء بطريقة تفكيره حيث طاقة من الإلهام والتحفيز التى تحتشد بها نصوص الكتاب استقاء من سيرة ومسيرة أديب نوبل العالمى.

وقد سردت الكاتبة الأحداث بشكل شيق، والتى كان نجيب محفوظ بطلها فى العديد من مراحل حياته عبر أسلوب بسيط للسرد نجحت فى الحفاظ عليه منذ بداية الكتاب، وحتى نهايته؛ ليحقق هدفا واضحا وهو ترغيب القراء فى خوض المزيد من المساحات غير المكتشفة لديهم عن نجيب محفوظ.

وقدمت الكاتبة أيضا عرضا مشوقا لجميع أعمال ومؤلفات نجيب محفوظ فى آخر صفحات الكتاب والتى جاءت لتمتزج مع رسمة ختامية للفنان وليد طاهر تمام كما بدأ الكتاب.

استطاع كتاب «نجيب محفوظ من البداية» تحقيق معادلة طرفيها الصورة والنص للحفاظ على جذب أعين القراء وتحديدا من أصحاب الأعمار السنية اليافعة للتعرف على مراحل الطفولة الأولى لنجيب محفوظ، مرورًا بفترة صباه وشبابه فى حى العباسية، وحتى وصوله للشهرة العالمية.

ويمكننا القول أنه كتاب مناسب للغاية لجميع الفئات لدخول عالم نجيب محفوظ الأدبي، ومحاولة التعرف عليه بشكل بسيط وشيق، وخاصة الأطفال واليافعين كما ذكرنا في البداية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك