استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم، الأمير رحيم أغا خان، زعيم الطائفة الإسماعيلية ورئيس شبكة الأغا خان للتنمية؛ لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك.
وقال الإمام الأكبر إن رسالة الأزهر الشريف تقوم على نشر السلام وتعزيز الأخوة بين الجميع، ولذا انفتح الأزهر على المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم بما يسمح بتحقيق هذه الرسالة العظيمة.
وأشار إلى أن الأزهر بادر بعقد أول نسخة من مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي في مملكة البحرين، لتعزيز أواصر الأخوة بين نسيج ومكونات الأمة، وطي صفحات الماضي، والالتفاف على إنشاء منصة قادرة على لمِّ شمل كلمة علماء الأمة ومؤسساتها الدينية، والخروج بموقف علمائي موحَّد تجاه الأزمات والتحديات التي تواجهها.
وأكد استعداد الأزهر للتعاون مع مؤسسة الأغا خان للتنمية في مشروعات تنموية وتوعوية مشتركة، وبخاصة المشروعات الموجهة للشباب ومواجهة التحديات المعاصرة، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين، الذي يرأسه له خبرة واسعة في مثل هذه المشروعات النوعية بالتعاون مع الأزهر الشريف، موضحًا أن الأزهر يتميز على مدار تاريخه بالوسطية والاعتدال، انطلاقًا من فهمه الصحيح لحقيقة الإسلام، وحرصه الكبير على تبليغ الإسلام الحقيقي للناس، وهو ما كان سببًا في ارتباط الناس به على مدار هذا التاريخ الطويل.
كما أكد الإمام الأكبر حزنه لما آلت إليه أحوال المسلمين مؤخرًا من ضعف وهوان، والذي كان سببًا مباشرًا في استقواء عدونا علينا، موضحًا أن ما تشهده الأمة من فِراق وشِقاق هو الذي أوجد القوة الزائفة لهذا العدو، مشددًا على أن المسلمين يملكون كل أسباب القوة إذا استجابوا لنداء ربهم في قوله تعالى:
“وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”.
من جانبه، أعرب الأمير أغا خان عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر وتقديره لما يقوم به من جهود كبيرة لبيان الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي ونشر قيم الأخوة، ومبادراته التي تستهدف لمَّ شمل الأمة وتوحيد كلمتها، مؤكدًا متابعته لأنشطة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر لتعزيز التعايش والحوار، وسعيه لعقد شراكات واسعة مع الأزهر والاستفادة من خبراته الكبيرة في مجال التعريف بوسطية الإسلام وسماحته، خصوصًا بين فئات الشباب في أوروبا.
وصرح الأمير رحيم أغا خان: “أشعر بالفخر الشديد لمقابلتكم ولمنحي هذه الفرصة العظيمة، ويسعدنا أن تكون هناك فرص للتعاون مع الأزهر الشريف في جميع المجالات. نحن لدينا شبكة تنموية كبيرة تعمل في مجال الثقافة والتوعية والتعليم في باكستان وأفغانستان وطاجيكستان، كما نعمل عبر عدد من المشروعات على تعزيز التوعية بحقيقة الإسلام السمحة في العديد من دول أوروبا”".
وأضاف أن جميع الأنظار تتجه إلى الأزهر الشريف كونه منبر الاعتدال والوسطية في العالم، وهو ما تأكد له بعد لقاءاته المتعددة مع الكثير من المسؤولين في الدول العربية والإسلامية، والذين يعوِّلون كثيرًا على الأزهر الشريف في نشر السلام والإخاء وتعزيز الحوار عالميًا.