- المجلة البريطانية: العلاقة بين واشنطن وبكين ستظل مبنية على الرمال
 
اعتبرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن قمة بوسان بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، اليوم الخميس، كانت بمثابة استراحة وليست نهاية للصراع بين القوتين الاقتصاديتين العظميين، مضيفة أن الاتفاق الذي توصلا إليه هش ومؤقت، ومن المؤكد أن الخلاف بينهما سينشب عاجلا أم آجلا.
وذكرت المجلة البريطانية، أن تقييم ترامب لقمته مع الرئيس الصيني في كوريا الجنوبية جاء 12 من 10، قائلة إن الرئيس الأمريكي يبدو متفائلا بطبعه.
كما رأت "إيكونوميست" أنه ينبغي للعالم أن يشعر بالارتياح لأن أكبر اقتصادين لا يبديان رغبة في الانفصال عن بعضهما البعض، ناهيك عن المساومة على وضع تايوان، فكانت أي من النتيجتين ستفرض تكلفة باهظة على آسيا والعالم.
وتابعت المجلة: "مع ذلك، يبدو أن اتفاقهما هش ومؤقت، وهذا يعني أن أهم علاقة في العالم ستظل مبنية على الرمال"، على حد تعبيرها.
وأوضحت المجلة البريطانية أن تفاصيل ما تم الاتفاق عليه في بوسان لا تزال غامضة، حيث وافقت الصين على تأجيل القيود على صادرات المعادن النادرة الأساسية لمدة عام.
كما تراجع الجانبان عن المواجهة بشأن الشحن، وستستأنف الصين شراء فول الصويا الأمريكي. وستكافئ أمريكا الجهود الصينية الإضافية لتقييد المكونات الكيميائية للفنتانيل بخفض الرسوم الجمركية العقابية البالغة 20% على جميع السلع إلى النصف. ويبدو أن ترامب منفتح على تصدير بعض رقائق أشباه الموصلات، وإن لم تكن الأكثر تطورا.
وقالت المجلة إنه نظرا لعداء البعض في واشنطن تجاه الصين، كان من الممكن أن تسوء الأمور أكثر فأكثر في الاتفاق، فهؤلاء يرغبون بشدة في أن تنفصل أمريكا عن أكبر منافسيها الجيوسياسيين، ولكن مع هذه القمة، التي تعد الأولى منذ عام 2019، أظهر ترامب تقديره الكبير للعلاقات التجارية لدرجة أنه لا يستطيع التخلي عنها.
ورأت "إيكونوميست" أن القمة تظهر أيضا مدى الخلل، فإبقاء الاتفاق على تعريفة جمركية أمريكية بنسبة 47% على البضائع الصينية كان ليمثل مستوى استثنائيا من الحماية في عالم ما قبل ترامب.
 
وأوضحت أن شروط الاتفاق مؤقتة بشكل صريح حيث إن العديد من الشروط ستراجع خلال عام، ومؤقتة ضمنا لأن ترامب يرى أن من سلطته فرض تعريفات جمركية هنا أو هناك في أي وقت وبسبب أي قضية تقريبا.
وأشارت المجلة إلى أن قدرة الصين على تحمل الضغوط الأمريكية وقيام بكين بالرد في المجالات التي تُعتبر أمريكا فيها عرضة للخطر كالمعادن النادرة وفول الصويا، من مصادر الصراع المحتملة الأخرى