في ذكرى مولده.. كيف أنقذ النبي محمد قريش من مجاعة استمرت لسنوات؟ - بوابة الشروق
الإثنين 1 سبتمبر 2025 2:07 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

في ذكرى مولده.. كيف أنقذ النبي محمد قريش من مجاعة استمرت لسنوات؟

سوزان سعيد
نشر في: الأحد 31 أغسطس 2025 - 10:41 ص | آخر تحديث: الأحد 31 أغسطس 2025 - 10:41 ص

يحل الخميس المقبل الموافق 4 سبتمبر 2025 ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يوافق 12 ربيع الأول 1447 هجريًا، ويحتفل بهذه المناسبة نحو 2 مليار مسلم في شتى بقاع الأرض، بتذكر خصال الرسول الكريمة وعلامات نبوته كما وردت في كتب السيرة النبوية، والتي منها فطرته السليمة التي لازمته منذ نعومة أظفاره، فلم يسجد لصنم قط، بل سجد لله الواحد الأحد حتى في لحظات ميلاده الأولى، وكان يدعو الله ويتضرع إليه لقضاء الحوائج منذ كان غلامًا صغيرًا.

ويستعرض التقرير التالي كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو طفل لم يصل إلى العاشرة من عمره، يتضرع إلى الله تعالى ليستسقي أهل قريش وينقذهم الله من الجدب والقحط بفضل دعائه لهم، وفقًا لكتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤلف محمد رضا.

-القحط والجدب في قريش

يعتبر نزول المطر في مكة، موطن قبيلة قريش، مصدرًا أساسيًا للحياة يساعد على زراعة الأرض وتربية المواشي، ومرت المنطقة بفترات جدب متكررة، قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تعذر فيها نزول المطر، وحل الجفاف، وفي هذه الأحوال كان أهل قريش يلجأون إلى الاستسقاء بالطرق التي اتبعوها في الجاهلية، وإذا لم تفلح هذه الطرق في إنزال الأمطار، كانوا يطلبون من جد النبي عبدالمطلب أو عمه أبي طالب أن يستسقوا لهم.

وكان عبدالمطلب قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا طلبت منه قريش الدعاء لهم بالاستسقاء وهطول الأمطار، يذهب إلى الكعبة ويدعو الله، وكان الله سبحانه وتعالى يستجيب لدعائه فينزل المطر ويسقى الزرع، حتى أطلقت عليه قريش لقب "شيخ مكة".

-استسقاء أهل قريش في الجاهلية

اعتاد أهل قريش عند تتابع الأزمات واشتداد الجدب والحاجة الماسة إلى الأمطار، أن يجمعوا الأبقار، ويعلقوا في أذنابها السلع والعشر، ثم يصعدون بها إلى جبل وعر، ويشعلون النار في أذنابها، ويفرقون بينها وبين أولادها، ثم يسقون البقر إلى ناحية المغرب دون سائر الجهات وتسمى هذه النار التي أشعلوها "نار استمطار"، والهدف من إشعال النيران في أذناب الأبقار تيمنًا بحدوث البرق، بسبب التشابه بينهما، ثم يبدأ الناس بالدعاء والتضرع أملًا في نزول المطر، بعد اضرام النبيران في أذناب المواشي.

-استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم لقريش قبل وفاة عبدالمطلب

عانى أهل قريش لسنوات من الجدب والقحط بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حياة عبدالمطلب، ما جعلهم يطلبون منه أن يستسقي لهم، لعل الأمطار تهطل، فصعد جد النبي جبل أبو قبيس الذي يطل على مكة، وبصحبته حفيده صلى الله عليه وسلم، فاحتضنه ثم رفعه على منكبه، طالبًا منه أن يدعو الله أن يسقي أهل مكة، فدعا عليه الصلاة والسلام فنزل المطر في الحال، وكان عم النبي أبو طالب شاهدًا على هذه الوقعة.

بعد وفاة عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، أوصى عمه أبو طالب، له، بكفالته، بالإضافة إلى سقاية زمزم.

وقدم أبو طالب إلى مكة في وقت الجفاف والمجاعة، فطلبت قريش منه أن يستسقي لهم بطرقهم المعروفة، لعله يستطيع إنزال المطر، وبالفعل خرج عم الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبة ابن اخيه ذو الثمانية أعوام. أخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وألصق ظهره بالكعبة، وكانت السماء خالية من السحاب تمامًا، فأشار الغلام بإصبعه إلى السماء، كما لو أنه يتضرع ويلجأ إلى الله سبحانه وتعالى، وما هي إلا ثوان معدودة، حتى امتلأت السماوات بالغيوم، وهطل المطر بغزارة، وتدفقت المياه من الوادي، وأصبحت المراعي خصبة.

ولما رأى أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم من قدرة ابن أخيه على الاستسقاء لقبيلة قريش وهو غلام صغير لم يتمم بعد 10 أعوام نظم قصيدة طويلة يمتدح فيها كرامات النبي وخصاله واستجابة الله لدعائه جاء في مطلعها:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك