صاح مدير مستشفى كمال عدوان وهو يتحدث لإحدى القنوات الفضائية: كنا ننتظر وصول المساعدات الطبية لتشغيل المستشفى فإذا بالدبابات تدهم المستشفى.
وقف المدير بعدها ليصلى على جثمان ابنه الذى قتله الإسرائيليون، منظر الدكتور حسام أبو صفية مدير المستشفى والأطباء وهم يرفعون أيديهم استسلاما للجيش الإسرائيلى يبين أن هذا الجيش لا يعرف عن الأخلاق شيئا.
فى جباليا لا تستطيع فرق الإنقاذ انتشال جثث الموتى أو إخلاء المصابين.
مائتى شهيد فى يوم واحد فى جباليا المحاصرة تمامًا، جراء القصف بأقوى الصواريخ لمبانٍ سكنية ومدارس فى جباليا.
نتنياهو يقول فى الأمم المتحدة «سننتصر على محور الشر حتى لو كان الله معهم» منتهى الصفاقة والكبر والغرور.
فى تقرير مفصل لقناة الغد عن مصادر أوروبية مختلفة مفاده «أن الجيش الإسرائيلى تعاقد مع شركتين عسكريتين لجلب المرتزقة، وأن هناك ١٢ ألفا من المرتزقة يعملون فى صفوف الجيش الصهيونى، وأن معظمهم من شيلى وأوروجواى وإيطاليا وإسبانيا فضلا عن أعداد أقل من فرنسا وألمانيا وألبانيا»، وقد قال أحد المرتزقة الإسبان «إن عمله فى الجيش الإسرائيلى مريح جدا ماليا فهو يتقاضى أسبوعيا ٣٩٠٠ يورو».
وبهؤلاء القتلة المأجورين تسد إسرائيل النقص العددى فى جيشها وتقحم هؤلاء فى المذابح التى يندى لها جبين الإنسانية، فالجيش الذى لا يقهر لا يستطيع مقاومة جماعات مسلحة إلا بالاستعانة بأمريكا وألمانيا وأوروبا تسليحا وتمويلا ومعهم المرتزقة، والغرب هو الذى يدفع أجرهم تقريبا.
فى تصريح لشبكة CNN اعترف جندى إسرائيلى بأنه تم استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية من أجل دخول الأماكن والأنفاق التى يحتمل أن تكون مفخخة فى غزة، وقال «أحضر ضابط أمنى كبير اثنين من الفلسطينيين المحتجزين عمرهما ١٦، ٢٠ عاما وطلب استخدامهما كدروع بشرية قبل دخول المبانى، وقال لهما «لا تفكرا فى القانون الدولى، من الأفضل أن ينفجر الفلسطينيون وليس جنودنا»، ومن بين الفلسطينيين الذين استخدموا كدروع بشرية الشاب محمد سعد ٢٠ عاما، أجبروه على ارتداء الزى العسكرى الإسرائيلى ووضعوا كاميرا عليه وطلبوا منه تفتيش المبانى والمنازل والغرف، وبعد فترة أطلق عليه الجنود الإسرائيليون النار ولكنه جرح وهرب وما زال جريحا حتى الآن.
نشر بعض الجنود الإسرائيليين على صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعى صورة لجندى إسرائيلى يعطى جهاز التفجير لصحفى إسرائيلى يدعى دانى لشمارو ليفجر منزلاً فى رفح وهو يصيح مبتهجا مسرورا بذلك.
الفجور ليس فى الجنود الصهاينة فحسب ولكنه أيضا فى الإعلام الإسرائيلى، خرج هذا المذيع من قبل على الشاشة وهو يحمل رشاشا يتوعد به الفلسطينيين.
إدارة الفيس بوك حظرت كل المواقع التى تحدثت عن الشهيد يحيى السنوار ومنها صفحتى، وأعادتها بشرط عدم التحدث عنه وحذفت كل المقالات والكلمات عن إسماعيل هنية وحسن نصرالله وغيره من الشهداء، من يظن أن الغرب يعرف حرية الرأى فهو واهم، أنت حر ما لم تفضح جرائم إسرائيل، والعيب ليس عندهم بقدر ما هو عند العرب والمسلمين الذى لم يخترعوا أى آلية توازى الفيس أو الواتس أو تيك توك، فأصبح طعامهم وسلاحهم ودواؤهم ووسائل اتصالاتهم وتواصلهم بأيدى خصومهم، ولا عزاء للمتخلف تقنيا فى عالم متسارع يوما بعد يوم.
قال محمود درويش «إذا سألوك عن غزة قل بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلى عليه شهيد»، حقا الشاعر لا يموت لأن الكلمة لا تموت، وغزة حقا لا تموت، لأنها تملك جدارة الحياة حيث يقول الشاعر «وغزة لا تتقن الخطابة، ليس لغزة حنجرة، مسام جلدها هى التی تتكلم عرقا ودما وحرائق»، تحية لمحمود درويش ونزار قبانى أكثر شاعرين نصرا القضية الفلسطينية.
لن يحاسبك الله على انتصار الحق فى زمنك أو على يديك ولكن المطلوب منك أن تكون على الحق ومعه لا على الباطل.
«لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» وكذلك لا يكلف أسرة إلا وسعها، ولا مجتمعا إلا وسعه، ولا جيشا إلا وسعه، والوسع المجتمعى أهم فى معناه من الوسع الفردى.
إذا أتعبتك الدنيا فلا تحزن فإن الله يشتاق لسماع صوتك وأنت تدعوه.