محمد النبي الإنسان - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
السبت 6 سبتمبر 2025 12:47 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

محمد النبي الإنسان

نشر فى : الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 7:15 م | آخر تحديث : الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 7:15 م

   •  كان رسول الله يحمل أجمل المشاعر وأطيبها تجاه الناس طوال حياته، مما جعل الجميع يتعلق به ويحبه قبل الرسالة وبعدها، وحينما كفله عمه أبو طالب تعلق به وأحب محمدا الطفل الصغير حبا شديدا حتى إنه لم يستطع فراقه فاصطحبه معه فى رحلته للتجارة إلى الشام، وهناك رآه بصرى الراهب وأخبر العم بأن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم وأنه النبى القادم المنتظر.

   •  محمد النبى الإنسان سجله حافل بالإنسانية المتدفقة والمودة الرائعة، فلم ينس يوما مرضعته حليمة السعدية وكان سببا فى يسرها وسعادتها فبركته منذ طفولته شهد بها الجميع، حليمة بقلب الأم الحنون أخذته رغم يتمه ولم تتخل عنه فإذا ببركات الدنيا والدين والآخرة تتنزل على أسرتها وقومها.

   •  كان يحتفى بها حفاوة الابن بأمه ويلقاها فرحا مسرورا مرددا: أمى، أمى، ويفرش لها رداءه الشريف ويعطيها من الإبل والغنم والخير ما يغنيها فى أى سنة جدباء، ويذكر فضلها عليه.

   •  وحينما جاءت قبيلة حليمة السعدية «هوازن» وهى مهزومة فى حنين وفيها عم له من الرضاعة وشفعت الشيماء أخته من الرضاعة فى قومها فأطلقهم جميعا إكراما لأمه من الرضاعة، وعرفانا بفضلها، ولم يجبر من رفض رد حقوقه فى الغنائم عند الصحابة فاشتراها منه وردها عليهم، وأطلق يومها ستة آلاف أسير من هوازن إكراما لحليمة التى كانت من هذه القبيلة، نصر كامل يهبه إكراما لأمه وشقيقته وعمه من الرضاعة.

لا تحسبوا بالقهر قوم شعبه لا.. لا/ أخلاقه غزت القلوب بنبلها / قبل استلال سيوفه ورماحه.

   •  محمد الإنسان «صلى الله عليه وسلم» لم يزل طوال حياته يعرف فضل جارية سوداء حضنته وهو صغير اسمها «أم أيمن»، يرعاها، ويهتم بأمرها، وينشغل بعدم زواجها وكأنه أب لها، يناديها حتى بعد النبوة كلما رآها «يا أمى، يا أمى»، تحدثه بلكنتها الأعجمية وهى تعنفه أو تلومه فيصغى لها ويبتسم لحديثها ويلبى طلباتها، حزن لعدم زواجها فقال لأصحابه «من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن» ويزوجها من أحد الصحابة الأفذاذ وكأنه يرد لها الجميل.

   •  خدمه أنس بن مالك عشر سنوات وكان طفلا صغيرا فيطلب منه الرسول شيئا، فيغفل عنه أنس ويلعب ويلهو مع الأطفال ويعود بعدها بساعات خالى الوفاض فلا يعنفه ولا يوبخه بل يبتسم لنسيانه ولهوه، وقد قال: أنس «خدمت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عشر سنوات كاملة فما قال لى أفٍ قط» وهى أقل كلمة عتاب ولوم «ولا قال لشىء صنعته لما صنعته ولا لشىء تركته لما تركته».

   •  ومن فرط إنسانيته كان يميل الإناء للهرة لتشرب رغم مشاغل النبوة والرسالة.

   •  وكان يعزى طفلا فى موت عصفورة «النغير» ويهتم بحزنه على عصفورة فيمازحه قائلا: «يا أبا عمير، ما فعل النغير».

   •  هل رأيتم من قبل نبيا يعزى فى عصفور ميت لطفل صغير، ما أرحمك يا سيدى.

   •  وكان يهتم بمشاعر الأم حتى لو كانت حيوانا أو طائرا فقد رأى عصفورة مهتاجة وملتاعة تطير هنا وهناك فى لهفة تبحث عن أفراخها، فأدرك بحسه الإنسانى العميق لهفتها وكربتها فقال لأصحابه: «من فجع هذه فى أفراخها، ردوا عليها أفراخها» فقال صحابى: أنا يا رسول الله، فرد الأفراخ الصغار إليها وكان قد أخذهم من العش ليربيهم عنده ويسعد بهم.

   •  لهفة الأم على أولادها ومشاعرها المكروبة لا يقرأها إلا نبى كريم رحيم ودود، كل ذرة فى كيانه مغمورة بالإنسانية المحبة للكون كله.

   •  إنسانية امتدت للكون كله حتى الجماد، والجبل الذى ذبح عليه أصحابه وبقرت عليه بطونهم، يقف عليه النبى الكريم قبل موته بأيام ويهتف فى الكون قائلا «جبل أحد يحبنا ونحبه» لينزع من نفوس كل الأجيال أى تشاؤم بهذا الجبل الأشم.

 

التعليقات