• لو أن د. أحمد زويل أكمل الدكتوراه فى مصر وأصبح أستاذا جامعيا فى علوم الإسكندرية هل كان وصل إلى جائزة فرانكلين أعلى جوائز العلم فى أمريكا أو نوبل العالمية، أو أجرى كل هذه الأبحاث الخطيرة أو اخترع الميكروسكوب رباعى الأبعاد بالفمتوثانية، واكتشف زمانا لم يكتشفه أحد من قبل.
• لو بقى فى مصر لتحكمت فيه البيروقراطية وأخره الفاسدون وأقصاه سدنة التصنيف أو.. أو.. أو مصائر أسوأ من ذلك.
• لو لم يلغ الرئيس ناصر الأحزاب المصرية والعملية الديمقراطية ويدشن استفتاءات 99% التى انتشرت بعدها فى المنطقة العربية ولو أنه مزج بين فكرة الديمقراطية والوحدة العربية واستقلال القرار الوطنى لكانت مصر الآن من أرقى الدول ولفاقت كوريا واليابان.
• لو لم تغتل الجماعة الإسلامية والجهاد الرئيس السادات ما عاد قانون الطوارئ والتعذيب والاعتقال العشوائى والمفتوح للإسلاميين، ولكان السادات أتم مشروعه التنموى مستفيدا من نصر أكتوبر وسلام كامب ديفيد، ولكانت الحركة الإسلامية فى صدارة المشهد الدعوى والاجتماعى إن لم يكن السياسى.
• لو اكتفى مبارك بفترتين رئاسيتين فقط وأجرى انتخابات نزيهة وسلم الحكم لسياسى وطنى مصرى مخضرم لما حدثت كل المصائب التى وقعت فى سنوات حكمه الأخير، ولما وقعت ثورة 25 يناير.
• ماذا لو لم يستجب صدام لإغراءات أمريكا له بالحرب غير المبررة مع إيران ثم احتلاله الكويت لصنع إمبراطورية كاذبة على أنقاض ودماء الآخرين لكان للعراق الآن شأن آخر.
• ماذا لو لم تقم الثورة على بشار الأسد عام 2011، فقد كانت سوريا وقتها من الدول القليلة التى لا تعانى من الديون الخارجية واقتصادها جيد، ومعدل التنمية مرتفع، والمظالم فى عهده أقل من أبيه.
• وماذا لو أن بشار استجاب للثورة فى بدايتها ــ قبل أن تتحول إلى السلاح ــ وسلم الحكم لوليد المعلم أو غيره ليجرى انتخابات حرة، لو حدث ذلك ما كانت هناك داعش ولا النصرة ولا ميليشيات حزب الله ولا طائرات العالم كله، الآن تم تدمير سوريا بكاملها، وستقسم ــ لا محالة ــ وسيقتطع منها الجزء الكردى، وكل شبر فيها يوجد فيه مسلحون أجانب مهمتهم القتل والتدمير ولا يستطيعون العودة إلى بلادهم، فالموت فى سوريا أهون عليهم من السجن والعذاب فى بلادهم، وكل أجوائها مملوءة بالطائرات الأجنبية، وسكانها الأكارم يتسولون اللجوء هنا أو هناك.
• لو لم تدخل داعش على خط الثورة العراقية ضد المالكى وتقوم بمذابحها وجرائمها ما وجدت إيران مبررا لاحتلال العراق جهارا نهارا، ولما تحول مجرمو الحشد الشعبى قوة عسكرية عراقية رسمية، وتحول إلى فرع للحرس الثورى الإيرانى.
• لو لم تدخل داعش وأخواته سوريا ما كان العالم كله تعاطف مع بشار وأيد بقاءه فى الحكم.
• ماذا لو كان على عبدالله صالح قد أعتق اليمن بعد فترتين رئاسيتين لا يستحقهما كون منهما ثروة طائلة غير مشروعة من بلد غاية فى الفقر، فمنذ الذى أوجب أن يحكم اليمن لأربعين عاما متواصلة لم تشبعه فحاول توريثها لابنه من بعده فضلا عن إصراره إلى العودة للحكم حتى بعد الثورة عليه، ناسيا أنه حكم اليمن عن طريق انقلاب عسكرى قام به وهو مقدم، ترى ما الذى يطرأ على عقل مثل هذا الرجل حينما يجلس على كرسى الحكم أن اليمن ملك يمينه أبد الدهر.
• ماذا لو اعتق القذافى ليبيا منه ومن جنونه وكتابه الأخضر ومغامراته الطائشة بعد فترتين رئاسيتين لا يستحقهما، لينشأ تجربة ديمقراطية ليبية، أو يعيدها إلى الملكية بحكمتها ورزانتها وحسن سياستها للشأن الداخلى والخارجى.
• ماذا لو خرج قادة رابعة على المعتصمين ليلة العيد ليأمروهم بالانصراف لقضاء العيد مع أسرهم، فحفظوا بذلك ماء وجوههم وحقنوا دماء هذه الآلاف خاصة أن معظم هؤلاء الزعماء كانوا يعرفون تجهيزات الفض العسكرية وقرب تنفيذه.
• ماذا لو تريثت الدولة فى فض رابعة، أو فضته بخراطيم المياه والغازات فقط، أو الحصار الممتد شهرا مع إجراءات أخرى سلمية مثل فصل الكهرباء وإغراق المنطقة بالمياه أو الصرف الصحى بدلا من فضها بهذه الطريقة المفرطة فى القوة وغير الرحيمة أو الحكيمة أو المتدرجة، الدماء التى سالت فى رابعة كانت سببا رئيسيا لمعظم المشكلات التى حلت بمصر بعدها.
• ماذا لو لم يرشح الإخوان أحدا للرئاسة أو أن د.مرسى أخذ بسنة الحسن بن على فتنازل عن السلطة رغم شرعيته حقنا للدماء وحفظا للأنفس، أو قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة، لو فعل ذلك ما كانت دوامة العنف والعنف المضاد قد انفجرت ولا دخل الآلاف السجون ولا دارت عجلة التعذيب والاشتباه وتعميم الأحكام.
• ترى لو أن أوباما قلد حكام الشرق الأوسط وغير الدستور الأمريكى ليسمح له بالبقاء أكثر من فترتين رئاسيتين «مدد غير محددة» بحجة الخوف من طيش وتطرف ترامب أو ضعف وخور الست كلينتون مع حجج أخرى كثيرة سوف يسوقها إعلامه الموجه.
• ترى هل ستصبح أمريكا دولة قوية وفتية وديمقراطية مع شعبها أم ستتحول إلى واحدة من دول العالم الثالث الديكتاتورية والفاسدة.
• ترى لو أن رئيس وزراء بريطانيا ألغى نتائج انتخابات عمدة لندن السابقة بحجة وصول مسلم أسمر ومن أصول غير بريطانية وفقيرة جدا مثل صادق خان.
• وماذا لو أشهرت الحكومة البريطانية أمامه الكارت الشهير أنه خلايا نائمة للجماعات المتطرفة، هل ستكون بريطانيا رائدة الديمقراطية مع شعبها، وهل سيكون للناخب اللندنى بعد ذلك قيمة أو سيشارك فى انتخابات جديدة أو يعتبر أنه «بنى آدم» له حرية الاختيار.