وقف إطلاق النار فى لبنان.. وتاريخ انتهاء الصلاحية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 يناير 2025 1:48 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وقف إطلاق النار فى لبنان.. وتاريخ انتهاء الصلاحية

نشر فى : الإثنين 6 يناير 2025 - 4:55 م | آخر تحديث : الإثنين 6 يناير 2025 - 5:00 م

تنتهى المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بعد بضعة أسابيع، مدة الستين يومًا التى يجب أن تستكمل قوات الجيش الإسرائيلى فى نهايتها انسحابها من الجنوب اللبنانى.

الحكومة اللبنانية، من جهتها، لم تضيّع الوقت، فاحتجت بصوت عالٍ على «الخروقات الإسرائيلية» للاتفاق، والمقصود العمليات التى ينفّذها الجيش وهدم البنى التحتية العسكرية التى تركها حزب الله وراءه فى القرى الشيعية على طول خط الحدود، وأيضًا الهجمات المحدودة فى كل أنحاء لبنان لإحباط محاولات حزب الله ترميم قدراته العسكرية وتهريب السلاح إلى لبنان.

لكن يجب أن نتذكر أن الاتفاق لم يكن يهدف فقط إلى وقف إطلاق النار وانسحاب مقاتلى حزب الله من منطقة جنوب الليطانى، بعكس ادعاءات لبنان، بل كان يهدف إلى تدمير القدرات العسكرية للحزب، بدءا من جنوب الليطانى، ومواصلة ذلك فى أنحاء لبنان كله، ومنع إيران من تزويده بالصواريخ الدقيقة والعتاد الحربى المتطور.

بناء على ذلك، لم تكن المرحلة الأولى من الاتفاق اختبارًا لإسرائيل، بل كانت اختبارًا للحكومة اللبنانية والجيش اللبنانى: هل فى إمكانهما، أو هل يرغبان أصلًا فى الدخول فى مواجهة مع حزب الله، وأن يفرضا عليه التقيد بشروط الاتفاق؟ الجواب واضح؛ الحكومة اللبنانية وجيشها لا يريدان، وغير مؤهلّين للوقوف فى وجه حزب الله، وبالتالى هما يسمحان له بأن يفعل ما يشاء.

والدليل على ذلك أن الجيش اللبنانى نشر قواته فى الجنوب اللبنانى، لكنه لا يعمل على تفكيك البنى التحتية العسكرية لحزب الله، أو إبعاد عناصره، لا من الجنوب اللبنانى، ولا حتى من المناطق الأخرى من البلد.

يجب أن نتذكر أن حزب الله تلقّى ضربة قاسية خلال الحرب لكن لم يتم القضاء عليه، لأن إسرائيل وافقت على وقف النار، وأعطته حبلًا للنجاة، يمكّنه من الصمود.

حتى لو افترضنا أن ثلاثة أرباع الترسانة الصاروخية التى كان الحزب يملكها عشية الحرب قد دُمرت، فما زال لديه أكثر من 40 ألف صاروخ؛ وإذا افترضنا أن نحو 5 آلاف من مقاتليه قُتلوا، يبقى لديه آلاف الناشطين والمقاتلين.

لقد قبِل حزب الله وقف إطلاق النار، وحتى الآن، لا يرد على استمرار عمليات الجيش الإسرائيلى ضده. لكن فى اللحظة التى يدرك أن وقف إطلاق النار أصبح مستقرًا وثابتًا، سيرفع رأسه من جديد، ويبدأ بترميم قدراته العسكرية. ومن الواضح أنه لا يوجد أحد فى لبنان يقدر على الوقوف فى وجهه، لا الرئيس العتيد للجمهورية الذى سيُنتخب فى الأيام المقبلة، ولا الحكومة الخاضعة أصلًا لحزب الله، ولا الجيش اللبنانى. ومثلما هى العادة فى لبنان، إذا قرر حزب الله احترام وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك حاجة إلى جندى لبنانى واحد فى الجنوب اللبنانى، لكن إذا قرر الحزب خرق الاتفاق والاحتفاظ بقدراته العسكرية فى الجنوب اللبنانى، فإن 100 ألف جندى لبنانى لن يكونوا قادرين على التصدى له.

اليوم، لدى إسرائيل ميزة تتفوق فيها على حزب الله، لكن هذا قد يتغير لأنها مضطرة إلى الاهتمام بتحديات أُخرى تواجهها وتنتظرها، وهى أيضًا لا تريد خرق الهدوء فى الشمال، خصوصًا بعد بدء عودة سكان الشمال إلى منازلهم. فى المقابل، حزب الله، مثله مثل حماس، فهو تنظيم يفكر ويعمل على مدى أعوام، وربما عقود، وتعتمد منظومة اعتباراته على الربح والخسارة بالمفهوم الغربى.

بناء على ذلك، ممنوع على إسرائيل العودة إلى سياسة الاحتواء التى مارستها فى العقود السابقة، وإلى عهد معادلات حسن نصر الله للرد والرد المضاد. ويجب ألّا تضع كل ثقتها بالجيش اللبنانى أو اليونيفيل ولا بلجنة المتابعة الدولية من أجل تطبيق الاتفاق، التى لا تمتلك قوة، كما هو معروف.

إن الجانب اللبنانى لا يقدر، ولا يريد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، ولذلك، هو يخرقه. يتعيّن على إسرائيل العمل بقوة فى كل أنحاء لبنان، حتى لو كان الثمن انهيار الاتفاق. إن السبيل الوحيد لمواجهة حزب الله، ليس من خلال التفاهمات والاتفاقات، بل من خلال استخدام القوة.

 إيال زيسر

 يسرائيل هيوم

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات