روايتان فى موضوع زيزو فى نفس اليوم، وربما فى نفس الساعة ونفس اللحظة. الراوية الأولى زيزو فى الأهلى، مع تسجيل أرقام الشيكات التى تسلمها والد زيزو ومدة صرفها على أقساط من الأهلى. والراوية الثانية تنفى الرواية الأولى، وتقول زيزو فى الزمالك، وكل ما قيل عن انتقاله أو توقيعه للأهلى غير حقيقى.
**
المتاهة لعبة تمارس لاختبار ذكاء من يدخلها فكيف يخرج منها أم أنه سوف يستمر ويستمر ويتوغل، ويتوه، ويضل طريقه للخروج؟ ونحن حاليًا أو اليوم وربما منذ الأمس وأمس الأول ومنذ أشهر أيضًا فى «متاهة» جديدة من متاهات الرياضة والكرة المصرية التى ترجع إلى غموض المواقف، وعدم وضوح الرؤية، وتناقض التصريحات، وانعدام الشفافية، وامتداد التفكير والحوار والدراسة والعروض، وقد استمرت قصة زيزو قرابة سبعة أشهر، وظلت حكاية الصحف والإعلام والبرامج. وقد تشبه قصة زيزو قصة محمد صلاح مع ليفربول المستمرة منذ أشهر بشأن تجديد تعاقده. فهل يجدد لمدة موسمين أم لموسم وهل يزيد مرتبه أم يبقى نفس المرتب؟ إلا أنه رغم انغماس ليفربول فى معركة الموسم الإنجليزى وحاجته إلى أربعة انتصارات قبل مواجهة الأمس مع فولهام ليتوج باللقب، على الرغم من ذلك لم نسمع ولم نقرأ تصريحًا أو كلمة واحدة من ملاك ليفربول أو من المدير الرياضى للنادى، ولا من أرنى سلوت المدرب الذى يسجل أهمية صلاح ودوره مع الفريق. بينما الأمر فى المتاهة المصرية مختلف تمامًا. ولم نسمع كلمة واحدة أو تصريحًا من وكيل محمد صلاح أو من صلاح نفسه بشأن تطور المفاوضات. صمت يحترم العلاقات. وصمت يحترم مبادئ الرياضة وأخلاقها.
**
على مدى أشهر تخرج الأخبار عن مطالب زيزو ووالده، وتطرح أرقامًا لا تعرف هل هى حقيقية أم لعبة تشويه للاعب. وكل يوم خبر جديد عن بقاء زيزو أو رحيل زيزو أو تلقى زيزو عروضًا من الخليج. وكنت أتمنى الصمت مثل تجربة ليفربول مع محمد صلاح مع استمرار المفاوضات، وليس عرضًا شبه يومى للتفاصيل المالية التى يطلبها والد زيزو أو يعرضها الزمالك أو يعرضها فريق ثالث.
**
وفى المتاهة روايات وتفاصيل يدلى بها دائمًا «مصدر ما» وسط سباق إعلامى محموم للوصول إلى سبق صحفى، والسباق ليس من سباقات المسافات القصيرة مائة أو مائتى متر وإنما ماراثون تقترن فيه بعض الحقيقة بكثير من الخيال. وذكرت الأرقام التى سوف يحصل عليها زيزو عند إنتقاله إلى الأهلى، وكيف أنها تمثل أكبر عقد للاعب بالفريق. ثم فى نفس اللحظة ونفس الساعة ونفس اليوم دارت دورة الفلك والنفى من جانب الزمالك فى تمرير تصريحات وأخبار صحفية وتليفزيونية بشأن بقاء زيزو فى الزمالك، واستخدمت كلمة غير رياضية فى التعبير عن بقاء زيزو: «زيزو ليس خائنًا». يا إلهى هل وصل الأمر إلى هذه الدرجة فى التعامل مع الاحتراف ومع لاعب موهوب ومع قصة فى متاهة، لا تدرى فيها أين أبواب الخروج، ومن هذا المصدر الذى يدلى بأخباررحيل أوبقاء زيزو؟
**
لا شفافية، ولا مسئول رسمى فى الزمالك أو الأهلى يتحدث ويخاطب الرأى العام بالموقف وبالحقيقة، بينما نرى العالم من حولنا يتكلم ويشرح ويفسر أو يصمت تمامًا فى القضايا الحساسة حتى يتم التوصل إلى قرار أو حل. وإنما هى كلها تصريحات تصل للجمهور فى شكل تخمينات، ومجرد حجر يلقى فى الماء من وراء ستار «مصدر ما» يلقى خبرًا عن زيزو؟
**
متاهة ضمن متاهات ضاعت فيها الحقائق، وتضاربت خلالها الأنباء، كأن الكلام ليس له ثمن، مثل هذا الكلام عن وجود توجهات بمنح بيراميدز بطولة الدورى هذا الموسم، وهو كلام غير مسئول، ومسىء للنادى، كأنه لا يملك القدرة على الفوز باللقب، ومسىء للأندية المنافسة كأنها غير قادرة على المنافسة على اللقب. كأنها عاجزة لا حيلة لها. ويسألك الناس فى كل لحظة: هل صحيح أنهم يريدون منح الدورى لبيراميدز؟
**
من هم الذين يريدون ولماذا يريدون؟ كلها متاهات ونظريات يختلط فيها الغرض بالمرض، ويمتزج فيها الخيال بالتهريج، وتنعش المؤامرة خيال الباحثين عن التريند، وعن نسب المشاهدة، دون دليل واحد على صحة الاتهام غير الأخلاقى وغير الرياضى.. حاجة تقرف فعلًا!