المسئول.. وفضيلة التواضع والحميمية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 7 أغسطس 2025 5:11 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

المسئول.. وفضيلة التواضع والحميمية

نشر فى : الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 9:00 م | آخر تحديث : الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 9:00 م

مساء يوم الثلاثاء الموافق ٢٢ يوليو الماضى كنا نتناول طعام العشاء فى بيت السفير المصرى فى واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو بصحبة وزير الخارجية والهجرة والمصريين فى الخارج الدكتور بدر عبدالعاطى الذى قام بجولة فى ست دول إفريقية معظمها فى غرب إفريقيا.
انتهى العشاء، وبينما كنا نتأهب للمغادرة لمحت الوزير يقوم بالسلام بحميمية على جميع من ساهموا فى إعداد مأدبة العشاء سواء كانوا فى الإعداد أو الطبخ، ومعظمهم من بوركينا فاسو.
ركزت فى المشهد لأنه غير مألوف، بالنسبة للعديد من كبار المسئولين الذين لا يدور فى أذهانهم مثل هذا النوع من السلوك والتصرف، وما لفت نظرى أكثر أن وزير الخارجية لا يفعل ذلك تجملا أو نفاقا أو تمثيلا أو بحثا عن اللقطة، لأنى أعرف أن هذا هو السلوك الدائم لهذا الرجل الصعيدى العصامى الذى صعد لهذا المنصب الرفيع بجهده وعلمه ودأبه المستمر.
خلال جولة وزير الخارجية الأخيرة إلى كل من تشاد ونيجيريا وبوركينا فاسو والنيجر ومالى والسنغال بحثا عن فتح أسواق جديدة أمام الصادرات والاستثمارات المصرية، تأكدت أن جزءا أصيلا من تركيبة بدر عبد العاطى هو الأصالة والحميمية والتواضع الجم.
كنت حاضرا لمعظم لقاءات بدر عبد العاطى مع وزراء خارجية الدول الست وكبار المسئولين خلال الجولة.
هذه الكلمات كتبتها عقب حضورى منتدى الأعمال المصرى المالى المشترك فى العاصمة المالية باماكو صباح الخميس قبل الماضى، قبل التوجه إلى داكار فى السنغال. وخلال هذا اللقاء وقبله من اللقاءات فإن عبدالعاطى كان شديد الحميمية مع الجميع، لدرجة تشعرك أنه يصافح ويرحب ويحضن شخصا يعرفه منذ زمن طويل، رغم أنها المرة الأولى تقريبا للقاء، وظنى أن هذا النوع من الابتسام والإقبال والحفاوة يقود إلى علاقة إنسانية طيبة تساهم فى المزيد من الود والتعاون وإنجاز الأعمال.
لاحظت جيدا ملامح وانطباعات كل من قابلهم بدر عبدالعاطى خلال الجولة من أصغر موظف فى سفاراتنا الست، نهاية بكبار المسئولين ووزراء خارجية هذه البلدان الإفريقية، والانطباع واحد هو هذه الحميمية التى يتركها بدر عبدالعاطى عند كل من يعرفه.
رأيته يلتقى بوزير خارجية نيجيريا يوسف توجار أكثر من مرة خلال الجولة سواء فى المباحثات الثنائية أو منتدى الأعمال أو فى حفل عشاء إقامة توجار، وفى كل المرات كان الود والحميمية والمشاعر الفياضة بين الوزيرين ظاهرا وكذلك الدعابة.
وهو ما تكرر مع أفراد السفارة المصرية وكبار المسئولين بشركة المقاولون العرب.
وحينما انتقلنا إلى بوركينا فاسو تكرر نفس الأمر مع جان مارى تراورى وزير خارجيتها. فى نيامى عاصمة النيجر كان الأمر واضحا بشدة مع بكارى ياو سنجارى وزير خارجيتها وبعض كبار المسئولين، إضافة إلى الدعابة وتبادل الذكريات.
فى اللقاء مع وزير خارجية مالى عبدالله ديوب بحضور بعض أعضاء الوفدين استمر حوالى ٤ ساعات، بدأ الاجتماع بكلمات المجاملة الدبلوماسية، وانتهى بضحكات وذكريات، جعلت الجميع يشعر فعلا أنهم أصدقاء منذ زمن طويل.
وحتى خلال التنقلات بالطائرة بين الدول الست لاحظت أن عبدالعاطى يحرص على مصافحة الجميع والاطمئنان عليهم من أول المضيفين، نهاية بقائد الطائرة الكابتن خالد عبدالرءوف.
أما الملاحظة المهمة فهى أن البند الثابت على جدول الوزير خلال الجولة كان اللقاء مع الجالية المصرية والاستماع إلى أحوالهم وهمومهم ومشاكلهم. لم يتعال عليهم ولم يسوّف أو يجمّل، بل قال لهم إن كل ما يمكنه فعله سوف يفعله مباشرة وبنفسه، وهناك مشاكل أخرى سينقلها إلى الجهات والوزارات المختصة فى مصر، لأنه فى هذه الحالة يمثل وزارة هى مجرد جسر بين أبناء الجالية والوزارات والمؤسسات المصرية المختلفة.
فى كل اللقاءات كان يوافق فورا على التقاط الصور التذكارية مع كل الأشخاص الحاضرين تقريبا، إضافة للصورة الجماعية.
مرة أخرى هذه الحميمية تجعل بدر عبدالعاطى محبوبا من كل من يعرفه صغيرا كان أو كبيرا، مواطنا بسيطا أو مسئولا.
البساطة والود والمحبة والابتسام كلها تساعد فى إنجاز الأعمال والكلمة الطيبة صدقة.
أما الغلاظة والتكبر والتجهم والاستعلاء، فلا تجلب إلا الخوف والحذر والخشية وانعدام الود وتمنى الفشل للمسئول. وهو ما قد يقود إلى عواقب وخيمة على محيط وبيئة أى عمل.
نحن فى أمسّ الحاجة إلى أن يتحلى كل مسئول بالتواضع والابتسام والإنسانية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي