2014 لا تزال هناك فسحة للأمل.. ربما! - خولة مطر - بوابة الشروق
الإثنين 23 ديسمبر 2024 3:58 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

2014 لا تزال هناك فسحة للأمل.. ربما!

نشر فى : الثلاثاء 7 يناير 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 يناير 2014 - 8:00 ص

هى ليلة يتحد البشر فى سرقة الفرح تارة بين النجوم وأخرى بين قطرات المطر.. تبدأ الليلة مبكرا هناك فى البعيد البعيد.. تزدحم الطرقات بالبشر القادمين تلتحم الأجساد فالفرح معدٍ كالحزن أيضا.. يفضل البعض البقاء بين الجدران الأربعة كصديقتى تلك التى تقول ليس من حق أحد ان يفرض على ليلة أفرح بها.. فأنا من اختار متى يبدأ عامى ومتى يرحل! شىء من فلسفة خاصة بها أو ربما بنا بتلك الشلة المتوحدة على كراهية الفرح المغلف بورق السوليفان.. ذلك المشبوه بعض الشيء.. رغم ذلك فحتى الباقون بين جدرانهم الأربعة لا يستطيعون الهرب من قنوات الاتصال التقليدية والحديثة منها التوتر عامر بالتهانى وكذلك فيس بوك ومحطات التلفزة تنقل الاحتفالات فى مدن الكون وتتدرج من الأبعد إلى الأقرب.. تتنافس المدن فى الألعاب النارية بعض مدننا لم يدخلها الفرح منذ أشهر ربما منذ سنين، ورغم ذلك سرق بعضهم لحظات من أجل الفرح.. تسلقوا نسمة باردة، ورحلوا إلى أعلى غيمة ونجمة فى السماء قطفوا النور الحقيقى وعادوا ليوزعوه مشاركة لآخرين محبوسين بين طلقة وأخرى.. أو انفجار وآخر.

••

فى تلك المدينة التى علمتها حربها الطويلة العبثية فى الفرح يتنافس المنجمون عندما هرب الجميع من الواقع إلى الغيبيات فوق شفاه حداثية ووجوه عبث بها الكثير من الجراحين للتجميل ربما؟ ربما نعم للتجميل هو الآخر مصنع.. هو الآخر ليس حقيقيا.. وفى مدن أخرى خرج رجالات الدين التكفيريين ليحذروا من الاحتفال بالعام القادم أو أى قادم.. هم كارهون للفرح فى أى مكان.. هم بوجوههم المكفهرة الغاضبة لا يملكون سوى الحقد يوزعونه بالتساوى على الجيل القادم!

•••

فى كل ليلة مثل هذه عندما تسقط الورقة الأخيرة يرسل البعض الأمانى. وآخرون فقط محاولة ودعاء علها تكون افضل أقل حزنا وعبثا.. أقل دما وأقل قتلا وأقل موتا معتقا بالحقد، موت صنعه بعضهم وليس ذاك الموت القادم فى سكينة مسيرة الحياة التى تبدأ بالولادة ولابد لها من أن تنتهى به.. لا هو موت آخر دمغه بعضهم ووضع بصماته الواضحة عليه.. هو موتهم الذى انتشر فى كل مكان.. فى كل زاوية.. هو الموت الذى لم يسرق الفرح فقط بل البسمة القادمة مع سماء الصيف الصافية ونجومها المزهرة.. البسمة القادمة مع بدايات الربيع والفصول الأربعة بتلاوينها.. سارقو الفرح هم يعبثون اليوم بما بقى من أمل.. لم يبقَ سوى هو.. فلنتشبث به لولا فسحة الأمل قال وقالت فيروز «إيه فيه أمل».

•••

فى مثل هذه الليلة الأخيرة يطلق البعض الضحكات سخرية فكلنا يردد ليتها ترحل دون عودة فالقادم عله أفضل.. ثم يسود الصمت لأنها أى تلك العبارة هى ذاتها ما يقوله الجميع فى كل عام. فكلما جاءت اللحظات الأخيرة تجرجر نفسها راح الجميع ينعت الراحلة بكل الصفات البغيضة ويضفى على القادمة كل الجمال والراحة والحب وكثير من الفرح.. فيما الأعوام مرايا يعكس بعضها بعضا.. ما بدأ فى 2013 لابد وأن يستمر فى 2014 ولن ينتهى مع تلك الليلة الأخيرة.. لن يتوقف الموت المعلب فى مصاحفهم الغاضبة وتفسيراتهم المغلوطة للدين، لن نغتسل من حزننا العام إلا لنرحل إلى حزن شخصى مخزن فى ثنايا الوجدان يرحل معنا فيما لا يتسع الكون له.. لن تتوقف مكائن الحقد والقتل والسجن والتعذيب.. لا أعذرونى لن تتوقف فقط لأن 2013 قد رحلت.. تلك باقية طالما لم نغير ما بأنفسنا!

•••

رغم ذلك الوجع المؤلم حد الخدر تبقى هناك مساحة للأمل لأنه كما يقول حافظ الشيرازى « لا يموت أبدا من أحيا قلبه بالحب.» ولأنه دونه، أى الأمل، لا مساحة باقية لنا سوى ان نفعل مثلهم مثل أولئك الذين ظهروا من بيننا بعضهم اقرب لنا مما نتصور لبسوا اكفانهم ليس باتجاه تلك المغتصبة منذ اكثر من 60 عاما بل باتجاهنا نحن وحولوا انفسهم إلى آلة متنقلة للموت.

2014 بعض منك قد بدأ يطل سريعا.. بعض من رحمتك ورأفتك بنا وبأحبتنا وبأحبة من أحبهم أحبتنا..

2014 عودى علينا ببعض السكينة وانشرى نجوم ليلك لا ظهرك.. ونعدك أننا سنقبض على فسحة الأمل حتى آخر رمق.. حتى آخر قبلة للحياة.

خولة مطر  كاتبة صحفية من البحرين
التعليقات