بين الحكومة الرشيقة وإدارة عموم الزير «٢ــ٢» - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:43 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين الحكومة الرشيقة وإدارة عموم الزير «٢ــ٢»

نشر فى : الثلاثاء 7 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 مايو 2013 - 8:00 ص

«إدارة عموم الزير» كانت قصة ماتعة لخَّص فيها د.حسين مؤنس الأمراض الإدارية المزمنة التى تعانيها مصر بدءًا من حالة الترهل البيروقراطى فى حجم العمالة وأسلوب تأدية العمل بل وحتى فى اللوائح والنظم المعرقلة لا المُسهلة لأداء العمل.. وانتهاء بضياع الهدف نفسه فى دوامة البيروقراطية والفساد الممنهج والمناخ المثبط لأى إنجاز.

 

أمَّا الحكومة الرشيقة فهى تلك التى لا يعنيها إلا تحقيق إنجازٍ يُمكن قياسه....والإنجاز لا يُدرك بغير جدولٍ زمنى واقعى يُبنى على تصورٍ للإمكانيات المتاحة وكذا للعوائق المتوقعة.

 

الحكومة الرشيقة هى تلك التى تتشبث بالإدارة بعقلية تحقيق الأهداف «management by objectives» وهو ما كنا نتمنى سماعه من الحكومة الحالية؛ فلن يهتم المواطن العادى فضلا عن السياسى أو الاقتصادى بحسابات ٍكمّية عن تحركات الوزراء و لقاءاتهم؛ ولن يكون معيار تقييم الأداء هو عدد ساعات عمل كل وزير.

 

وليست أيضا الأهداف العامة التى لا يختلف عليها اثنان هى ما أقصد ؛ فلن يكون مقبولا مثلا أن تحدثنا الحكومة عن سعيها لتحقيق «العدالة الاجتماعية « كهدفٍ ضمن برنامجها ؛ لكن المنطقى أن نسمع عن أهدافٍ جزئية يُمكن قياسها ولها جدول زمنى معروف؛ قابلة للتحقيق ومناسبة للمرحلة التى نحياها وهو ما يُعرف اختصاراً بـ«SMART goals».

 

وحينما تعلن الحكومة عن معايير رئيسية لتقييم أدائها كنتيجة طبيعية للأخذ بأسلوب «الإدارة بالأهداف» ستدرك إلى أى حدٍ قد أراحت نفسها من عناء الرد على أى انتقادٍ غير موضوعى يُوجه إليها.

 

«لا تختبر أى إدارة اختبارا جيدا إلا فى مواقف الأزمات» هكذا قرر جيرى سيكيتش فى كتابه (كافة المخاطر) ؛ والحق أن كثيرا من الأزمات مثلت لحكومة قنديل إختبارات متعاقبة أظهرت بشكلٍ كبير افتقار هذه الحكومة لعقلية الحل السريع ؛ وأحد أهم أذرع هذه العقلية تكوين فريق لإدارة الأزمة على مستوى الوزارات وآخر للتدخل السريع فى مشاكل الحياة اليومية التى لن تُحل بوسائل تقليدية عتيقة.

 

أمَّا المشاكل المزمنة فنحتاج فى مواجهتها إلى خطط بعيدة المدى تسير عليها الوزارات بخطى ثابتة بغض النظر عن تعاقب الوزراء عليها؛ فلا يمكن بأى حال أن نتحدث عن تغيير للرؤية كل أربعة أشهر ولاسيما مع وزارات المجموعة الاقتصادية شديدة الحساسية من ناحية التأثير.