الناطق الرسمى يركب «العجلة» - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:29 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الناطق الرسمى يركب «العجلة»

نشر فى : الأحد 10 نوفمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الأحد 10 نوفمبر 2013 - 7:00 ص

بعد ظهر الجمعة الماضية كنا مجموعة من الصحفيين المصريين نحضر «المؤتمر الصحفى الاتحادى» الألمانى فى مقره فى برلين. انتهى المؤتمر وخرجنا ووقفنا أمام مقر جمعية الصحفيين الألمان فى انتظار وصول الباص الذى سيقلنا.

فوجئنا بالمتحدث الرسمى للخارجية الألمانية مارتن شيفر خارجا من مقر الاجتماع وهو يركب دراجة عادية جدا أو «العجلة» عائدا إلى مقر عمله فى الوزارة. استوقفنا الرجل وطلبنا منه التقاط صور تذكارية وتحدثنا معه فى أسرع وأغرب مؤتمر صحفى غير مرتب له. سألنا المتحدث عن سر موقف بلاده الغريب مما يحدث فى مصر فتحدث بدبلوماسية عن صعوبة المرحلة الانتقالية وأن بلاده وأوروبا تتمنى أن تعبر مصر هذه المرحلة سريعا بأقل قدر من الخسائر وأكبر قدر من المشاركة السياسية.

نعود إلى المؤتمر الصحفى وهو مؤسسة مهمة فى ألمانيا نتمنى أن نستفيد منها فى مصر.

هذا المؤتمر ينعقد ثلاث مرات أسبوعيا ويضم الناطقين أو المتحدثين الرسميين للحكومة الاتحادية وجميع الوزارات ويجلسون على طاولة ممتدة وأمامهم كل وسائل الإعلام يسألون فى كل الموضوعات المطروحة ويتلقون الإجابات المختلفة.

ميزة مثل هذه الآلية أنها تقتل الإشاعات فى مهدها لأن الصحفى يستطيع أن يحصل على إجابات من المسئول أولا بأول، إضافة بالطبع إلى ان المتحدث الرسمى باسم الوزارة جاهز فى كل وقت للرد على أى استفسار صحفى ولا تكون وظيفته هى الصامت الرسمى أو المبرر الرسمى أو الكاذب الرسمى.

بطبيعة الحال المتحدث الرسمى فى الغرب ليس ملاكا وربما يتم تدريبه على كيفية التهرب من تقديم المعلومات لكن بطريقة ذكية تقنع الرأى العام. فى المؤتمر الذى حضرناه فى برلين جاءت إجابات كثيرة لتؤكد هذا الأمر. الناطق باسم الحكومة لم يعط تفاصيل حقيقية عن اجتماع المستشارة أنجيلا ميركل مع بيل جيتس أو تفاصيل المحادثات المتوقعة مع فرنسا بشان أزمة منطقة اليورو. والمتحدث باسم الخارجية تهرب من إعطاء أى معلومات جديدة عن تفاصيل اجتماع مجموعة خمسة زائد واحد فى جنيف بشأن إيران وما تردد عن قرب التوصل لاختراق فى هذا الملف.

لكن اهم سؤالين لفتا نظرى ونظر غالبية زملائى كان عما ستقدمه الحكومة من تعويضات جديدة لليهود فى ذكرى «ليلة ٩ نوفمبر»؟. وكذلك بشأن تعويض الأفراد والبلدان الذين تعرضوا لسرقات خصوصا الأعمال الفنية أثناء نظام النازى.

رغم هذا التهرب فإن وجهة نظر الحكومة ستكون حاضرة فى أى قصة خبرية وبالتالى فإنها أى الحكومة، لن تستطيع الادعاء بأن الصحف تنشر كلاما مرسلا. وسيكون الصحفى ملزما بنشر وجهة نظرها الأمر الذى يجعل الأخبار أكثر دقة وأقل فبركة.

مرة أخرى ليس الهدف مما سبق أن ننقل النموذج الألمانى بحذافيره ولا نريد من الصديق السفير بدر عبدالعاطى الناطق باسم الخارجية أو غيره من الناطقين الحكوميين الذهاب إلى أعمالهم بالدراجة. نريد فقط أن نرى تغيرا فى الأداء بما يؤدى إلى تغير فى حياة الناس إلى الأفضل. هل نحلم أن نبدأ السير فى هذا الطريق؟.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي