قرار مقاطعة القائمة العربية المشتركة وصمة عار على الديمقراطية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:41 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قرار مقاطعة القائمة العربية المشتركة وصمة عار على الديمقراطية

نشر فى : الأربعاء 12 أكتوبر 2016 - 9:15 م | آخر تحديث : الأربعاء 12 أكتوبر 2016 - 9:15 م
يعتبر قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الانضمام إلى المقاطعة التى دعا إليها وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان ورئيس الائتلاف عضو الكنيست ديفيد بيطون لأعضاء القائمة المشتركة احتجاجا على عدم مشاركتهم فى جنازة بيريز، وصمة عار على رئيس الحكومة وعلى الديمقراطية الإسرائيلية. لا مجال للمقارنة بين حركة احتجاجية من جانب الأقلية حيال الأكثرية واحتجاج الأكثرية حيال الأقلية، ناهيك أن الفكرة التى تفرض المشاركة فى جنازة بعينها مرفوضة من أساسها.

***

منذ الانتخابات الأخيرة اعتبر نتنياهو المواطنين العرب أعداء له وأعداء لحكم اليمين، وذلك عندما حذر من خطر ممارستهم حقهم فى الاقتراع وحرض ضدهم قائلا: «إن حكم اليمين فى خطر. الناخبون العرب يتدفقون بأعداد كبيرة نحو صناديق الاقتراع». والاعتذار الذى قدمه فى يوليو 2015 ــ حين أوضح أنه قصد حزبا سياسيا معينا، لا معنى له. وحتى بعد هجوم ديزنجوف (الهجوم الذى قام به نشأت ملحم فى 1/1/2016 ضد مقهى فى تل أبيب) لم يتردد نتنياهو فى التحريض ضد الجمهور العربى، فقال فى نقل مباشر من ساحة الحادثة: «لست مستعدا للقبول بدولتين فى إسرائيل. دولة قانون لجميع مواطنيها، ودولة داخل دولة لجزء من مواطنيها». وقبل أسبوعين فى خطاب «التطهير الإثنى» قارن نتنياهو بين وجود مواطنين عرب فى إسرائيل ووجود مستوطنين فى دولة فلسطينية افتراضية.

وهكذا يبدو أكثر فأكثر أن العرب فى إسرائيل وليس فلسطينيو الضفة، هم الفيل فى الغرفة التى يجرى فيها نقاش مسألة وجود الدولة اليهودية الديمقراطية. ويبذل نتنياهو وحكومته كل ما فى وسعهما من أجل تعميق نزع الشرعية عن العرب فى إسرائيل وضرب تمثيلهم السياسى.

إن الديمقراطية ليست حلية تتزين بها الدولة، بل هى التزام حقيقى بمبادئ وقيم فى طليعتها مبدأ المساواة أمام القانون. إن المكانة الجماعية للعرب فى إسرائيل يشكل تحديا حقيقيا لهؤلاء الذين لايزالون يحلمون بإسرائيل دولة للأمة اليهودية.

إن هذا التحدى طرح بقوة فى السنوات الأخيرة. وتجلى تخوف الأكثرية اليهودية من تعزيز القوة السياسية للعرب فى إسرائيل عندما توحدت الأحزاب العربية ضمن قائمة واحدة فى الانتخابات، مما أدى إلى مجموعة من القوانين غير الديمقراطية وإلى خروج تصريحات من رئيس الحكومة ووزارئه هدفها توضيح «من هو رب المنزل هنا».

لكن رغبة إسرائيل فى أن تكون الوطن القومى للشعب اليهودى يفرض على زعمائها إظهار تعاطفهم مع الوضع الذى لا يطاق الذى تعانيه الأقلية العربية فى إسرائيل. إن مهمة رئيس الحكومة ومهمة وزرائه هى الحرص على أن يكون هذا الوطن وطنا للجميع، وبالتأكيد وطنا للعرب فى إسرائيل الذين يشكلون 20% من مواطنى الدولة. ومن المؤسف أن نتنياهو لا يدرك ذلك.
التعليقات