«الكتبجية» فى عيدها الرابع - إيهاب الملاح - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 4:39 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الكتبجية» فى عيدها الرابع

نشر فى : الجمعة 15 سبتمبر 2017 - 10:20 م | آخر تحديث : الجمعة 15 سبتمبر 2017 - 10:20 م
فى أمسية رائقة ضمت كتابا ومبدعين ومثقفين اجتمعوا على المحبة وتقدير القيمة والمجهود المخلص، احتفلت مكتبة «الكتبجية» بمقرها فى المعادى بعيدها الرابع، وسط حفاوة حقيقية ومظاهرة ود غامرة لإنجازها الذى لم يتعد سنواته الأربع، وندعو الله لها ولفريق العمل بها كل التوفيق والنجاح فى السنوات القادمة.

بصحبة الأصدقاء مكاوى سعيد وأشرف العشماوى ومحمد موافى، وكتاب شباب يمثلون ألوان الطيف وقراء محبين ومقدرين للدور الذى لعبته الكتبجية خلال السنوات الماضية.. بصحبة كل هؤلاء احتفلنا وسعدنا بالتعبير عن الامتنان لهذه المؤسسة الصغيرة الوادعة التى تعمل فى صمت وهدوء.. مؤسسة أخذت على عاتقها أن تكون منصة إشعاع ثقافى و«رحبة كتب» يجد فيها الباحثون والعاشقون للكتاب بغيتهم..

لم يقتصر دور المكتبة على توفير الكتب فقط، بل أصبحت مركزا ثقافيا مشعا فى محيطها السكانى، وصارت بنشاطها المحمود بؤرة جذب حقيقية لكبار المثقفين الذين توافدوا عليها، مرحبين، للمشاركة بفعالية فى أنشطتها الثقافية وندواتها الدورية وحفلات التوقيع التى تتحول دون مبالغة إلى احتفاليات راقية بالفكر والكتاب والإبداع.

وخلال الأعوام الأربعة الماضية، اتصلت الأسباب بينى وبين هذه «الرحبة الثقافية» الجميلة، فشرفتُ بمشاركتى فى عدد كبير من الندوات واللقاءات التى استضافتها «الكتبجية»، وللأمانة فإن كل هذه اللقاءات كانت من أمتع وأرقى ما يحلم به كاتب فى الوجود! جمهور حقيقى متحمس، متعدد الاتجاهات، من سن الثانية عشرة حتى السبعين! ذكورا وإناثا، طلابا ودارسين ومتخصصين، مصريين وعربا، يجمع بينهم على اختلاف مشاربهم حب الكتاب والشغف بالمعرفة والاحترام للكاتب الذى يقرأون أعماله باهتمام وتركيز، وأشهد بأنه لولا حضورى هذه اللقاءات فى الكتبجية بالأخص لفقدت الكثير من الأمل والتفاؤل فيما هو قادم!
فى ظنى، ما ميز هذه التجربة وجعل لها كل هذا الحضور والوهج كى تحتل مكانها فى قلوب ونفوس كل هؤلاء الذين رأيتهم بعينى يجتمعون على محبة المكتبة والفريق القائم عليها والحرص على حضور احتفاليتها الرابعة وتقديم التحية الخالصة لهم، عدة عوامل أوجزها فيما يلى:

أولا: كان واضحا ومن البداية أن صاحبة المشروع والقائمة عليه والمسئولة الأولى عنه (حفيدة المفكر والكاتب التنويرى الكبير محمد حسين هيكل) لا تتعامل مع مشروع ربحى فى المقام الأول (رغم ضرورة أن يكون ذلك جزءا مهما وقائما من المشروع).. نعم البحث عن الربح مشروع، لكنه لم يعد هو الهدف الأول الذى يكتسح فى طريقه كل الأهداف! كان هناك أهداف أخرى مهمة على رأسها تقديم خدمة ثقافية حقيقية وراقية، ليس فقط فى المحيط الجغرافى المحيط بالمكتبة، بل على نطاق أوسع كلما أتاحت الظروف وتيسرت الأسباب.

ثانيا: على مدى أربع سنوات رأيت بعينى نموذجا رائعا وفريدا وتطبيقا عمليا لفكرة «فريق العمل»، لم يكن هناك رئيس ومرءوس بالشكل الذى اعتدنا عليه، إنما مجموعة رائعة من العاملين بالمكتبة؛ كلهم مهذب وكلهم شعلة نشاط وكلهم يشغلهم هدف واحد هو تقديم أفضل خدمة ممكنة لزائر المكتبة، وجوه بشوشة ونفوس متواضعة وأدب جم فى التعامل لا تملك إزاء كل ذلك إلا أن تحبه وتحترمه وتجد فى نفسك الرغبة فى تجديد الصلة ومداومة الزيارة وقضاء وقت أطول فى رحاب هذا المكان..

ثالثا: الوفرة اللافتة فى تقديم كل أنواع الكتب العربية والأجنبية التى يمكن أن يبحث عنها قارئ محترف شغوف أو قارئ مبتدئ أو قارئ متخصص.. هناك تنوع لافت يغطى مجالات الفكر والعلوم الإنسانية والطبيعية والفنون والآداب والتاريخ والفلسفة.. إلخ كل ذلك بموازاة الحرص على توفير أحدث الإصدارات من كتب وروايات وقصص حسب دوائر تلقيها المختلفة، وبما يضمن مواكبتها المستمرة للمستجدات فى مجال النشر والكتابة والتوزيع.

لا بد من تقديم التحية لكل تجربة حقيقية مخلصة، تعمل فى هدوء وكرامة، وتنأى بنفسها عن «العك» و«التنافسية القذرة» التى صارت سمة أساسية فى زمن لم يعد فيه لأصحاب المبادئ والتعاملات المهذبة مساحات كافية!