أظهرت الانتخابات الأمريكية الفجوة العميقة القائمة بين جمهور الناخبين والمؤسسة الإعلامية واستطلاعات الرأى العام، التى لم تتحقق من توق الناخب إلى التغيير، ومن التغير فى أنماط التصويت الحاصل نتيجة تطورات دراماتيكية اجتماعية واقتصادية وثقافية وفكرية وسياسية وأثنية فى الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد أثبتت النتائج قوة الأوساط المؤيدة لإسرائيل، مثل سكان الضواحى، وعمال الياقات الزرقاء، والقطاع المعتدل ــ المحافظ ــ المشدد على أهمية الأمن، والمسيحيين المؤمنين، الذين كانت نسبة اقتراعهم منخفضة فى الانتخابات السابقة. كما أثبتت النتائج أيضا انتصار الناخب على النظام السياسى ومؤسسات الإعلام والأكاديمية والسياسة ورجال الأعمال.
من المنتظر أن يتحسن أمن إسرائيل وحلفاء آخرين للولايات المتحدة، بعد التحسن المتوقع الذى سيطرأ على صورة الولايات المتحدة الرادعة. سيقوم ترامب بترميم ميزانية الدفاع وحجم المنظومة العسكرية اللذين قلصهما أوباما بصورة كبيرة ــ على الرغم من زيادة حدة التهديدات ــ وسوف يعيد النظر فى الاتفاق النووى مع إيران الذى أضر بصورة الولايات المتحدة عند حلفائها العرب.
***
إن وجهة نظر ترامب ونائبه مايك بانس ومستشاريهما، ستؤدى إلى ردم الفجوات بين القدس وواشنطن وتعميق التعاون على أساس قاسم مشترك من قيم يهودية ــ مسيحية، وتهديدات ومصالح مشتركة، ومساهمة إسرائيل الخاصة فى المصالح الأمنية والمدنية. وفيما يلى «الوصايا العشر» لترامب وبانس ومستشاريهما فى مسائل الخارجية والأمن، وذلك وفق معرفتى بالأشخاص المهمين المحيطين بهم:
< للشعب اليهودى حق تاريخى على أرض إسرائيل، مثلما آمن به الآباء المؤسسون للولايات المتحدة.
< العلاقات الإسرائيلية ــ الأمريكية هى طريق ثنائية الاتجاه، وفريدة من أجل الفائدة المتبادلة وإطالة ذراع الولايات المتحدة الاستراتيجية من دون حاجة إلى جنود أمريكيين للدفاع عن إسرائيل.
< المصالح فيما يتعلق بعلاقة إسرائيل بالولايات المتحدة تتعدى كثيرا الموضوع الفلسطينى.
< على الرغم من الكلام العربى، فإن التصرف العربى العملى يظهر أن الموضوع الفلسطينى لم يعد العامل الأساسى للاضطرابات فى الشرق الأوسط، وفى بلورة السياسة العربية، وفى تأجيج الإرهاب الإسلامى، كما لم يعد يشكل جوهر النزاع العربى ــ الإسرائيلى.
< دولة فلسطينية ستضر بالاستقرار الإقليمى وبالمصلحة الأمريكية، لأنها ستكون ناتجة عن تآمر وإرهاب فلسطينيين فى الساحة العربية، ومن علاقات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية مع أطراف معادية للأمريكيين، ومن ثقافة الكراهية التى تشيعها السلطة الفلسطينية ومن التسونامى العربى.
< إن جدول أعمال ترامب والفشل المتتالى لمبادرات سلام أمريكية سابقة سيقلصان تدخل الولايات المتحدة بالمفاوضات الإسرائيلية ــ الفلسطينية.
< المستوطنات [اليهودية] قانونية ولا تشكل عقبة فى طريق السلام.
< هضاب يهودا والسامرة [الضفة الغربية] حيوية من أجل وجود إسرائيل، كما أثبتت ذلك «خريطة حدود أمن إسرائيل» التى قدمها رئيس الأركان أرل ويلر إلى الرئيس جونسون.
< القدس ــ التى كانت مصدر وحى للآباء المؤسسين الأمريكيين ــ ليست مدينة دولية، بل هى عاصمة إسرائيل، لذا فإن مكان السفارة [الأمريكية] هو هناك.
< وزارة الخارجية ــ التى عارضت قيام إسرائيل وأخطأت بصورة منهجية خاصة فى الشرق الأوسط ــ هى جزء من المؤسسة القديمة، ولذلك لن تشرف على بلورة السياسة الخارجية التى ستتميز بحرية العمل الأحادى القومى للولايات المتحدة وليس الخضوع للتعدد القومى وللأمم المتحدة.
***
إن وجهة نظر ترامب ــ بانس حيال إسرائيل يشترك فيها أغلبية السكان ومجلسا النواب والشيوخ، وهى تمثل فرصة من أجل تحسن كبير للتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومن أجل تحسين أمن إسرائيل القومى.. فهل ستستفيد إسرائيل من هذه الفرصة الاستثنائية؟
يورام أتينغر