• أول كلمات تنطلق من أفواه المتشاكسين فى معظم المناطق الشعبية المصرية وتستهل بها الخناقات «سب الدين» ويتكرر سب الدين طوال احتدام الخناقة فى الشوارع تعقبها وتواكبها رشقات مؤلمة من الطعن فى الأعراض.
• خدعك من قال لك إن التدين والشهامة والكرم موجود فى المناطق الشعبية والعشوائية أكثر من الراقية، فكيف يكون هناك دين صحيح فى أوساط تسمع «سب الدين» ليل نهار وتصدم قلوبها النقية الطعن فى الأعراض وترى أسوأ نماذج البشر، التدين الصحيح لا ينبت إلا فى بيئة صحيحة، أما البيئات الفاسدة فلا تنبت إلا تدينا مغشوشا.
• سائق التوك توك أكثر صلفا وغرورا وسوءا من راكب السيارة لأن الأخير إذا صدمك يوقف السيارة وينزل لإنقاذك ويحاول مساعدتك على النهوض ويعتذر لك مرارا إن أصابك مكروه، أما سائقو التوك توك فيصدمون كل يوم عشرات الأطفال وكبار السن فى المناطق الشعبية دون أن يبدى السائق ألما أو اعتذارا أو حتى «طبطبة» على المصاب فضلا عن تعويضه بأى شىء.
• أقسام الشرطة لا تحضر لفض أى خناقة تروع أى حى شعبى أو عشوائيات ما لم يسقط فيها قتيل أو يجرح فيها البعض جراحات كبرى.
• سائق التوك توك يسير عكس الاتجاه ويسخر من عقل من ينبهه لخطأ ذلك فى الوقت الذى لا تستطيع أى شخصية مهمة أن تفعل ذلك لعلة بسيطة أنه مخجل ومؤذ لصاحبه فى المقام الأول.
• بمجرد أن تلقى كيس الزبالة الأول فى أى شارع يتحول المكان سريعا لكومة زبالة كبيرة بعدها يتحول لتل من الزبالة دون أن يفكر أحد هل يصلح هذا المكان لإلقاء الزبالة أصلا.
• فى مصر وحدها تجد الشخص يطلب الآخر تليفونيا عشر مرات فى 4 دقائق دون أن يفكر لحظة أن يجعل بين «الرنة» والأخرى عشر دقائق مثلا، ودون أن يفكر لحظة أنه ربما كان نائما أو فى الحمام أو يأكل أو يستقبل ضيفا، ماذا لو تمهل قليلا وأمهل من يطلبه فإذا لم يرد يطلبه بعد نصف ساعة مثلا.
• البعض يقيس الوطنية بالهتافات ويقيس تقدم الأمة بالأغانى الوطنية دون أن ينظر ما الجديد الذى نقدمه للعالم فى الصناعة أو الزراعة أو البحث العلمى، الهتافات والأغانى الوطنية لا بأس بها لكنها لا تدل أبدا على وطنية أصحابها أو حبهم وبذلهم لوطنهم، ولا تدل على تقدم مصر على غيرها.
• يحكى الصينيون أن المستورد المصرى هو الوحيد بين شعوب العالم الذى يطلب كتابة الماركة الأصلية سواء الأمريكية أو البريطانية أو الألمانية أو اليابانية على المنتج الصينى الصنع كذبا وغشا، ويعجبون من تصرفهم، إلا أنهم يطيعونهم فى النهاية.
• المشترى المصرى دون غيره عاشق للفصال والمساومة المملة مع البائع، وأكثر السيدات لا تستريح نفوسهن إلا حينما تخفض السعر للثلث دون أن تتفكر أن هذا التنزيل فيه خداع كبير ولا تستريح للتاجر الصادق الذى يضع السعر النهائى ولا يناقش فيه.
• معظم الذين يشترون أجهزة منزلية بالتقسيط لا يلتزمون بالأقساط إلا إذا أرغموا على ذلك، وحينما يشكوهم التاجر يضاعف عليهم المبالغ المطلوبة عشرات المرات فى «وصولات» الأمانة الموقعة على بياض، ليستطيع إرغام المشترى على الدفع بسرعة.
• الصيام يزيد الصائمين حلما وعفوا وصفحا وسكينة ورفقا ولكن فى معظم الأحياء الشعبية والشوارع المزدحمة فى مصر يزيدهم الصيام صراخا وعصبية وتوترا وصخبا وشتما، وكل ذلك بحجة أنه صائم، ويردد هؤلاء مع غيرهم: معلهش أصله صائم وعصبى وأفلتت أعصابه.. ترى أى فائدة من الصيام إذا؟! وماذا فهم هؤلاء من معانى الصوم؟
• معاملة الطبيب لمرضاه فى المستشفى الحكومى تختلف تماما عن معاملته لهم فى عيادته الخاصة، ففى الأول يركبه مائة عفريت «ويشخط وينطر» فى المرضى الغلابة ويعاملهم معاملة السيد لعبيده، أما فى عيادته أو مستشفاه الخاص فتجده رقيقا وديعا حليما، هذا يحدث فى مصر فقط ولا تراه فى أوروبا أبدا.
• هناك فرق بين غالبية الموظفين فى الحكومة وفى القطاع الخاص، وقد يكون نفس الشخص، ففى الأولى متجهم الوجه عالى الصوت، ضيق الصدر يشخط وينطر ويعطل المصالح أو يحتاج للواسطة كى ينجز عمله سريعا، أما نفس الموظف لو انتقل إلى القطاع الخاص فسوف تجده مبتسما وديعا حالما يقضى المصلحة سريعا، يجلسك على كرسى وثير لأن مؤسسته ستسألك بعد خروجك من فروعها عن مستوى الخدمة، المكان مكيف الهواء، هناك أرقام لكل عميل بحسب ترتيب وصوله.
• ولك أن تقارن أيضا بين مدرس الفصل ونفس المدرس فى دروسه الخصوصية، ففى الأول عصبى متمارض عادة، يشرح باقتضاب، ويكتفى بكتابة العناصر على السبورة، ويتعمد عدم ذكر الأجزاء الفنية المهمة، لا يتابع أى واجبات ولا يشرح المسائل التى تأتى عادة فى الامتحان ويحاول أن تمضى الحصص سريعا، أما فى الدروس الخصوصية فهو مختلف تماما حتى لو كان العدد أكثر بكثير من عدد الفصل.
• البعض يعمل بالمثل الشيطانى «ما دام أنا مش مضرور يبقى الناس تغور» فترى بلاعة المجارى تطفح من منزله على شارع به ميل شديد فيغرقه كل شهر دون أن يتحرك أحد، أو تجد المحلات فى المناطق الشعبية تحتل الرصيف كله وربع الشارع الأصلى مما يعوق حركة المارة والسيارات، فى الوقت الذى تجد محله الواسع فارغا وقد وضع معظم الخضار والفاكهة بالخارج، وبعضهم استخدم الصاج لإغلاق الرصيف حول محله.
• الجزار المصرى هو الوحيد فى العالم الذى يذبح أمام محله فى الشارع عدة ذبائح فيغمر الشارع أمام المحل بالدماء فى مظهر مزر، فلا قواعد ولا سلخانة ولا طب بيطرى ولا فحص للذبيحة قبل الذبح ولا لأعضائها بعد الذبح، والأطفال يتفرجون على الذبيحة فى ذهول، والمارة يسيرون على هذه الدماء التى يفشل صبيان الجزار من سحبها من الشارع، وكل حذاء يأخذ نصيبه من الدماء الملوثة لينقلها هنا وهناك، لا يحدث هذا فى عيد الأضحى فقط، بل يحدث كل يوم فى المناطق الشعبية المصرية.
• العملية التعليمية المصرية فى المدارس فاشلة تماما بدليل عدم ذهاب معظم الطلاب للمدارس فى الوقت الذى ترى سوق الدروس الخصوصية رائجا ومراكزها مكتظة عن آخرها، أما فصول المدارس الحكومية ففارغة، والغريب أن مرتب المدرس فى الحكومة ضعف مرتبه فى المدارس الخاصة، وعلى الرغم من ذلك يبذل فى المدرسة الخاصة أضعاف ما يبذله زميله فى العامة.