ChatGPT ثورة فى عالم التعليم.. هل انتهى الفرض المنزلى؟ - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:34 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ChatGPT ثورة فى عالم التعليم.. هل انتهى الفرض المنزلى؟

نشر فى : الأربعاء 22 فبراير 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 22 فبراير 2023 - 8:51 م

نشر موقع 180 مقالا للكاتب عبدصفدى، تحدث فيه عن قدرات ChatGPT المذهلة فى كتابة المقالات والأبحاث العلمية، مما دفع العديد من الجامعات والمدارس فى أوروبا وأمريكا إلى حظر استخدامه، بل وتغيير المقررات المدرسية. كما تناول الكاتب أبرز البرمجيات الحديثة التى استعانت بها المدارس لاكتشاف ما إذا كان الطلبة استخدموا الذكاء الاصطناعى فى حل فروضهم المنزلية... نعرض من المقال ما يلى.
تصدرت مؤخرا أخبار روبوت المحادثة المجانى ChatGPT مواقع التواصل الاجتماعى والصحافة العالمية، وشغلت قوة خدماته وخطورتها الرأى العام العالمى ولا سيما الأكاديمى منه، وذلك لما له من تأثير سلبى على المشهد المعرفى والتعليمى وحتى الوظيفى عموما والطلابى على وجه الخصوص. مع هذه المنصة انتهى فعليا ما يسمى الفرض المنزلى، وقضى على أى جهد إبداعى ليس فقط عند الطلاب بل فى الكثير من المجالات، ويكاد يصبح الأداة الأولى للمعرفة فى التاريخ والرياضيات والعلوم واللغات والتكنولوجيا وعلم الاجتماع والاقتصاد والصحافة والثقافة والفن ومختلف ميادين المعرفة. فهو قادر على توليد نص واضح ودقيق بشكل مذهل استجابةً لمتطلبات سهلة، حيث يتم استخدامه لإجراء المحادثات، كتابة المقالات الأدبية والعلمية، رسائل العشق والغزل، القيام بالفروض المدرسية والجامعية، فك العقد البرمجية وهو بالمناسبة مذهل فى هذا المجال، تحليل الجمل وغيرها من الخدمات. فما هى هذه المنصة؟ وما هى حسناتها وسلبياتها؟ والأهم كيف يمكن التفاعل معها والحد من تأثيرها؟
• • •
فى منتصف نوفمبر من العام 2022 أطلقت شركة Open AI، وهى أحد أكثر مراكز أبحاث الذكاء الاصطناعى تأثيرا فى السيلكون فالى فى الولايات المتحدة الأمريكية روبوت المحادثة (شات جى بى تي) ChatGPT وهو نموذج لغوى يعتمد على الذكاء الاصطناعى وبشكل خاص على تقنية التعلم العميقDeep Learning أى الشبكات العصبية الاصطناعية المعقدة التى تحاكى الشبكات العصبية فى جسم الإنسان. يعملChatGPT وهو اختصار (Chat Generative Preــtrained) أى المُحرِّك التوليدى المُدرَّب مُسبقًا على محاكاة الوظائف المعرفية المتعلقة بقدرات الإنسان، كالتعلم، والإدراك وحل المشاكل. تم تدريب هذا النموذج على كمية ضخمة من البيانات من كتب ومكتبات وقواعد بيانات ومقالات ليصبح قادرا على التحدث بأسلوب يحاكى البشر من ربط للأفكار بتسلسل منطقى والإجابة على أى سؤال بشكل صحيح والتوسع فى الإجابات وتلخيص المقالات والفقرات وحل العقد البرمجية واقتراح الأفكار الإبداعية فى شتى ميادين المعرفة. بعد ثلاثة أشهر من إطلاقه، أصبح لدى ChatGPT أكثر من 100 مليون مستخدمة ومستخدم نشط حتى نهاية شهر يناير الفائت، بمعدل 13 مليون زائر وزائرة يوميًا، وهذا ما يجعله واحدا من أسرع منتجات البرامج نموًا وفق وكالة رويترز. لم يكن هذا المنتج هو الأول لشركة Open AI، بل أصدرت فى العام 2019 برنامجها لتوليد الصور DALLــE 2 الذى يحول الرسائل النصية إلى أعمال فنية رقمية وبالتالى إنشاء محتوى جديد. فتقنية التعلم العميق مكّنت الذكاء الاصطناعى من محاكاة الوظائف الحسية للإنسان من السماع والرؤية، بمعنى التحول بالتكنولوجيا من تسجيل الصوت والصورة إلى تحليل الصوت والصورة بشكل يحاكى قدرات العقل البشرى فى التمييز والإدراك وبناء ردات الفعل واتخاذ القرار، وذلك بناءً على المعطيات والمتغيرات المتوفرة دون تدخل إنسانى. قدرات ChatGPT الهائلة دفعت بشركة مايكروسفت لعقد صفقة بقيمة 10 مليارات دولار مع شركة Open AI لربط محركها البحثى Bing مع Chat GPT، وأجبرت شركة جوجل على الاستعجال بإطلاق روبوت المحادثة الخاص بها Bard، والذى واجه مشكلات مهمة عند إطلاقه منذ أيام، فانخفضت القيمة السوقية لجوجل 7%. وهذا ما دفع أيضا شركة Baidu، عملاق التكنولوجيا الصينى، إلى الإعلان عن استعدادها لتقديم روبوت محادثة مشابه لـ ChatGPTفى مارس المقبل. هذا التقدم الهائل فى كتابة الأبحاث والمقالات العلمية وتقديم المعلومات على طبق من فضة دفع بالعديد من الجامعات والمدارس فى أوروبا وأميركا إلى حظر استخدامه من قبل الطلاب وصولا إلى فصلهم نهائيا. فإدارة التعليم فى مدينة نيويورك حظرت ChatGPT من شبكات مدارسها بعد تزايد قلق الأساتذة من أنه قد يكون وسيلة للغش فى الامتحانات والتقييمات الفصلية. وهذا ما دفع بالأساتذة إلى تجديد المقررات الدراسية استجابة لـتحديات ChatGPT، ما أدى إلى حدوث تحول كبير فى التدريس والتعلم. حيث يقوم بعض الأساتذة بإعادة تصميم مقرراتهم بالكامل، وإجراء تغييرات تشمل المزيد من الاختبارات الشفوية والعمل الجماعى والتقييمات المكتوبة بخط اليد داخل الصفوف. بناء على ما تقدم، تم تطوير العديد من البرمجيات الحديثة للسماح للمعلمين والمعلمات باكتشاف ما إذا كان الطالب أو الطالبة قد قام باستخدام الذكاء الاصطناعى فى حل فروضه المنزلية أو فى الامتحانات عندما يساورهم الشك. نبدأ مع أداة خاصة لكشف الغش أطلقتها شركة Open AI وهى الشركة المصنعة لـ ChatGPTتحت اسم AI Text Classifier، حيث يقوم المستخدم بنسخ النص المشكوك فيه ومن ثم تقوم الأداة بتحليله لتخبرنا فيما لو كان مكتوبا من قبل الإنسان أو آلة، ولكن هذه الأداة تتطلب نصًا لا يقل عن ألف حرف، أى بين 200 إلى 250 كلمة، بالإضافة إلى أنه يحتمل نسبة من الخطأ، بشكل خاص إذا كان النص غير مكتوب باللغة الإنجليزية. كما أطلق خمسة باحثين من جامعة ستانفورد أداة جديدة لكشف الغش باستخدام الذكاء الاصطناعى تحت اسم DetectGPT ستجعل من الممكن التعرف على النصوص المكتوبة باستخدام الذكاء الاصطناعى بنسبة نجاح تقارب 95٪. قام طالب من جامعة برنستون بإطلاق أداة أخرى تحت اسم GPTZero وهى قادرة بنسبة كبيرة على كشف النصوص المكتوبة باستخدام الذكاء الاصطناعى. ويضاف إلى ذلك، أداة أخرى وهى Draft & Goal قادرة أيضا على كشف الغش بنسبة 95%. كل هذه الأدوات هى مجانية، ولكنها تحتمل نسبة من الخطأ، وتظهر فعالية عالية جدا فيما لو كان النص مكتوبا باللغة الإنجليزية.
• • •
ومع ذلك، تبقى هناك تحديات جدية تواجه ChatGPT، خاصة عند تقديمه أجوبة متحيزة أو غير صحيحة لا سيما فى حال كانت النصوص مكتوبة بغير اللغة الإنجليزية حيث تقل فعاليته ولكن برغم ذلك يبقى النص متماسكا ويصعب تمييزه فيما لو كان باللغة العربية على سبيل المثال. مع العلم بأن هذا النموذج يتكئ على 175 مليار عامل متغير، وفى الأشهر المقبلة سيتم إطلاق نموذج أكثر تطورا، يستخدم 500 مليار عامل متغير، تاركا لمخيلتكم أن تتصور كيف سيكون الحال بعد أن يصبح متاحا بين أيدينا.. إنه ثورة فى عالم الذكاء الاصطناعى تعادل ثورة الإنترنت نفسها.

التعليقات