اللحاق بالحرب التكنولوجية.. الصين تواجه تحدى الذكاء الاصطناعى - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:59 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللحاق بالحرب التكنولوجية.. الصين تواجه تحدى الذكاء الاصطناعى

نشر فى : الخميس 25 يونيو 2020 - 10:15 م | آخر تحديث : الخميس 25 يونيو 2020 - 10:15 م

نشر موقع «eurasia review» مقالا للكاتب «ديتر إرنست»، تناول فيه الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وما على رئيسى الدولتين فعله لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعى.. جاء فيه ما يلى.

فى يوليو 2017، أصدر مجلس الدولة الصينى خطة لتطوير الذكاء الاصطناعى للجيل القادم (AIDP). الخطة عبارة عن خارطة طريق لاستخدام الذكاء الاصطناعى (AI) لتحسين الصناعات التحويلية والخدمات فى الصين واللحاق بالولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى المتقدمة. هذه الخطة هى أحدث إجراء من سلسلة طويلة من الجهود الصينية لإنشاء نظام بيئى تكنولوجى متقدم يكون أقل عرضة للضغوط الخارجية.
وتتفق النخب السياسية الأمريكية بشكل عام على أن هذه الخطة أو AIDP تشكل تهديدًا خطيرًا للريادة الأمريكية فى العلوم والتكنولوجيا المتقدمة. ونتيجة القلق الأمريكى المتزايد بشأن الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا، فرضت إدارة ترامب بشكل متزايد وحاد قيودا لتحجيم وصول الصين إلى التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة.
حيث أدخلت وزارة الخزانة الأمريكية عقبات لا يمكن التغلب عليها أمام الاستثمار الصينى فى الشركات الأمريكية ذات التكنولوجيا «الحساسة»، فى حين وضعت وزارة التجارة شركة هواوى Huawei والشركات الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى فى الصين على ما يسمى «قائمة الكيانات»، والتى تمنع الشركات الأجنبية من شراء أشباه الموصلات والبرمجيات المتقدمة من الشركات الأمريكية دون موافقة الحكومة. ووفقًا للقواعد الجديدة، يمكن اعتبار نقل المعلومات إلى من يحمل أى جنسية دولة أجنبية عملية تصدير تتطلب رخصة تصدير. وهذا الحظر المنهجى لتبادل المعلومات، يقطع شريان حياة الصناعة العالمية للذكاء الاصطناعى.
ومؤخرا، فى أبريل 2020، أصدرت وزارة التجارة لوائح جديدة تقيد أى شركة صينية لها صلة بالجيش الصينى من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية. وفى شهر مايو، بدأت وزارة التجارة تطلب ترخيص تصدير من أى شركة غير أمريكية تقوم بتصنيع شرائح هواتف شركة هواوى وذلك إذا تم تصميم هذه الشرائح باستخدام برامج أمريكية أو برامج مصنوعة بمعدات أمريكية. وأحد الأهداف المهمة هو منع شركة TSMC التايوانية من إنتاج شرائح متقدمة للهواتف الذكية التى تصنّعها شركة Huawei. وتوضح هذه القاعدة الجديدة مدى الامتداد الخارجى لقانون التجارة الأمريكى.

الصين معرضة لاضطرابات العرض

حتى وقت قريب، كانت تطبيقات الذكاء الاصطناعى التى تديرها الشركات الصينية مدعومة بشرائح أجنبية، تم تصميمها فى الغالب من قبل مجموعة صغيرة من الشركات الأمريكية وتم تصنيعها فى تايوان. وعلى الرغم من التقدم الذى تشهده الصين، إلا أنها لا تزال ضعيفة فى تصميم أشباه الموصلات المتقدمة، ولا سيما فى تصنيعها. ويتوقع خبراء الصناعة أن الأمر سيستغرق عقدًا من الزمن حتى تتمكن الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (SMIC)، وهى أكبر شركة لتصنيع أشباه الموصلات فى الصين، من سد الفجوة بينها وبين شركة TSMC التايوانية.
وبالتالى، فإن الصين معرضة بشكل خاص لاضطرابات العرض الموجودة بالخارج. وينبع هذا الضعف من الاختلافات بين الولايات المتحدة والصين فى كيفية صناعة وتطوير الذكاء الاصطناعى. حيث كانت السمة المميزة لتطوير الذكاء الاصطناعى فى الولايات المتحدة هى استمرار تدفق الأفكار الجديدة من خلال البحث الأكاديمى، ومجموعات الشركات الناشئة النشطة فى كاليفورنيا وماساتشوستس، بالإضافة إلى شبكة واسعة من المشاريع الممولة من وزارة الدفاع. كما تمكنت الشركات الأمريكية من جذب أفضل المهندسين وتوظيف أفضل الخريجين من جامعات الأبحاث الرائدة فى أمريكا والصين.
بينما كان النهج فى الصين مختلفًا جدًا. حيث ركزت الشركات الصينية على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعى لاستخدامه فى السوق المحلية الضخمة وكمكون رئيسى للعديد من الصادرات الصينية. فعلوا ذلك من خلال استغلال قواعد بياناتهم الضخمة والقوى العاملة الضخمة من خريجى الجامعات منخفضة التكلفة.
وها هى شركات «هواوى» و«على بابا» و«بايدو» قد أثبتت القدرة على تصميم شرائح الذكاء الاصطناعى (AI) المتطورة. إلا أن الصين ستستغرق سنوات حتى تصبح مستقلة تمامًا فى تصميم وتصنيع هذه الشرائح.
وحتى قبل أن تفرض إدارة ترامب قيودا على نقل التكنولوجيا، كانت الحكومة الصينية تتجه نحو اعتماد أكبر على الذات فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى. ويبدو أن القيادة الصينية كانت مدركة منذ فترة طويلة لخطر القيود التكنولوجية المستقبلية، ولكنها لم تكن مستعدة للتصعيد المفاجئ للصراع التجارى مع الولايات المتحدة.

لا أحد يفوز فى الحرب التجارية

قواعد التجارة الراسخة قد كُسرت، وأدى انعدام الثقة المتبادل وتزايد عدم اليقين فى فصل شبكات التجارة وكذلك الاستثمار بين الولايات المتحدة والصين. وبغض النظر عن الصعود والهبوط فى المفاوضات التجارية الرسمية بين الولايات المتحدة والصين، فإن حدة الحرب التكنولوجية تسببت فى أضرار جانبية واسعة النطاق ــ طالت البلدان فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة.
وحتى الآن، قام عدد قليل من شركات أشباه الموصلات الأمريكية بنقل فروعها خارج الصين. إلا أن هناك الكثير من المخاطر التى تحيط بالشركات الأمريكية التى تعتمد بشكل حاسم على السوق الصينية الشاسعة.
وفى المقابل، تحتاج القيادة الصينية إلى تعزيز تبادل المعرفة بين البحث الأكاديمى والصناعة، وتطوير استراتيجية موحدة يجمع بين الابتكار والصناعة والسياسات التجارية لتصبح رائدة عالمية فى واحدة من أهم الصناعات فى القرن الحادى والعشرين.
ختاما، يحتاج القادة فى كلا البلدين اليوم إلى أن يدركوا أن الحصول على المعرفة العالمية من خلال التعاون الدولى أمر بالغ الأهمية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعى. وسوف يتضرر التقدم بسبب عقيدة «أمريكا أولا» ومحاولات الصين عزل صناعة الذكاء الاصطناعى عن العالم الخارجى.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:
https://bit.ly/2NsMvbc

التعليقات