بشارات معرض القاهرة للكتاب 2019 - إيهاب الملاح - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 5:54 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بشارات معرض القاهرة للكتاب 2019

نشر فى : السبت 26 يناير 2019 - 1:00 ص | آخر تحديث : السبت 26 يناير 2019 - 1:00 ص

وبدأت الدورة الخمسون من معرض القاهرة الدولى للكتاب (23 يناير ــ 5 فبراير 2019)؛ أقدم وأعرق وأكبر معارض الكتاب العربية، شاء من شاء وأبى من أبى؛ وهو الأكبر ليس بادعاء التفوق فى الإمكانات وقدرات التنظيم والخروج به فى أبهى أشكل وأفضل حلة، إنما هو الأكبر بإقرار حقيقة لا أظن أن أحدا ينازع فى الاعتراف بها وهى «الجماهيرية». نعم؛ ورغم كل شىء سيظل معرض القاهرة للكتاب هو الأكبر والأكثر حيوية وجاذبية بجمهوره؛ الذين يمكن أن تتجاوز أعداد الزائرين منهم فى يوم واحد أكثر من مليون زائر!
بعيدا عن إقرار الحقائق، والاعتراف بالنواقص، فإن دورة هذا العام، ونحن نحتفل باليوبيل الذهبى لتأسيسه ومؤسسيه (العظيمان ثروت عكاشة وسهير القلماوى)، بالتأكيد، تُعد إعلانا لنهاية مرحلةٍ مضت وانطوت من تاريخ معرض الكتاب الذى ظل ينعقد فى مكانه القديم بأرض المعارض بمدينة نصر، منذ أواسط ثمانينيات القرن الماضى، ويعد أيضا بداية مرحلة جديدة فى مقره الجديد بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس فى القاهرة الجديدة!
ما يقرب من خمسة وثلاثين سنة استقر فيها معرض الكتاب بأرض المعارض بمدينة نصر، شهد دورات ممتازة وناجحة وفعاليات وندواتٍ لا ينساها التاريخ، كما شهد فى سنواته الأخيرة تراجعا مفزعا ومُريعا على مستوى التنظيم والخدمات والصورة العامة التى ما كان لمعرض الكتاب المصرى أن يظهر بها لولا ظروف صعبة وقهرية.
اختلف الأمر تماما هذا العام، واستهل معرض القاهرة الدولى للكتاب دورته الخمسين فى مكان أُعد إعدادا رائعا ومظهر عصرى لائق، وتنظيمٍ (مهما كان لنا عليه من ملاحظات هنا أو هناك) سيكون بكل تأكيد أفضل عشرات المرات مما كان عليه أو مما وصل إليه فى العقد الأخير على الأقل.
انتقل المعرض إلى منطقة نائية وبعيدة، وكان هذا وحده يثير من المخاوف الكثير، لكن ظهور أفكار تنظيمية جيدة من حيث توفير وسائل المواصلات المختلفة، وبكثافة لافتة ومتنوعة، والعمل على الدعاية والإعلان عن هذه الوسائل فى السوشيال ميديا والإعلام المرئى والمسموع كان له أثر كبير جدا فى أن تخالف الأيام الأولى التوقعات، ويكون الإقبال على زيارة المعرض فوق المتوقع بكثير؛ وإن كان من دلالة يمكن الوقوف عندها إزاء هذا النجاح وهذا الإقبال فهو ببساطة أننا إذا أردنا أو إذا أرادت الجهات ذات الصلاحية، إنجاز أمر ما والعمل على تذليل العقبات والاستعداد الجيد له فإن كل شىء يسير على ما يرام! فقط الإرادة العليا تتوفر، وعين متخذ القرار تتجه لهذا الأمر، وبعد ذلك كل شىء يتم إنجازه والانتهاء منه على أحسن ما يكون!
المهم أن الأيام الأولى من المعرض حملت الكثير من البشارات الواعدة والأمل الواقعى (وليس الخيالى) فى أن تكون دورة هذا العام ناجحة بكل ما تعنيه الكلمة، ليس فقط تنظيميا ومظهريا، وإنما أيضا وهو الأهم للمتصلين اتصالا مباشرا بصناعة الكتاب فى مصر والعالم العربى؛ أقصد الناشرين والكتاب والمؤلفين وجمهور القراء الحقيقيين ورواد المعرض الذين ينتظرونه من العام إلى العام للحصول على الكتب التى يريدونها بخصومات معقولة وفى حدود ميزانية كل فرد أو أسرة.
عدد كبير من الناشرين المصريين (على الأقل فى حدود من قابلتهم أو استطلعت آراءهم) قد أبدوا رضاهم إلى حد كبير جدا عن تنظيم المعرض هذا العام، وكانت الكلمات الأكثر تردادا وانتشارا بينهم هى «معرض يليق بمصر وبنا»، و«آدمى» و«تجاوز نواقص السنوات الماضية والتردى المفزع فى الخدمات.. إلخ».
الجميع متفائلون بالخير، ويتوقعون أن تكون مبيعات الكتب فى معرض هذا العام أعلى من مثيلاتها فى السنوات السابقة، الروح العامة السائدة طامحة إلى الخير ومستبشرة بالأمل، وانعكس هذا انعكاسا بينا على المنتج «الكتب» لا أقصد عناوينها ومضامينها ومحتواها فقط إنما أقصد طريقة عرضها وإخراجها الفنى، وما شهدته أغلفة هذا العام من منافسات رائعة فى التصميم والجودة والابتكار لاحظه الجميع وأكبره الجميع وما زالت حالة الابتهاج بهذه النشوة الفنية تغمر المتصلين بصناعة الكتاب حتى اللحظة.
(وللحديث بقية)