مصر قادرة على جذب ما يزيد عن 18 مليون سائح خلال 2025
مطلوب الإسراع بتشغيل القطارات السريعة ما بين المدن السياحية للقضاء على مشاكل السياحة الداخلية
المبادرات التى طرحتها الدولة لقطاع السياحة سبب رئيسى للتعافى والقادم أفضل
قال الخبير السياحى أمجد حسون عضو غرفة شركات السياحة ورئيس مجلس إدارة شركة فلاش تور إن حل مشكلة الطيران وعدم وجود مقاعد طيران كافية لنقل السائحين لمصر وارتفاع أسعار تذاكر الطيران هو التحدى الحقيقى أمام زيادة التدفقات السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة القادمة والوصول بعدد السائحين إلى 30 مليون سائح سنويا، لافتا إلى ضرورة التركيز على الاتجاه لتطبيق نظام السماوات المفتوحة فى معظم المطارات المصرية والتوسع فى نظام رحلات الطيران اللوكوست «المنخفض التكاليف» مثل «وايز إير وإيزى جيت» خلال المرحلة المقبلة لأنهما السبيل الوحيد لجذب المزيد من السائحين من كل الفئات ومن جميع الجنسيات المختلفة التى ترغب فى زيارة المقصد السياحى المصرى.
وأضاف حسون لـ«مال وأعمال ــ الشروق» أن نقص رحلات الطيران الداخلى ما بين المدن السياحية المصرية وبعضها يعد من أهم العقبات التى تقف أمام شركات السياحة المصرية لجذب المزيد من السائحين الأجانب إلى مصر.. مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى الآن رحلات داخلية ما بين الأقصر وشرم الشيخ وما بين الغردقة والأقصر كما لا توجد رحلات كافية بين الغردقة وشرم الشيخ.. مطالبا بضرورة الإسراع بحل هذه المشكلة فى أقرب وقت ممكن حتى لا تكون عائقا أمام زيادة التدفقات السياحية خلال الفترة المقبلة.
وطالب عضو غرفة شركات السياحة بضرورة الإسراع بتشغيل القطارات السريعة ما بين المدن السياحية بعضها البعض خاصة فى ظل اهتمام الدولة بتطوير البنية التحتية لجميع المرافق الأساسية والطفرة الكبيرة التى شهدتها خلال الفترة الماضية لأنها السبيل الوحيد لحل مشاكل معاناة نقل السائحين بين المدن السياحية المصرية.. لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم السياحى وتعليم الأجيال الجديدة حسن معاملة السائح وكذلك الاهتمام بالارتقاء بالخدمة المقدمة للسائحين لأنهما المعيار الأساسى لتكرار السائحين لزيارتهم للمقصد السياحى المصرى.
وكشف الخبير السياحى أمجد حسون أن كل المؤشرات تشير إلى أن العام الحالى 2025 سيشهد انطلاقة سياحية قوية وسيكون عام استعادة التدفقات السياحية الوافدة لمصر لمعدلاتها الطبيعية.. وأيضا سيكون بداية تحقيق حلم الـ 30 مليون سائح سنويا طبقا للمستهدفات الحكومية خلال الخمس سنوات المقبلة. وأوضح أن مصر قادرة على جذب ما يزيد على 18 مليون سائح خلال العام الحالى بشرط القضاء على أهم معوقات الحركة السياحية الوافدة لمصر.. مشيرا إلى أن الحجوزات التى أبرمها القطاع السياحى فى العديد من المعارض والبورصات السياحية العالمية تؤكد أن عام 2025 سيشهد زيادة فى أعداد السياح القادمين لزيارة مصرمن عدة دول أهمها ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وبولندا وفرنسا وأيضا دول جنوب شرق آسيا خاصة الصين.
وأكد أن 2025 سيكون عام استعادة التدفقات السياحية وبدء تحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى 30 مليون سائح خاصة أنه سيشهد افتتاح أهم مشروع سياحى أثرى وهو المتحف المصرى الكبير والذى سيكون هدية مصر للعالم وسيساهم فى جذب ملايين السائحين لمصر. كما سيشهد عودة الدول الكبرى فى تحقيق أكثر من مليون سائح سنويا مثل إيطاليا وروسيا.. ودخول دول جديدة نادى المليون مثل بولندا والصين.
وأضاف حسون أنه وفقا للإحصاءات الرسمية فقد حققت السياحة المصرية إنجازات عديدة وأرقاما غير مسبوقة خلال العام الماضى حيث كشفت الإحصاءات الرسمية عن أن مصر استقبلت العام الماضى نحو 15.7 مليون سائح كأعلى رقم يزور مصر خلال عام واحد، كما حققت السياحة المصرية رقما قياسيا فى الإيرادات والتى تخطت حاجز الـ 15 مليار دولار وذلك رغم الظروف الجيوسياسية التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط جراء الحرب على غزة.
وأكد حسون أن السياحة أصبحت هى الأمل فى ظل ما يمر به العالم من أزمات اقتصادية وسياسية لا نعلم مداها ومصر الآن فى أمس الحاجة لتنأى بنفسها عن كل الأزمات التى تدور حولها وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع مواردها الطبيعية وهذا لن يتأتى إلا بتشجيع ودعم القطاع السياحى حتى تستطيع ضخ المزيد من العملات الأجنبية لخزانة الدولة ولشرايين الاقتصاد المصرى. لافتا إلى أن السياحة هى الأمل الحقيقى لتعافى الاقتصاد المصرى وهذا يتطلب حل جميع المعوقات التى تعرقل النمو السياحى المصرى إلى جانب خلق أنماط سياحية جديدة والاهتمام بالكوادر العاملة فى القطاع وفتح أسواق جديدة لجذب أكبر عدد من السياح من مختلف دول العالم.
وأضاف أن الدولة المصرية قدمت كل أوجه الدعم والعديد من المبادرات التى ساهمت فى ازدهار السياحة المصرية وعودة مصر إلى المكانة التى تستحقها على خارطة السياحة العالمية؛ حيث شهد العام الماضى العديد من القرارات والمبادرات التى أطلقتها الدولة لدعم القطاع السياحى لعل أبرزها موافقة مجلس الوزراء على اعتماد صرف 12 دفعة من صندوق إعانات الطوارئ للعمال للعاملين بالقطاع السياحى بفنادق طابا ودهب ونويبع، وذلك فى إطار تقديم الدعم لهم نظرا للظروف الراهنة بتلك المناطق، تأثرا بالأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة. كما شهد أيضا العام الماضى موافقة مجلس الوزراء على الصيغة النهائية لوثيقة اشتراطات ومحددات وآليات تنفيذ مبادرة دعم قطاع السياحة الجديدة، بتمويل من وزارة المالية لتشجيع قطاع السياحة على الإسراع فى التوسع فى الاستثمار فى بناء الغرف الفندقية، ضمن مُبادرة دعم القطاعات الإنتاجية.
وحول اقتراب افتتاح المتحف المصرى الكبير والعائد الذى سيعود على السياحة من هذا الحدث الكبير كشف الخبير السياحى أمجد حسون أن المتحف المصرى الكبير ستكون له فوائد اقتصادية كبيرة إضافة إلى فوائده الثقافية والحضارية.. موضحا أن المتحف قادر عقب افتتاحه الرسمى على تحقيق عشرات الملايين من الدولارات سنويا قيمة تذاكر الزيارة حيث تشير التوقعات إلى أن عدد زائرى المتحف سنويا سيصل إلى نحو 5 ملايين سائح فضلا عن مبالغ مالية أخرى من المناطق التجارية الملحقة بالمتحف والتى تضم العديد من فروع المطاعم والكافيهات والمحال صاحبة العلامات التجارية العالمية.
وأضاف حسون أن العوائد الاقتصادية للمتحف المصرى الكبير لن تتوقف عند هذا الحد بل هناك عوائد أخرى تأتى من زيادة أعداد السياح الوافدين لمصر خصيصا لزيارة المتحف والذين سيقيمون بضعة أيام فى القاهرة لزيارة المتحف والمعالم الأثرية الموجودة بمنطقة القاهرة التاريخية.
وأشار عضو غرفة شركات السياحة إلى أن المتحف لا تتوقف أهميته فقط على النواحى الاقتصادية؛ حيث إنه مؤسسة ثقافية وحضارية، موضحا أن المتحف سيكون إحدى وسائل تحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحى المصرى لدى السياح الأجانب فضلا عن أن قدرته كمؤسسة على نشر الحضارة المصرية وتوضيح عظمة تلك الحضارة التى كانت واحدة من أهم الحضارات على مدار التاريخ.