شهد المجلس الأعلى للثقافة جلسة "الشهادات" ضمن فعاليات مؤتمر "نحو سياسة وطنية لتطوير المسرح المدرسي"، الذي نظمه المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، قبيل الجلسة الختامية الخاصة بإعلان توصيات المؤتمر.
وأدار الجلسة، الدكتور محمد أمين عبدالصمد منسق المؤتمر والمشرف على إدارة تراث الفنون الشعبية بالمركز القومي للمسرح.
واستهل الجلسة، الكاتب المسرحي أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، مؤكدًا أن المسرح المدرسي ليس رفاهية، وإنما ركيزة أساسية في تنمية النشء.
وشدد على أهمية التخطيط الجاد والتعاون بين وزارتي الثقافة والتعليم، مع ضرورة تدريب المعلمين والطلاب من خلال ورش متخصصة.
وتحدث أشرف أبوجليل موجه عام التربية المسرحية سابقًا بمحافظة حلوان، عن دور القيادة الواعية بالفن في بناء منظومة تعليمية متكاملة، مشيرًا إلى بروتوكولات عديدة لم تفعل رغم استكمال الموافقات الرسمية، وداعيا إلى تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني لدعم الأنشطة المسرحية.
واستعرض عاطف عجمي مدير عام الأنشطة الثقافية والفنية سابقًا بوزارة التربية والتعليم، مجموعة من الأنشطة والتدريبات التي أسهمت في إعداد طلاب متميزين، متناولًا أبرز التحديات التي واجهت المسرح المدرسي، وطرح حلولًا عملية لتحقيق استدامة التطوير.
وقدمت الدكتورة سعدية إبراهيم العدلي مديرة الثقافة والفنون والآداب بالاتحاد الإقليمي للتضامن الاجتماعي بجامعة الدول العربية، تجربتها في إحياء المسرح المدرسي أثناء عملها بالشارقة بين عامي 1983 و1993، إذ أعادت النشاط المسرحي في مدرسة "جميلة بوحريت" من خلال عرض مسرحية "طارق بن زياد"، مشيرة إلى تجاوب الأهالي لاحقًا مع التجربة بعد إدراكهم لقيمة المسرح التربوية.
ومن جانبه، تحدث الدكتور محمد عبدالمنعم أستاذ علوم المسرح بجامعة الإسكندرية، عن ضرورة إقامة ورش احترافية لتحسين النصوص والإلقاء، مقترحًا تسمية المسرح المدرسي بـ"المسرح التربوي" نظرًا لدوره في غرس القيم وترسيخها لدى الأجيال.
واستعرض الكاتب المسرحي للأطفال فوزي تاج الدين، موجه عام الإعلام التربوي الأسبق، تجربته الممتدة لأكثر من 36 عامًا في تدريس اللغة العربية وكتابة المسرحيات الموجهة للأطفال، داعيًا إلى إدماج المسرحيات التربوية في المناهج الدراسية لتعزيز الاعتزاز باللغة العربية والهوية الثقافية.
وأكد المشاركون، أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة لتحريك المياه الراكدة في ملف المسرح المدرسي، ويعكس جدية الدولة في دعم هذا المجال الحيوي باعتباره أحد ركائز بناء الوعي لدى الأجيال الجديدة.