أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، أن تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية أجبرها على تعليق عملها بمدينة غزة، ونقل موظفيها إلى جنوب القطاع.
وقالت اللجنة في بيان: "أجبر تصعيد العمليات العسكرية في مدينة غزة اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تعليق عملها مؤقتا في مقرّها بمدينة غزة".
وتابعت: "وكذلك نقل موظفيها إلى مكاتبها في جنوب قطاع غزة، لضمان سلامتهم واستمرارية عملهم".
ومنذ أسابيع يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه الدموي وتفجيره المباني السكنية في مدينة غزة، لإجبار المواطنين الفلسطينيين على النزوح جنوبا.
اللجنة الدولية لفتت إلى أن "هذا يأتي في وقت يواجه فيه عشرات الآلاف من سكان مدينة غزة ظروفا إنسانية مروّعة، وهم في أمسّ الحاجة إلى مزيد من المساعدة".
وأفادت بأنه "في مدينة غزة اليوم، يتعرّض المدنيون للقتل والنزوح القسري، ويُجبرون على تحمل ظروفٍ قاسية".
و"قد عملت فرق الاستجابة الأولية، بمن فيهم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، بلا كلل لتقديم الإغاثة"، وفقا اللجنة الدولية.
واستدركت: "إلا أن قدرتهم على الحركة والوصول الآمن إلى السكان المدنيين مقيّدة بشدة".
وبخصوص مستقبل عملها، قالت اللجنة إنها ستواصل جهودها لتقديم الدعم للمدنيين في مدينة غزة، كلما سمحت الظروف، من خلال مكاتبها في دير البلح (وسط)
ورفح (جنوب)، والتي لا تزال تعمل بكامل طاقتها.
وأوضحت أن هذا "يشمل تقديم الشحنات الطبية للمرافق الصحية القليلة المتبقية في مدينة غزة".
وأردفت "وفي رفح، سيظل مستشفى الصليب الأحمر الميداني شريان حياة للجرحى الذين يتدفقون باستمرار".
اللجنة الدولية للصليب الأحمر أشارت إلى أنها "موجودة في مدينة غزة منذ عقود".
وأردفت: "على مدار الأسبوعين الماضيين، زوّدت اللجنة المستشفيات والمراكز الصحية القليلة المتبقية في مدينة غزة بإمدادات طبية منقذة للحياة، في ظلّ تزايد أعداد المصابين".
"كما دعمنا الأفران المحلية في 14 مخيما للنازحين، والتي توفر 45 ألف رغيف خبز يوميا"، وفقا للبيان.
كذلك "قدّمت فرق اللجنة الدولية خزانات مياه، وخدمات نقل مياه بالشاحنات، ودعمت إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي جنباً إلى جنب مع مُقدّمي الخدمات المحليين".
وشددت على أنه "لا يزال إنقاذ الأرواح ممكنا، ووقف الأعمال العدائية أمرٌ حتمي وعاجل".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدا و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.
وأكدت اللجنة الدولية أن "إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، ملزمة بضمان تلبية احتياجات المدنيين الأساسية"، وشددت على أنه "يجب احترام وحماية الطواقم والمرافق والمركبات الطبية وأفراد الدفاع المدني".
وزادت اللجنة بأنه "يجب السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق، وتسهيل وصولها في جميع أرجاء قطاع غزة".
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس الماضي، المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات قليلة جدا لا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.