الاحتراق الوظيفي.. ما أسبابه وكيف تستعيد شغفك رغم فقدان الحافز؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 1 أكتوبر 2025 5:25 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

الاحتراق الوظيفي.. ما أسبابه وكيف تستعيد شغفك رغم فقدان الحافز؟

سلمى محمد مراد
نشر في: الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 2:25 م | آخر تحديث: الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 2:25 م

في سبعينيات القرن الماضي، قدّم الطبيب والمعالج النفسي هربرت فرودنبرجر واحدًا من أبرز المفاهيم المرتبطة بالعمل الحديث، ومنها الاحتراق الوظيفي (Burnout)، وعرّفه بأنه "التكلفة المرتفعة للإنجاز العالي"، حين يفقد الإنسان حماسه تدريجيًا نتيجة ضغوط العمل المستمرة أو الفشل المتكرر في تحقيق النتائج المرجوة.

واليوم، لم يعد الأمر مجرد ملاحظة أكاديمية، بل تحول إلى ظاهرة مهنية عالمية، ففي عام 2019، أدرجت منظمة الصحة العالمية الاحتراق الوظيفي في التصنيف الدولي للأمراض باعتباره حالة تنشأ من الإجهاد المزمن غير المُدار بفاعلية.

ويُترجم هذا في ثلاثة أبعاد تتمثل في: شعور دائم بالإرهاق والإنهاك، انخفاض المتعة أو حتى النفور من العمل، تراجع الثقة بالقدرة على الإنجاز، وعندما تتراكم هذه العوامل، يبدأ الموظف في النظر إلى عمله كعبء ثقيل بدلًا من كونه مصدرًا للإنجاز، وهنا يتقاطع الاحتراق الوظيفي مع ما يُعرف بالاستياء الوظيفي وفقدان الشغف.

لماذا نفقد شغفنا بالعمل؟

بحسب موقع mcl medics، تتنوع الأسباب بين ضغوط العمل المباشرة مثل الأعباء المفرطة وساعات العمل الطويلة، وبين عوامل شخصية كالسعي المبالغ فيه للكمال أو التشاؤم المستمر، وحتى الحياة خارج العمل يمكن أن تسرّع من فقدان الشغف، حين تتداخل مسؤوليات الأسرة والمجتمع مع متطلبات الوظيفة.

نتيجة لذلك، قد تظهر أعراض متعددة: صداع، اضطرابات في النوم، مشاعر بالإحباط، بل وربما أمراض مزمنة في الحالات المتقدمة.

كيف تستعيد شغفك؟

وبحسب صحيفة الجارديان، يبقى استعادة الشغف ممكنًا إذا أدرك الفرد والمؤسسة أن الحل يكمن في إعادة التوازن عبر خطوات عملية تُعيد للوظيفة معناها:

1. أعِد اكتشاف السبب: خصص وقتًا لتذكر ما جذبك لهذه الوظيفة في البداية، والتركيز على الأشخاص الذين تساعدهم يوميًا أو الأثر المباشر لعملك قد يغير منظورك.

2. قيّم ما تكسبه: حتى إن فقدت الشغف، يظل للعمل مزايا ملموسة سواء راتب، استقرار، روتين، وعلاقات اجتماعية، فإدراك هذه الجوانب يُعيد بعض التوازن.

3. ابحث عن الدعم في محيطك: تعمّق في علاقاتك بزملاء العمل، وتواصل مع أقسام أخرى، فوجود شخص داعم داخل المؤسسة يخفف من حدة الاستياء ويجدد الطاقة.

4. أضف المتعة والمرونة: غيّر بيئة عملك إذا استطعت، سواء عبر العمل من مكان جديد أو بإضفاء لمسات شخصية على مكتبك، حتى لحظات المرح الصغيرة أو طقوس المكافأة اليومية قد تقلل من الإرهاق.

5. نمِّ نفسك خارج الوظيفة: تعلم مهارة جديدة أو مارس هواية، فالتطور خارج إطار المكتب يمنحك شعورًا بالنمو، وقد ينعكس إيجابيًا على عملك الحالي.

6. أعد صياغة عملك: حيث يمكنك إعادة تصميم دورك بما يتناسب مع نقاط قوتك، وهي تقنية يسميها الخبراء "صياغة الوظيفة"، وحتى تنظيم قائمة مهامك اليومية بطريقة ذكية يعزز شعورك بالإنجاز.

7. ضع خطة مستقبلية: إذا لم يعد من الممكن استعادة الشغف، فخطط لخروج مدروس من خلال تطوير مهاراتك، بناء شبكة علاقاتك، واستعادة خطوتك التالية بثقة.

العمل بين الطموح والصحة

وبالتالي لا يمكن إنكار أن الطموح والرغبة في الإنجاز من أهم دوافع النجاح المهني، لكن العمل المستمر بلا توازن يحول الحافز إلى عبء، واستعادة الشغف لا تعني بالضرورة تغيير الوظيفة، بقدر ما تعني تغيير زاوية النظر إليها وإيجاد طرق ذكية للتعامل مع ضغوطها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك