أكد الأدباء والكتاب المصريون والفرنسيون المشاركون في مهرجان "كتابة وسرد البحر المتوسط"، الذي انطلق في دورته الـ12، من المعهد الثقافي الفرنسي بالإسكندرية، تحت شعار "حوار الميناء المدينة"، أن العلاقة بين الميناء والمدينة هي علاقة روحية حيث يوجد فيها مصدر الإلهام لأي أديب، مشيرين إلى أن الميناء يمثل بداية وانفتاح وفي نفس الوقت رحيل ونهاية، موضحين أن الموانئ في الوقت الحالي أصبحت تجارية ولا نرى فيها سوى السلع والمنتجات.
فيما أوضح أدباء فرنسيون أن مدينة الإسكندرية مدينة ملهمة وأن مصر لديها قوى عظمى تجعلها تقف على قدميها .
وقالت الأديبة ريم بسيوني، إن الميناء هو الحياة ومصدر الانفتاح والذكريات، فهو يمثل رحلة الحياة والموت وملخص للعالم كله، متابعة، "ولهذا نجد انعكاس العلاقة بين المدينة والميناء من خلال الأدب وإنتاج إبداعات مختلفة".
وأضافت بسيوني، أنه سردت في كتابها "ماريو وأبو العباس"، قصة أبو العباس الذي يأتي من الأندلس تاركا كل شيء، ويبدأ من جديد في الإسكندرية، حيث إنه دخل المدينة من خلال مينائها الذي يمثل البداية.
وأشارت بسيوني، إلى أن مدينة الإسكندرية ملهمة وأن الكثير من الكتاب عبروا عنها في كتاباتهم منهم، الروائي إبراهيم عبدالمجيد.
ولفت الأديب الفرنسي جورج كابريوس، إلى أن الشاعر اليوناني "كفافيس"، كان يستلهم أشعاره من تفقده شوارع الإسكندرية يرتاد الترام من محطة الرمل لمنطقة السلع بنات، مشيرا إلى روايات نجيب محفوظ ومنها، رواية ميرامار التي استلهم فكرتها من الإسكندرية وكورنيشها، مشيدا بالتطوير الذي شهده شارع النبي دانيال، مؤكدا أن مصر لديها قوى عظمى تجعلها تقف على قدميها.
وأضاف الأديب الفرنسي أن مدينة الإسكندرية مدينة عالمية ملهمة ولها جذور عميقة في الفسطاط، وتم إنشائها على جزيرة فاروس وأصبح المكان روحانيا وليس تجاريا.
وتابع الأديب اللبناني كاميل أمون، أن الموانئ حاليا تعطي ظهرها للمدن شديدة التأمين ولا نرى فيها سوى السلع، مشيرا إلى أن الميناء في الماضى كان ملتقى الجنسيات، مشيرا إلى أن ميناء بيروت قبل انفجاره كان لديه خطوط تربط بين بيروت والعالم العربي مثل فكرة قناة السويس، متمنيا انفتاح ميناء بيروت على المدينة بدلا من إعادة بنائه.
وأشار الأديب اللبناني، إلى أن للمدينة روائح، فكل مكان يرتبط بالمشاعر والأحاسيس، وهو ما يعرف بالجغرافيا النفسية