التقى أحمد الشرع، أبو محمد الجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام"، وقائد المعارضة المسلحة السورية التي أطاحت بنظام بشار الأسد، بقائد اللواء الثامن أحمد العودة، قائد المعارضة السابق، والملقب برجل روسيا في الجنوب، وذلك وسط تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا.
ويعد اللقاء خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة حوران، وخطوة مهمة نحو توحيد جهود قوى الثورة بقيادة مركزية موحدة، وفق بيان صادر عن اللواء الثامن.
• ولكن ماذا نعرف عن أحمد العودة؟ وما دوره في الساحة السورية؟
وفق ما ذكر موقع "الذاكرة السورية"، فأحمد هيثم العودة، هو ابن مدينة بصرى الشام في محافظة درعا الجنوبية بسوريا، حصل على إجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق.
- الجيش السوري الحر
شارك العودة، في العمل المسلح ضد النظام ضمن الجيش السوري الحر، وأصبح قائد "كتيبة شباب السنة" التي توسعت إلى "لواء شباب السنة"، ثم "فرقة شباب السنة" ثم "قوات شباب السنة" قبل التسوية في يوليو 2018.
وشارك العودة، مع فصيله ضمن معارك عدة في محافظة درعا، وأصبح جزءًا من الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر في عام 2014، وبعدها شارك في معركة السيطرة على مدينة بصرى الشام في 2015، وأخرج فصيلي "جبهة النصرة" و"كتيبة المثنى"، وفصائل أخرى من المدينة لتصبح تحت سيطرته ومعقله الرئيس، وتعرض لانقلاب داخل الفصيل في أغسطس 2016 تبعه هجوم العودة، ضمن قوات على مدينة بصرى الشام، واستعادة قيادة الفصيل والسيطرة على المدينة.
وأصبح فصيله، من الفصائل الرئيسة والأكثر تمويلًا في محافظة درعا، وحظي بدعم من غرفة "الموك" ومن دولة الإمارات.
وبعد خلاف مع روسيا انتهى بأن يصبح رجلها في الجنوب، اتهمت الخارجية الروسية العودة بحيازة صواريخ تحمل رؤوسها مواد كيميائية سامة، في عام 2017، ونفى فصيله ذلك، وبعدها بدأت القوات الروسية وقوات النظام والميليشيات المدعومة إيرانيًا، حملة عسكرية للسيطرة على الجنوب السوري في يونيو 2018.
وسيطرت على مساحات وقرى في ريف درعا الشرقي، قبل أن يوقع أحمد العودة اتفاق التسوية مع الجانب الروسي، والذي يتضمن عدة بنود تتضمن تسليم السلاح الثقيل للنظام وتسوية أوضاع المقاتلين، ورعي المفاوضات بين بقية فصائل الجيش الحر والجانب الروسي في قلعة بصرى الشام، حتى سيطرت قوات النظام وروسيا على كامل المحافظة في الشهر نفسه.
- مستقل عن قوات النظام ولكن يتبع له تنظيميًا
وأصبح أحمد العودة بعد اتفاق التسوية قائد فرع الفيلق الخامس في محافظة درعا، ثم تحوّل اسمه إلى اللواء الثامن ضمن الفيلق الخامس نهاية عام 2020.
ومثّل حالة شبه مستقلة عن قوات النظام، وإن كان يتبع له تنظيميًا، وانضمّ إليه المئات من مقاتلي فصائل الجيش الحر السابقة في ريف درعا الشرقي لحمايتهم من الاعتقال، أو من التجنيد الإجباري في صفوف جيش النظام وأجهزته الأمنية.
وشهدت المرحلة بين 2018 - 2021 توسع نفوذ اللواء الثامن في محافظة درعا بجنوب سوريا، وخاصة في ريف درعا الشرقي، كما شهدت عدة حالات اشتباك ومشادات بين عناصر اللواء وعناصر الأمن العسكري وجيش النظام، إضافة إلى اتهامه بالتورط في حوادث الخطف المتبادل بين درعا والسويداء.
وتدخل العودة، في عدة حالات توتر كوسيط، وقوات فصل بين المجموعات الثورية المحلية، وقوات النظام في المحافظة، كما اتهم بعدة حوادث اختطاف وتعذيب وتصفية ضد خصومه من مقاتلي فصائل الجيش الحر السابقة، فضلًا عن مشاركته لعناصر الفصيل، بجانب قوات النظام في عمليات عسكرية خارج المحافظة، وشاركوا أيضًا في مظاهرات رفعت شعارات ضد النظام وتدعو إلى إسقاطه في المدينة.
- اللواء الثامن أنشأته القوات الروسية
يعد اللواء الثامن أحد التشكيلات التي أنشأتها القوات الروسية في درعا بجنوب سوريا، على أنقاض "تجمع شباب السنة" الذي كان يقوده العودة، إبان سيطرة الفصائل على المحافظة قبل منتصف العام 2018.
ولاحقاً أصبح اللواء يتبع للأمن العسكري للنظام السوري المخلوع، وبقي محتفظاً بجميع سلاحه وذخيرته، منذ ذلك الوقت، وفق من نقلت "الحرة".
وشارك عناصر اللواء الثامن في الهجوم على حواجز قوات النظام في ريف درعا الشرقي في 29 يوليو 2021، وأسروا عشرات العناصر قبل الإفراج عنهم، في أثناء هجوم قوات النظام والميليشيات الرديفة لها على درعا البلد، والتي انتهت باتفاقيات تسوية ثانية في درعا البلد ثم عموم المحافظة.
وصدر قرار إثر ذلك بإلحاق اللواء الثامن بجهاز الأمن العسكري التابع للنظام، وتقليص عدد منتسبيه والكتلة المالية له، وبقي العودة في الأردن منذ منتصف 2021 حتى عودته إلى بصرى الشام في سبتمبر 2022.
وشارك اللواء الثامن، خلال عامي 2022 و2023 في حملات عسكرية نفذتها المجموعات المحلية على خلايا تنظيم "داعش" في المحافظة، وبينها العملية التي قُتل فيها قائد تنظيم "داعش" في مدينة جاسم 15 أكتوبر 2022، وفي المعركة ضد مجموعتي "هفو" و"الحرفوش" في درعا البلد في نوفمبر 2022.