برز التعبير الحركي الراقص في العرض الروماني "لحظة وعي" والإيطالي "كوبليا: باليه ميكانيكي"، بينما تطرق للعرض البحريني "قهوة ساخنة"، وذلك في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي المقام في الفترة من 1 إلى 9 سبتمبر الجاري، حيث تشارك هذه العروض في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وسيطرت فكرة الهوية والنفس البشرية على العروض الثلاثة، منيرة على الجانب الإنساني في حياتنا بمختلف صوره.
حيث قدمت فرقة المسرح الراقص، العرض الروماني "لحظة وعي" والذي يدور في مصحة نفسية، من خلال 13 راقصا، يجسدون شخصيات المرضى، يأخذونا في رحلة نفسية مؤثرة داخل كل شخص منهم، مستخدمين أقنعة يرتدونها خلف رأسهم، تأكيدًا على معنى أن كل شيء به وجهين، ربما يتطابق وربما يختلف، ونكتشف خلال أحداث العرض وبتعبيراتهم الجسدية، أن رغم اختلافاتهم، إلا أنهم يتقاسمون الألم والمعاناة، ولكن يتشاركون في رغبتهم في الشفاء والفهم والوصول للحظة وعي.
ويكشف لنا العرض من خلال الاعتماد الأول على التعبير الحركي عن مشاعر إنسانية ومنها الفقد والتقبل والأمل، وفكرة أن الإنسان أحيانًا يعيش في توتر مستمر بين الألم والرغبة في التحرر منه، متأثرًا بضغوط الحياة، إلا أن هناك لحظة وعي تكون فارقة في حياته، وأهمية تحقيق الإنسان لنفسه ولذاته.
العرض من إخراج فلوريان أوروش، وهو راقص أيضًا، ويشارك في بطولة العمل الراقصون: سميرة أرادي، ديانا كاتانيسكو ورالوكا كريستيا وآنا دراجان وإيريكا هيرا وبياتريس إيستيهي وبوغدان ميرون ولويزا بادردوتس وألكسندرا بوبا وتيودورا بوبا والكسندرو رادا.
بينما قدم المركز الوطني للإنتاج بلوشينك نيس بالتعاون مع مؤسسة سيركوفيرتيغو العرض الإيطالي "كوليا: باليه ميكانيكي" يدور حول راقصة باليه، تُعامل على أنها دمية بشكل مُميكن "دمية ميكانيكية"، تبحث عن حريتها وذاتها، ويعتمد في المقام الأول على التعبير بالجسد ويسلط العرض الضوء على موضوع الهوية، والأقنعة التي يرتديها البعض بإرادته أحيانًا، والبعض الآخر يرتديها بشكل إجباري داخل المجتمع، وتأثير ذلك على المرأة، وخلال العرض نرى أشكالا متعددة للمرأة في ضعفها وقوتها، وتعدد أدوارها في المجتمع.
يعتمد العرض في المقام الأول على التعبير بالجسد، إلا أن في بعض المشاهد كان حاجز اللغة عائقًا، فهناك حوارات باللغة الإيطاليه والشاشة المتواجدة في عمق المسرح والمكتوب عليها ترجمة باللغة الإنجليزية للحوار، غير واضحة بشكل كبير، وفي تلك المشاهد يتوقف التعبير الحركي في بعض الأحيان، ولكن بطل العرض الأول هو التعبير الحركي، ودقة الراقصون في تقديمه بشكل منضبط.
والعرض مستوحى من باليه كوبليا، ويجمع بين تقنيات الرقص الكلاسيكي والمعاصر، إلى جانب دمج العناصر البصرية والسمعية والحسية معًا.
تم إعادة صياغة الموسيقى المستوحاة من مقطوعات ليو ديليب بآداء حي وبتدخلات إلكترونية من تأليف بياتريس زانين، والاعتماد الأكبر على آلة التشيلو.
العرض من إخراج فلوريان أوروش، وهو راقص أيضًا، ويشارك في بطولة العمل الراقصون: سميرة أرادي، ديانا كاتانيسكو ورالوكا كريستيا وآنا دراجان وإيريكا هيرا وبياتريس إيستيهي وبوغدان ميرون ولويزا بادردوتس وألكسندرا بوبا وتيودورا بوبا والكسندرو رادا.
كذلك قدمت فرقة مسرح الصواري العرض البحريني "قهوة ساخنة" بطولة: محمد عبد الله وسودابة أكبر وعلي أبوديب، مصمم سينوغرافيا محمود الصفار، تأليف الراحل عبد الله السعداوي وإخراج إبراهيم خلفان.
ويتطرق التعبير الحركي للعرض، الذي يدور بين رجل وامرأة يجلسان على طاولة واحدة عليها كوبان من القهوة، وكأن القهوة تستعرض ماضيهما وأحلامهما وأسراهما، ويسيطر على العرض فكرة إعادة تعريف العلاقات وكشف الجوانب الإنسانية لها.