هل من الممكن أن يفاجأ الإنسان بتيبس مفصل الكتف وتجمده وعجزه عن الحركة السلسة لذلك المفصل الوحيد الذى يمكن أن يدور حول محوره دورة كاملة غير منقوصة بلا سبب يُذكر؟ نعم قد يحدث هذا، ويسمى بالكتف المتجمدة أو اليابسة نتيجة التهاب المحفظة اللاصقة للمفصل ذاته. فيرى الكتف صلبًا يصدر عنه ألم مبرح حينما يحاول الإنسان تحريكه عفويًا، الأمر الذى يسبب أيضًا انتشار الألم فى عضلات الكتف التى تلتف حول الجزء العلوى من الذراع. فى بعض الأحيان يزداد الألم سوءًا أثناء الليل فتبدأ متاعب الأرق، تبدأ العلامات بالتدريج ثم تزداد مع الوقت ثم تتحلل غالبًا بعد عام إلى ثلاثة أعوام فيما بعد.
مفصل الكتف يتكون من تجويف تدخله كرة هى نهاية عظمة العضد تتحرك بحرية داخله. جزء من هذا التجويف العظمى يشكله جزء من عظمة لوح الكتف، وتشارك نهاية عظمة الترقوة فى مكونات هذا المفصل. تتم المحافظة على ثبات حركة الكرة داخل التجويف بمجموعة أربطة وأوتار عضلات، وعليه تكون تلك التركيبة التشريحية للكتف، والذى يتيح له حرية الحركة، كل تلك المكونات مغلفة بكبسولة من النسيج الضام القوى كى تحمى مكوناته وتتيح تناغم الحركة فى ثبات. أيضًا لتحفظ ذلك السائل اللزج الذى يتيح ليونة الحركة.
الواقع أنه حتى الآن لا أحد يعرف كيف يحدث هذا التيبس فى حركة الكتف، لكن هناك بعض العوامل التى قد تمهد له. مثل انعدام الحركة النشطة كما يحدث فى حالات الكسور أو عوامل أخرى، مثل الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى أو كسل أو نشاط الغدة الدرقية وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع الأمراض العصبية.
إذا ما تركت الكتف المتجمدة، ولم يتم التدخل لعلاجها فإنها تمر بثلاث مراحل متتابعة: الأولى مرحلة التجمد والألم ومحدودية حركة الكتف. الثانية مرحلة الجمود وفيها يقل الألم إنما تتجمد الكتف ويصعب تحريكها، أما الثالثة فمرحلة التحلل التى تبدأ فيه الكتف فى الحركة ببطء مع التحسن إلى أن تنتهى.