وزير خارجية تركيا: نتوقع عقد جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا - بوابة الشروق
الجمعة 6 يونيو 2025 4:23 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

وزير خارجية تركيا: نتوقع عقد جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا

أنقرة - الأناضول
نشر في: الأربعاء 4 يونيو 2025 - 10:30 ص | آخر تحديث: الأربعاء 4 يونيو 2025 - 10:30 ص

- بالنظر إلى الظروف الحالية بسبب الحرب، تم عقد أفضل اجتماع ممكن روسي أوكراني في إسطنبول
- ليس المهم أن تكون هذه الطاولة في تركيا أم لا ولكن من الضروري استمرار الاجتماع على طاولة واحدة
- الرئيس أردوغان سيكون سعيدا باستضافة اجتماع على مستوى القادة مع روسيا وأوكرانيا
- إعادة تأهيل سوريا يتطلب عملا احترافيا ومنسقا على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية
- رفع العقوبات عن سوريا سيجلب معه فوائد هائلة، والبوادر الأولية لهذا الامر بدأت تظهر

 

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، أنه يتوقع انعقاد جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وقال فيدان في تصريحات لقناة "تي آر تي خبر" الرسمية: "ما نتوقعه هو أن تكون هناك جولة أخرى، لأن كلا الجانبين يرى أن اللقاءات تعود بفائدة".

وأوضح فيدان أنه لم تكن هناك مناقشات حادة خلال المحادثات التي جرت بين وفدي البلدين في إسطنبول، وأن المفاوضات جرت في أجواء جيدة.

وتابع: "بالنظر إلى الظروف الحالية والبيئة النفسية المحيطة، والحالة النفسية بسبب الحرب، تم عقد أفضل اجتماع ممكن على الإطلاق".

وأشار إلى أن النقطة المهمة هي عدم مغادرة الطاولة، والاستمرار في موقف يؤيد وقف إطلاق النار والسلام، مبينا أن هذه هي نصيحة تركيا للطرفين.

وتابع: "ليس المهم أن تكون هذه الطاولة في تركيا أم لا، لكن الضروري أن يستمر هؤلاء الزملاء بالاجتماع على طاولة واحدة ومواصلة الحوار".

وأكد وزير الخارجية التركي أن موقف أنقرة من الحرب بين روسيا وأوكرانيا ثابت منذ البداية، "لأنها لا تريد رؤية حروب في المنطقة".

وأوضح أن العالم يواجه حربا أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من مليون إنسان، وتدمير مدن كبرى، وشل الاقتصاد الإقليمي.

وأردف: "هذا الصراع بات يتحول إلى حرب عالمية، ومنذ البداية، كان هذا هو السبب وراء جهودنا لوقف هذه الحرب".

وقال إن "هذه ليست حربا بين دولتين، بل هي حرب تنطوي على خطر الانتشار على نطاق عالمي بمشاركة الدول الداعمة لكلا الطرفين".

ولفت فيدان إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان يوجه دعوات متكررة للأطراف من أجل السلام، مذكراً بالمبادرات التركية مثل اتفاقية شحن الحبوب في البحر الأسود، والمفاوضات في مارس 2022، وتبادل الأسرى.

وأشار إلى أن الدعوات لوقف إطلاق النار تصاعدت أيضا مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير 2025، وأن الأطراف عبرت عن نواياها، واستخدمت تركيا خبراتها وتجاربها بالوساطة، والتقى طرفا الحرب بإسطنبول في 16 مايو المنصرم.

وأوضح فيدان أنه تم التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات في 16 مايو بشأن تبادل الأسرى، وتعهد الطرفان بإعداد دراسة حول شروط وقف إطلاق النار، وناقشا ما يمكن القيام به بشأن قمة محتملة على مستوى القادة.

وأشار إلى إجرائه العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى خلال زيارته إلى موسكو وكييف، مؤكداً أن تركيا تعمل على تحديد المسار الذي يجب اتباعه لتحقيق وقف إطلاق النار والسلام.

وأضاف فيدان أن الطرفين حضرا مستعدين للاجتماع الذي عقد الاثنين في إسطنبول، وأن المفاوضات جرت بجو إيجابي، حيث تم التوصل إلى قرار جديد بشأن تبادل الأسرى قد يزيد عددهم هذه المرة عن ألف شخص من كل طرف.

وذكر فيدان أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا وثائق بشأن شروط وقف إطلاق النار، وطرحا رؤيتهما حول قمة القادة، مشيراً إلى التوصل لاتفاق بشأن عقد اجتماع آخر في المرحلة المقبلة.

وشدد فيدان على أن الرئيس أردوغان سيكون سعيدا باستضافة مثل هذا الاجتماع على مستوى القادة.

وقال: "بصراحة، لا توجد شخصية أخرى يعترف بها ويثق فيها القادة (..) يمكن العثور على مكان آخر، ولكن لا يوجد قائد آخر أظهر مثل هذا الموقف على الصعيد العالمي من ناحية القيادة السياسية، واختُبر بنضالات صعبة على مدار سنوات، ويتمتع بالمصداقية والموثوقية والاحترافية".

وأشار فيدان إلى أنه نقل لطرفي الحرب خلال زيارتيه الأخيرتين إلى كييف وموسكو رسالة الرئيس أردوغان حول استعداده لاستضافة مثل هذا الاجتماع، مؤكداً ضرورة تحقيق بعض النتائج وإكمال الاستعدادات قبل عقد اجتماع على مستوى القادة.

وأضاف فيدان في إشارة إلى الاجتماعات المقبلة: "إذا اجتمعوا (الروس والأوكرانيون) مرات أخرى ووصلوا بالأمر إلى مستوى معين، فسيكون لقاء القادة حتمياً".

من ناحية أخرى، أوضح أنه خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، استمرت المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا في إطار القرارات المتخذة لدعمها، لكن مدة هذه المساعدات ستنتهي في غضون أشهر قليلة.

ولفت إلى أنه بعد انتهاء هذه المساعدات، قد يتم الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب مع القرارات التي سيتخذها ترامب، مشيراً إلى أنه بحث هاتفياً مع الممثل الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، قضايا روسيا-أوكرانيا وإيران وغزة.

وذكر فيدان أنه تناول مع روبيو وجهات نظر تركيا حول الاجتماعين الأخيرين بين روسيا وأوكرانيا، موضحا أن نظيره الأمريكي شارك وجهات نظره أيضا، وأن التعاون سيستمر في هذا الاتجاه.

والاثنين، استضافت إسطنبول جولة مفاوضات ثانية روسية أوكرانية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022، واتفق الطرفان على المضي قدما في تبادل الأسرى، وقدم الجانب الروسي مذكرة تتضمن رؤيته لوقف إطلاق النار.

ومنذ 24 فبراير 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

وردا على سؤال حول كيفية تأثير رفع العقوبات عن سوريا على المرحلة الجديدة فيها، أكد فيدان أن نظام الأسد خلّف بلادا مُدمرة وصلاتها منقطعة مع العالم.

وأوضح أن إعادة تأهيل بلد يعاني من جراح كثيرة يتطلب عملا احترافيا ومنسقا ومتعدد الأطراف على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

ولفت فيدان إلى انعقاد العديد من الاجتماعات في أنقرة حول هذه القضية، سواء مع دول إقليمية أو غير إقليمية.

وأكد على أهمية الأنشطة التي يقوم بها الرئيس أردوغان في المجال الدبلوماسي على مستوى القادة.

ولفت إلى أن رفع العقوبات عن سوريا سيجلب معه فوائد هائلة، وأن البوادر الأولية لهذا الامر بدأت تظهر.

وأشار فيدان إلى التطورات مع الإدارة السورية الجديدة في مجالات النظام المصرفي الدولي والاستثمار والخدمات الأساسية والاقتصاد، لافتا إلى مناقصة الطاقة الضخمة التي تم إبرامها قبل أيام بمشاركة شركات أمريكية وقطرية وسورية وتركية.

وتابع: "ما ننتظره بعد الآن هو مسألة إعادة إعمار البلاد، وتأهيل بنيتها التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية، وفي المقابل عودة إخواننا السوريين الذين اضطروا للهجرة، فمع عودتهم يزداد عدد السكان وينتعش الاقتصاد أكثر، وإن شاء الله سنشهد فرحة العيش إلى جوار سوريا طبيعية".

** شمال شرق سوريا

وأجاب فيدان على سؤال عن الوضع الراهن على الأرض بعد الاتفاقية الموقعة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" واجهة تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي، والحكومة السورية في 10 مارس.

وقال بهذا الخصوص: "حتى الآن، بعد الاتفاقية التي أبرموها في مارس، لم يحدث الكثير عمليا (..) بمعنى آخر كل شيء واضح، لكن هناك الكثير خلف الكواليس".

وأشار إلى تعزيز وحدة وجهات النظر بين دمشق وأنقرة وواشنطن، مضيفا: "سنجد سبيلا للتغلب على هذا البلاء دون أي مشاكل، إن شاء الله، نحن نسير نحو ذلك".

** آلية محاربة "داعش"

وتطرق الوزير إلى الآلية التي أُنشئت بين تركيا والعراق وسوريا والأردن ولبنان لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وذكَّر بزيارة وزيري الخارجية الأردني والسوري إلى أنقرة قبل أسابيع، واتخاذهم قرارا جوهريا بأن "الهيئات العسكرية والاستخباراتية ستشكل خلية الاستخبارات والعمليات".

وأضاف: "أنشئت فرق من الأردن وسوريا وتركيا لمكافحة داعش، هذه خطوة مهمة حقا على صعيد الأمن الإقليمي".

وأكد الوزير على ضرورة انتزاع ورقة "داعش" من يد تنظيم "بي كي كي" الإرهابي لمنعه من ابتزاز المجتمع الدولي.

وشدد على أن هذا يتطلب عملا مكثفا، مبينا أن هناك مسألتين في موضوع "داعش" هما: المخيمات والسجون، وأنهم يعملون على هاتين المسألتين.

ويعيش أزواج وعائلات وأطفال أعضاء من "داعش" منذ سنوات في مخيمات يسيطر عليها "بي كي كي/ واي بي جي" شمال شرق سوريا.

ولفت فيدان إلى وجود أكثر من 40 ألف شخص في المخيمات، وأنهم يعملون على إخلائها مع الإدارتين العراقية والسورية.

وأردف: "الآن، الأمم المتحدة على جدول الأعمال، ولدى الأمريكيين مقترح كهذا، يتعلق بإدارة المخيمات من قبلهم حتى إخلائها".

وتابع: "هناك مسألة عودة المناطق التي تقع فيها هذه المخيمات إلى الإدارة السورية، وهناك دراسات جارية بشأن السجون. المهم الآن هو أنه إذا تم تشكيل فرق متخصصة بهذا الموضوع، تتكون من 3-4 دول، وإذا تم العمل على هذا الموضوع باستمرار وتوافرت الإرادة، فإننا سنصل إلى هدف محدد".

وأعرب الوزير عن أمله في الوصول إلى نقطة ما من خلال العمل المنسق بين الأطراف، لا سيما الولايات المتحدة وسوريا وتركيا والعراق.

وردا على سؤال حول آخر مستجدات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، قال: "مشكلتنا الرئيسية لم تكن متعلقة بالوجود الأمريكي، فالولايات المتحدة موجودة في أماكن عديدة بالمنطقة".

وأردف موضحا: "مشكلتنا الرئيسية كانت تعاون واشنطن مع بي كي كي والدعم الذي قدمته له، نريد أن ينتهي هذا الدعم"، وأضاف: "كان من المهم لنا إنهاء هذا التعاون".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك