مع اقتراب موسم الأعياد والإجازة الصيفية، لا تُعدّ الإجازة مجرد وقت للراحة فقط، بل هي فرصة مهمّة لتجديد طاقتك الذهنية والجسدية، مما يساعدك على العودة إلى العمل بنشاط وتركيز. وفي ظل سرعة الحياة وتزايد ضغوط العمل، يصبح من الضروري أن تستفيد من الإجازة بطريقة ذكية تحافظ بها على صحتك النفسية والجسدية، وتدعم قدرتك على الإنتاج.
فكيف يمكن أن تساعدك الإجازة على تحسين صحتك وحياتك؟ وكيف تقضيها بطريقة ذكية تعيد لك نشاطك وتوازنك؟
لماذا يحتاج عقلك وجسدك إلى الإجازة؟
وفقًا لمجلة Harvard Business Review، تساعد الإجازة على تقليل الإرهاق، وتحسين التركيز، وجودة النوم، والمزاج. وتشير الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) إلى أن النوم الجيد خلال فترة الإجازة يعزّز الذاكرة والانتباه.
كما أظهرت دراسة أعدّتها شركة Ernst & Young أن كل عشر ساعات إضافية من الإجازة تؤدي إلى تحسّن في أداء الموظف بنسبة 8٪، وترتبط بفرص أعلى للترقية.
وتمنح الإجازة أيضًا مساحة للابتعاد عن الضغوط اليومية والتواصل مع الذات، حيث تشير أبحاث مركز العقل والجسد في جامعة بيتسبرج إلى أن قضاء الوقت في الطبيعة أثناء الإجازة يُسهم في تقليل مشاعر الاكتئاب، ويزيد من الإيجابية، مما ينعكس على الصحة النفسية ويعزز الرضا الشخصي والمهني.
واستنادًا إلى توصيات منصة Psychology Today للصحة النفسية، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على الاستفادة القصوى من إجازتك:
1. خطط للراحة، لا للإرهاق
يقع كثيرون في فخ المبالغة في التخطيط لأنشطة الإجازة، مما يجعلها مزدحمة بالمواعيد والالتزامات، فتتحوّل إلى مصدر جديد للتعب. احرص على تخصيص وقت كافٍ للنوم، ومارس أنشطة تحبّها وتبعث فيك الراحة، حتى وإن كانت بسيطة، مثل القراءة أو المشي أو الاستماع إلى الموسيقى. الإجازة ليست سباقًا، بل فرصة للهدوء والتوازن.
2. افصل تمامًا عن بيئة العمل
حاول الانفصال عن مهام العمل قدر الإمكان. أوقف إشعارات البريد الإلكتروني، وتجنّب الرد على المكالمات أو الرسائل غير الضرورية. أبلغ زملاءك أنك في إجازة، ويمكنك تعيين من يتولّى المهام الطارئة في غيابك. هذا يساعدك على الحصول على راحة حقيقية وذهن صافٍ عند العودة.
3. حدّد ما تحتاجه من الإجازة
قبل التخطيط، اسأل نفسك: هل أحتاج إلى الراحة؟ إلى أوقات ممتعة؟ إلى التغيير؟ معرفة ما تحتاجه فعلاً ستساعدك على اختيار طريقة قضاء الإجازة بما يناسب حالتك واحتياجاتك.
4. استغل الإجازة في الهوايات والمهام المؤجّلة
إذا كان لديك وقت فراغ خلال الإجازة، فهي فرصة جيدة لممارسة هواياتك المفضلة أو البدء في تعلّم شيء جديد، مثل تعلّم لغة، أو العزف على آلة موسيقية، أو الرسم. كما يمكنك أيضًا إنجاز بعض الأمور التي كنت تؤجلها بسبب انشغالك، مثل ترتيب منزلك. هذه الأنشطة تساعد على تنشيط الذهن وتمنحك شعورًا بالراحة والإنجاز.
5. اهتم بتغذيتك وحركتك
الإجازة فرصة للعناية بجسمك أيضًا. احرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة، وأضف بعض الحركة إلى يومك، مثل المشي أو السباحة. النشاط البدني المنتظم يحسّن المزاج ويساعد على تجديد الطاقة.
6. عزّز علاقاتك الاجتماعية
الإجازة وقت مناسب لتعزيز التواصل مع العائلة أو الأصدقاء. يمكنك قضاء وقت بسيط معهم في نزهة، أو جلسة هادئة، أو حتى مكالمة فيديو في حال عدم التمكن من اللقاء. هذه اللحظات تقوّي الروابط وتخفّف من الشعور بالمشاعر السلبية.
7. استعدّ تدريجيًا للعودة إلى العمل
لتجنّب الشعور بالضغط بعد انتهاء الإجازة، يُفضّل البدء في الاستعداد التدريجي للعودة. في الأيام الأخيرة، راجع جدولك الأسبوعي، ونظّم مساحة عملك، وابدأ بأداء المهام السهلة في أول يوم. ذلك يسهل الانتقال ويخفف من التوتر.