نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا تناول الانتخابات الأسترالية وكيف كان تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واضحًا فيها، مشيرة إلى أن الاضطرابات العالمية التي تسببت فيها سياسات الأخير جعلت منه عاملًا في تلك الانتخابات، معززا إعادة انتخاب رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز.
**التأثير الـ"ترامبي" في أستراليا
تقول "نيويورك تايمز" في تقريرها إن رئيس الوزراء الأسترالي، انتوني ألبانيز، لم يصور نفسه شخصية مناهضة لترامب في حملته لإعادة انتخابه، بل قال إنه يثق في ترامب، وإنه يحترم العملية الديمقراطية الأمريكية، كما أنه نادرا ما ذكره بالاسم، وكان يعيد تحويل الأسئلة بشأنه إلى نقاشات حول فائض الميزانية أو التعليق بأنه يركز على أستراليا.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، كان ألبانيز متحفظا في أي انتقادات بشأن ترامب، كما تعهد بعدم الرد على الرسوم الجمركية التي فرضها الأخير.
في المقابل، جعلت الاضطرابات العالمية التي تسببت فيها عودة ترامب إلى السلطة منه عاملًا في الانتخابات الأسترالية، ويبدو أن ألبانيز وحزب العمال التابع له تلقوا دفعة قوية في النهاية جراء موجة المشاعر المناهضة لترامب، ليحققوا فوزا ساحقا في الانتخابات التي جرت يوم السبت.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أستراليا لم تتلق ضربات مماثلة لتلك التي وجهها ترامب إلى حلفاء قديمين آخرين للولايات المتحدة، والتي أصبحت عاملا في انتخابات واحدة على الأقل – مثل تهديد سيادة كندا والتشكيك في مستقبل التحالفات العسكرية مع أوروبا.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، من المرجح ان تكون تداعيات الرسوم الجمركية التي اعلن عنها أقل فداحة في أستراليا، التي تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لها. وبالتالي، لم يشعر ألبانيز أو زعيم التيار المعارض المحافط، بيتر داتون، بالحاجة إلى تناول مسألة ترامب مباشرة.
مع ذلك، كان وجود ترامب محسوسا طوال فترة الحملة الانتخابية، التي قال الناخبون فيها إن أولويتهم الأولى بلا شك هي أزمة تكلفة المعيشة.
وقال أستاذ التاريخ السياسي في جامعة كانبيرا، كريس والاس: "قرارات الرسوم الجمركية التي أصدرها ترامب التي اعتبرها الأستراليون مجنونة، والتي سرعت حقا عملية نظر الشعب إلى داتون، وإلى ترامب، ثم قالوا لا. إنه انتصار للسياسة الوسطية المعقولة".
وقبل بضعة أسابيع، كان من المتوقع أن يعاني ألبانيز وحزبه للحفاظ على صدارة بسيطة في البرلمان. لكن الآن يسيرون على طريق تأمين أحد أكبر مجموعات الأغلبية في الذاكرة الحديثة، مع توقعات بالفوز بـ86 مقعدا من بين 150 مقعدا في مجلس النواب.
وقالت الكاتبة السياسية نيكي سافا إن داتون أراد واحدة من أسوأ الحملات الانتخابية، مضيفة: "لم يحظ بيوم جيد واحد خلال الحملة الانتخابية، ولم تكن سياساته متماسكة".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن رفض الأستراليين لداتون وحملته الانتخابية كان واضحا للغاية في خسارته في المقعد البرلماني الذي شغله لمدة 24 عامًا، حيث فقد مقعده في معقله بولاية كوينزلاند لصالح علي فرانس، الصحفية السابقة والعمالية والمدافعة عن أصحاب الهمم التي فقدت ساقها في إحدى الحوادث.
وكانت هذه هي المرة الثالثة التي تواجهه فيها كمرحشة عمالية في مسقط رأسه بمقاطعة ديكسون.
وقال ميكيل هولي، ناخب في ديكسون، إنه لم يكن متحمسا لأداء ألبانيز خلال فترة ولايته التي استمرت ثلاثة اعوام، لكن موقف داتون المشابه للرئيس الأمريكي جعله يحسم أمره لصالح فرانس وحزب العمال.
وأضاف رون ريتشاردسون، ناخب آخر دعم حزب العمال في دائرة داتون الانتخابية، أنه أحس بـ"الترامبية" في الطريقة التي بدت بها العديد من سياسات داتون غير المنتظمة.